قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بالوجه البحري وسيناء، في تصريح أخير له، أقدم جهاز شرطة في التاريخ كان مصريًا، فالقدماء المصريون كانوا أول من عرفوا نظام الشرطة، واستخدموا السفن النهرية لحماية القوافل التجارية، كما اخترعوا الأسلحة والسيوف التي كانت تستخدم في تسليح رجال الأمن.

وأشار إلى أن اختيار رئيس الشرطة كان يعتمد على الذكاء والخلق الحسن، مضيفًا أنه كان هناك رئيس لشرطة العاصمة والمدن الكبرى لوجود عمال نحت وتزيين المقابر، وكانت الأهمية الكبرى لشرطة مدينة جنوب مصر، لأنها تقع على طريق جلب الذهب من وادي الحمامات.

وكانت هناك سلطة كبيرة ونفوذ لرئيس الشرطة الصحراء التي تقوم بتعقب الفارين إلى الواحات وحماية عمال قطع الحجار وكان رئيس شرطة الصحراء تحت الإشراف المباشر للوزير وذلك طبقًا لما جاء في كتاب "تاريخ أنظمة الشرطة في مصر" للدكتور ناصر الأنصاري.

ووصف "ريحان" علم الشرطة قديما قائلا "كانت عليه صورة غزال في طيبة أو درع مستطيل الشكل مرسوم عليه الملك يضرب عدوًا"،مضيفا أن علاقة الشرطة بالشعب كانت تعتمد علي الصداقة كما جاء في نصيحة الحكيم آني لابنه وهي "اتخذ من شرطي شارعك صديقًا لك ولا تجعله يثور عليك".

وقال أن أجهزة الشرطة كانت تتكون من الشرطة المحلية لحفظ النظام في المدن الكبرى مثل منف وطيبة وتل العمارنة والصحراء والحرس الملكي وكان يشرف عليه الوزير وتضم كذلك شرطة المعابد وكانت مخصصة لحفظ النظام داخلها وشرطة المقابر لحفظ وحماية ما تحويه من كنوز وشرطة أمن الدولة لكشف المؤامرات ورصد أعمال حكام الأقاليم وكان يوجد ما يسمى بالشرطة النهرية لتوفير الأمن للتجارة عبر نهر النيل.