وقفت تعدل طرحتها الصفراء، تحرك يداها يمينا ويسارا تلملم أطفالها حولها، ملامح الوجوه متقاربة تتشابه بينهم التفاصيل من حيث لون الهم وصرخات الشكوى، تبحث على من يسمع لها لعله يريح همها، حتى وإن لم تجد بغيتها.

تظنها ستطلب منك مالا أو عونًا، لكن ما تطلبه هو تأمين مصدر رزقها الذي أصبح مثله كمثل عش صغير يحتاج إلي تقوية عيدانه أو سيصبح في مهب الريح.

فاطمة إبراهيم خليل.. سيدة أودي بها الزمن إلى غيابات المجهول، تحمل 6 أطفال بين يديها يعاونها في حملهم قسوة الحياة، قامت بإخراجهم من المدارس، بعد أن مرض سند البيت –الأب- لتنتقل مسئولياته كاملة إليها.

«والله العظيم أنا اطردت من شقتي بسبب 3 سنين مش عارفة ادفع الإيجار أنا مش عايزة غير أذن بس».. حسرتها التي تتحدث بها لن تجعلك تتخيل أن الأذن الذي تطلبه هو لعربة فول صغيرة تحاول كسب رزق أطفالها عوضًا عن المشاكل التي تتعرض لها بسبب الحي والبلدية.

وبصوت يملؤه البكاء.. قالت فاطمة:« كل اللي بطلبه من المسئولين النظر إلى أطفالي، لأني مش قادرة أكل عيالي ولا أشربهم ».