المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

نجيب محفوظ.."ابن الحارة".. (بروفايل)

الأحد 11/ديسمبر/2016 - 04:30 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
شمعة أضاءت دروب الأدب العربي والعالمي معًا في شتى المجالات، فلم تقتصر ريشته على الكتابة أو نشر الكلمات على ورق فقط، بل تخطى حدود الكلمات والكتابات واجتاز المحيطات واصلا للمعنى العميق للفن بجميع مستوياته، فقد عزفت كلماته على أجمل الألحان وسطرت أفكاره تاريخًا عريقًا في الأدب العربي، هو رائدًا من رواد الحركة الفكرية في مصر كما أنه نقل الرواية المصرية بمجتمعها وبيئتها المحلية ليطلع عليها ويستمتع بها القارئ العالم وهو أيضًا علمٌ من أعلام الأدب العربي، وقف على أعلى قمة أدبية في الشرق الأوسط قادته للحصول على جائزة نوبل العالمية في الآداب.

هو نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا، أمه فاطمة مصطفي قشيشة ابنة الشيخ مصطفي قشيشة من علماء الأزهر، ولد فى 11 ديسمبر عام 1911 فى حي الجماليه قلب القاهره القديمة، وكان أصغر أخوته، أمضى طفولته وسط الشوارع الصغيرة المؤدية إلى الجامع الأزهر والتي تؤدي أيضًا إلى مسجد الحسين.


كان نجيب محفوظ في الثامنة من عمره عندما انتفض الشعب المصري أول انتفاضة شعبية حقيقة شاملة عام 1919، ورأى الطفل الصغير المظاهرات والمصادمات الدموية بين المصريين والإنجليز من شرفة منزله في ميدان بيت القاضي بحي الجمالية الذي بناه بدر الجمالي أحد القواد الفاطميين، عاش مع أبيه وأمه كأنه طفل وحيد؛ لأن الفارق الزمني بينه وبين أصغر إخوته كان 10 سنوات، وكانوا كلهم رجالا ونساء تزوجوا وغادروا بيت العائلة، إلا أصغرهم الذي التحق بالكلية الحربية، ثم عمل بالسودان بعد تخرجه مباشرة، لذلك كانت علاقته بأمه علاقة وطيدة، وكان تأثيرها فيه عميقًا، بعكس والده الذي كان طوال الوقت في عمله خارج البيت.

التحق نجيب محفوظ بالكتاب وهو صغير جدًا ليتخلص أهل البيت من شقاوته، عندما أصبح تلميذًا بالابتدائية لم يكن والده بحاجة إلى حثه على المذاكرة؛ لأنه كان مجتهدًا بالفعل ومن الأوائل دائما، أما أولى المحطات الفاصلة في حياته فكانت حصوله على شهادة "البكالوريا" التي تؤهله لدخول الجامعة، كان والده يرى أن أهم وظيفتين في مصر هما وكيل النيابة والطبيب، لذلك أصر على التحاق ابنه بكلية الطب أو كلية الحقوق، كان متفوقًا في المواد العلمية، وكان ينجح بصعوبة في المواد الأدبية كالجغرافيا والتاريخ واللغتين الإنجليزية والفرنسية، والمادة الأدبية الوحيدة التي تفوق فيها كانت هي اللغة العربية، وكان نجاحه في البكالوريا عام 1930 بمجموع 60% وترتيبه العشرين على المدرسة، وكان هذا المجموع يلحقه بكلية الحقوق مجانًا، لكنه اختار لنفسه كلية الآداب قسم الفلسفة.

تخرج عام 1934، عمل بالسلك الحكومي، فعمل سكرتيرًا برلمانيًا بوزارة الأوقاف من 1938 إلى 1945، ثم عمل بمكتبة "الغوري" بالأزهر، ثم مديرًا لمؤسسة القرض الحسن بوزارة الأوقاف حتى عام 1954، ومديرًا لمكتب وزير الإرشاد، ثم مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية، وفي عام 1960 عمل مديرًا عامًّا لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشارًا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، ومنذ عام 1966 حتى 1971 وهو عام إحالته إلى التقاعد عمل رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، وبعدها أنضم للعمل كاتبًا بمؤسسة الأهرام.

نمت علاقة نجيب محفوظ بالأدب من خلال قراءته للعقاد وطه حسين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم والشيخ مصطفى عبد الرازق الذي درس له الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب، بدأ يكتب المقالات في الـ19 من عمره، ونشر أول قصصه القصيرة "ثمن الضعف" بالمجلة الجديدة اإسبوعية يوم 3 أغسطس 1934م، لكنه انطلاقًا من روح ثورة 1919 خطط لمشروعه الأدبي الكبير، وهو إعادة كتابة التاريخ الفرعوني بشكل روائي، وكتب بالفعل ثلاث روايات في هذا الاتجاه وهي: "عبث الأقدار" و"رادوبيس" و"كفاح طيبة"، لكنه توقف بعد ذلك وأعاد دراسة مشروعه.

قدم عددًا كبيرًا من الروايات والأعمال الأدبية منذ بدايات القرن العشرين، واستطاعت هذه الإعمال الأدبية أن تصور التاريخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لمصر خلال القرن الماضي الذي يعد أهم القرون التي عاشتها مصر، وتركت بصمتها الواضحة على الشخصية المصرية.

أشهر رواياته، زقاق المدق، اللص والكلاب، خان الخليلي، السراب، الشحاذ، الطريق، بداية ونهاية كفاح طيبة، القاهرة الجديدة، أما عن القصص القصيرة فأشهرها، بيت سيء السمعة، دنيا الله، خمارة القط الأسود تحت المظلة، شهر العسل.

أما الجوائز التي حصل عليها فكانت، جائزة قوت القلوب عن رواية "رادوبيس" عام 1943، جائزة وزارة المعارف عن رواية "كفاح طيبة"، جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية "خان الخليلي" 1946، جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1957، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1968، وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1969، جائزة نوبل في الآداب، عام 1988، وتوفي يوم 30 أغسطس عام 2008 عن عمر يناهز 94 عام.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads