المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أشهر من أنجبت مصر.. "زويل" الكيميائي الذي كتب اسم مصر عالميا بحروف من نور

الأربعاء 04/يناير/2017 - 09:02 م
رحاب إدريس
طباعة
دائما وأبدا ستظل مصر فوق رؤوس الجميع بفضل أبنائها، الذين يقوموا بتشريفها أمام العالم، حتى يصبح اسم مصر كما كان دائما يعلو في كل دول العالم، فأبناء الوطن هم الشعلة التي تضئ مصريتنا أمام العالم بأعمالهم سواء كانت فنية أو علمية أو في مختلف مجالات الحياة.

ولقد كُرمت مصر بتواجد الكثير من الذين همهم إعلاء راية وشأن مصر، وفي محاولة "المواطن" لرصد أكبر كم معلوماتي عن هؤلاء الأبناء جاء أمامنا الكثيرون من الأبناء الذين كانوا يتهافتون لإعلاء شأن مصر في مختلف المجالات، وقد قمنا باختيار البعض منهم وقد كان الاختيار عشوائي لا صلة له بأهمية عالم عن آخر فالجميع سعوا لهدف واحد، وقد قمنا برصد لبعض المعلومات عن هؤلاء الأبناء قد تكون معروفه وقد تكون مبهمة للبعض.


بدأنا تاريخ علماء مصر الحافل بالعالم الجليل أحمد زويل، المهاجر المثالي الذي رحل وظلت مصر بداخله، يعلي من شأنها ويعظم من أسمها بين دول العالم بإنجازاته العلمية الكبيرة.


العالم الجليل "أحمد زويل"

"إنني مدين لمصر التي علمتني، وللأسرة التي أنشأتني على التربية الصحيحة، وللشعور بأننا في مصر بلد الحضارات.. وإنني أتمنى لمصر أن تحقق التقدم الذي تستحقه وأن تكون لها القاعدة القوية لدخول القرن الحادي والعشرين، فلا مدخل هناك إلى الحضارة والتقدم بغير العلم والتكنولوجيا"، كلمات رددها العالم الجليل "أحمد زويل" عقب فوزه بجائزة نوبل.

نشأته

نشأ العالم المصري "أحمد حسن زويل" في مدينة دمنهور بالبحيرة في 26 فبراير 1946 لأسرة مصرية بسيطة، الأب كان يعمل مراقبًا فنيا بصحة "دسوق"، وهو الابن الوحيد على ثلاث بنات؛ هانم، سهام، ونعمة، وقد حصل الدكتور أحمد زويل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدرسة النهضة، وحصل على الثانوية من مدرسة دسوق-التي انتقل إليها والده للعمل بها- ثم التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية حيث حصل على البكالوريوس عام 1967 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ثم حصل على الماجستير في علم الأطياف عام 1969، وسافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ رحلته للحصول على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا عام 1974، وعمل خلال تلك الفترة معيدا وزميلا وباحثا بنفس الجامعة.


نشأ "زويل" نشأة دينية وسط عائلة كبيرة ومعروفة في دمنهور، وكان يحب ويطرب لصوت المؤذن في جامع سيدي إبراهيم الدسوقي في الإسكندرية، وكان في رحه يستأجر مع مجموعة من زملائه فيلا صغيرة في "سبورتينج" يعيشون فيها معا، وكانت فسحتهم في محطة الرمل.

قدوة العالم الجليل وسبب بكاؤه

قال "زويل" عندما دخلت الكلية سالت دموعي، وكانت أمنيتي أن أكون مثل دكتور "الشناوي" الذي كان يدخل المدرج مرتديا البالطو الأبيض وقد أعد المحاضرة جيدا وكنا نخاف من هيبة هذا الأستاذ.

المناخ العلمي والبيروقراطية في مصر

يحكي زويل عن المناخ العلمي في مصر فيقول: "المناخ العلمي في مصر والجو الأكاديمي كان رائعا، فقد كان عددنا في قاعة المحاضرة سبعة فقط وأحيانا نأخذ المحاضرات في مكاتب الأساتذة ويعطوننا المراجع الخاصة بهم التي كانت تأتي من أمريكا وانجلترا، ووجدنا الشعور الجميل من المعيدين، وبعد تخرجي وعندما طلبت السفر للخارج وافق البعض لكن البيروقراطيين اعترضوا لأني كنت أصغر معيد في القسم وأنهيت الماجستير بعد ثمانية أشهر وقالوا إن قانون الجامعة يقول لا سفر قبل سنتين ولكن أنا أصررت".

هوايات زويل

دراسة زويل للتاريخ المصري كانت معنية أكثر بحفظ الأسماء والتواريخ، وهذه طريقة لا تنسجم مع طريقة تفكير زويل، لذلك فإنه لم يحرز درجات متقدمة في العلوم غير العلمية في الثانوية العامة، ولكنه بعد ذلك كان أكبر هواياته هي القراءات التاريخية، ولكن بطريقة العرض الأمريكية.

زويل يغير علم الكيمياء الحديث

استطاع أحمد زويل أثناء عمله العلمي في الولايات المتحدة أن يصير واحدا من أساطير العلم بها، ولكن أهم إنجازاته كان الفتح العلمي العظيم في مجال الكيمياء(الفيمتو ثانية) فقد استطاع لأول مرة في تاريخ العلم، تصوير عملية التفاعل الكيميائي التي لا تستغرق سوى لحظة من مليون بليون جزء من الثانية، فغير بذلك علم الكيمياء الحديثة، إذ لم يكن العالم يعرف بالضبط ماذا يحدث أثناء تلك اللحظة ولا الوقت الذي تستغرقه، وسلم العلماء طيلة السنوات الخمسين الماضية بالصورة التقريبية التي وضعها "ماكس بورن"، و"روبرت اوبنهايم" بما يسمى باللحظة الانتقالية التي تنفك خلالها الروابط الكيميائية للجزيئات وتقرن بجزيئات مادة أخرى ويولد عنها جزيء جديد لمادة جديدة.

50 ألف دولار أول ما صرف "زويل" على البحث العلمي

50 ألف دولار أخذها "أحمد زويل" مثل أي باحث في جامعة كالتك، وقالوا له "سنحاسبك بعد 6 سنوات على ما أنجزته من أبحاث وفيم صرفت هذه الأموال"، لم يحددوا له موضوعا، بل تركوا له البحث بحرية وأعطوه مكتبا ومختبرا، وتركوا الباب مفتوحا لمن يريد أن ينضم له من دارسي الدكتوراه، وفي العادة فإنهم وبعد انتهاء مهلة الـ 6 سنوات، فإنهم يرسلون الأبحاث لمحكمين عالميين، ويسألونهم رأيهم، فإذا أشادوا به، فإن إدراة الجامعة تسمح لهذا الباحث بالبقاء في الجامعة مدى الحياة، وإذا لم تكن هذه الأبحاث مهمة فإنهم يشدون على يد الباحث مودعين، ويعد ذلك نظام محدد وصارم وليس فيه مجال لتلاعب أو عاطفة.


أبناء زويل العلميين

"زويل" على رأس فريق عمل مكون من 130 باحثًا من حملة أو دارسي الدكتوراه، إستطاعوا نشر 300 بحثا ووضعوا 8 كتب في مجالات مختلفة، لكن هناك شيئان عالميان أنجزهما زويل ويعتبرهما كأبنائه، الأول في الليزر، والثاني براءة اختراع في الطاقة الشمسية.

جوائز حصل عليها زويل

خلال عامي 1982 و1984 منحته المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم جائزتها، وفي عام 1989 حصل على جائزة الملك فيصل في الطبيعة "وبذلك يكون أول عربي حصل على هذه الجائزة " وجائزة هوكست 1990، وقد تم اختياره في نفس العام كنموذج.

جوائز حصل عليها زويل

خلال عامي 1982 و1984 منحته المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم جائزتها، وفي عام 1989 حصل على جائزة الملك فيصل في الطبيعة (وبذلك يكون أول عربي حصل على هذه الجائزة ) وجائزة هوكست 1990، وقد تم اختياره في نفس العام كنموذج للشخصية المصرية الأمريكية، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة اكسفورد عام 1991 وفي عام 1993 حصل على جائزة وكالة ناسا للفضاء، ووشاح النيل عام 1994، والدكتوراه في العلوم (الأرقى من دكتوراه فلسفة العلوم) عام 1993 من الجامعة الأمريكية، هذا عدا عن جائزة "ماكس بلانك" أرفع الجوائز الألمانية، وجائزة "ويش" وجائزة "بنيامين فرانكلين" الأمريكية (وسام وميدالية ذهبية) في مايو 1998 وهي الجائزة التي سبق أن حصل عليها "البرت اينشتسن" ومدام "كورى" مكتشفة الراديوم والأخوان "رايت"، وقد تسلمها زويل في مدينة هيوستن الأمريكية بحضور الرئيس "كارتر" والرئيس "جيرالد فورد" وحوالي 1500 مدعو من كبار الشخصيات وصفوة المجتمع الأمريكي، كما حصل زويل على العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية وعضوية معظم المنتديات والتجمعات العلمية الرئيسية في العالم واختير عام 1988 الشخصية رقم "18" الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة، وجائزة نوبل.


مرض "زويل" وعدم استكمال حلمه بمصر

سقط أحمد زويل أمام الصراعات والحملات الإعلامية مريضًا، وأكد له الأطباء ان المرض كان نتيجة ضغوط نفسية وعصبية امام صراعات لا طائل منها، وان حياته مهددة امام كل هذه السلوكيات الغريبة، ما بين الإعلام وحملاته والقضاء واحكامه وجد زويل نفسه مشوها أمام شعبه مدانا امام القضاء مطاردا فى الإعلام فى أشياء لم يكن له علاقة بها من قريب أو بعيد، بسبب التعنت الذي يواجهه في تحقيق حلم المدينة العلمية.


آخر 20 دقيقة عاشها "زويل " في سلام

كان هذا اليوم هو ليلة إعلان جائزة نوبل، وقد إستقبلها "زويل" في هدوء ونوم عميق، بينما كان القلق والأرق ينتابان زوجته التي ظلت ساهرة أمام شاشة الكمبيوتر المتصل بالإنترنت في انتظار الإعلان عمن سيفوز بجائزة نوبل للكيمياء.

وبعد الكثير من القلق وفي الخامسة صباحا جاءت مكالمة من سكرتير عام الأكاديمية السويدية للعلوم بإنه القائز بجائزة نوبل، وأوضح له إنهم سيضعون إسمه على شبكة الإنترنت، مؤكدا له أن أمامه ثلث ساعة من الآن، لينعم بآخر عشرين دقيقة من السلام في حياته، وفعلا بعد ثلث ساعة وإلى الآن لم ينقطع رنين التلفون ولا الفاكس ولا البريد ولا البريد الإلكتروني".

وفاة العالم الجليل

وفي 2 أغسطس 2016، رحل عن عالمنا العالم الجليل أحمد زويل، عن عمر يناهز 70 عامًا في منزله بالولايات المتحدة الأمريكية، تاركا خلفه إرث علمي كبير ومكانة عالية بين علماء العالم وضعت مصر ضمن الدول الكبرى.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads