المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الرائد أديب حنا كيرلس.. "من قصص المخابرات"

الإثنين 30/يناير/2017 - 06:49 ص
اية محمد
طباعة

البداية كانت عام 1956 عندما سافر جان ليون توماس، الكاتب ببطركخانة الأرمن، إلى ألمانيا بحثًا عن عمل جديد، وهناك وبعد فترة استطاعت المخابرات الإسرائيلية تجنيده وتدريبه مستغلة فقره، وتم التجنيد والتدريب بواسطة شخص يدعى "إميل"، يتحدث بلهجة لبنانية، ثم أعادته إلى القاهرة لتكوين شبكة جاسوسية تعمل على جمع المعلومات العسكرية، بالإضافة إلى جمع معلومات عن مشاريع قناة السويس، والمشروعات الاقتصادية الجديدة، والعلاقات التجارية مع الكتلة الشرقية، والرأي العام في القاهرة.

 

عاد "توماس" إلى القاهرة عام 1958، بعد أن تزوج الألمانية "كاتى بادروف"، والتي عاونته في تكوين شبكة الجاسوسية، وكانت البداية بـموظف في وزارة الحربية، يدعى محمد أحمد حسن، والذي قام بإعداد بعض الوثائق مقابل راتب شهري.

 

سافر "توماس" و"بادروف" و"حسن" في رحلة إلى القنال، وقاموا بتصوير بعض المناطق العسكرية، ونجح "توماس" في تجنيد "جربيس يعقوب تانليان"، وكان يعمل باستديو "كافوك" في شبرا، وكان دوره تحميض وطباعة الأفلام.

 

عندما زار الرائد أديب حنا استديو "كافوك" لالتقاط صورة تذكارية له ولزوجته، قام "جربيس" بالتودد إلى الرائد "أديب"، حيث كانت الشبكة تبحث عن ضابط عسكري تجنده لحسابها، وظنوا أنهم وجدوا بغيتهم في الضابط الشاب، فدعوه إلى حفل خطبة شقيقة جربيس، وقبل "أديب" الدعوة، وفي الحفل تعرف على "توماس" وزوجته الألمانية، وحاول الجميع أن يقدموا له الود السريع والصداقة المفتعلة.

 

ولوحوا لـ "أديب" أنهم يودون زيارته في منزله لكي يشاهدوا الكرم العربي الذي طالما سمعوا عنه وعرفوه، وأمام رغبتهم التي أعلنوها اضطر إلى دعوتهم فى منزله لتناول العشاء، وشملت الدعوة "جربيس" وشقيقته وخطيبته و"توماس" وزوجته، ولم يستطع "أديب" وقف تيار الصداقة التي فرضت عليه.

 

وفي أحد سهراتهم صرح "توماس" لـ"أديب" أن حالته المادية لا تعجبه، والطرق أمامه كثيرة لجمع المال دون مجهود يذكر، وسأل "أديب" عن هذه الطرق، فقال "توماس" حينها القليل من المعلومات العسكرية التي يعرفها بحكم عمله في سلاح المشاة والتي يمكن أن تتحول إلى مئات الجنيهات، وأظهر "أديب" اهتمامه وترحيبه بالفكرة.

 

اتجه الرائد "أديب" إلى المخابرات العامة والتقى بأحد المسئولين، وألقى أمامه بكل العبء الذي يحمله وحده، فقال له الضابط: "اطمئن، إن توماس تحت المراقبة، وكل نشاطه معروف لدينا، وفي استطاعتك أن تمضي في تمثيل الدور إلى آخره"، ومضى "أديب" ونفذ كل طلبات "توماس"، وكانت المخابرات المصرية تحضر معهم جلساتهم وتسجل أحاديثهم أول بأول.

 

كتب له "توماس" ذات مرة ورقة بها 33 سؤالا عن القوات المسلحة ليجيب عليها، وحمل الرائد أديب ورقة الأسئلة، وتولت المخابرات الإجابة عنها، وفرح "توماس" وتأكد من إخلاص أديب، وأطلقت عليه مخابرات إسرائيل اسم "كونرادوا"، وكانت تدفع لـ "أديب" 10 آلاف جنية، مقابل معلومات عن سلاح المشاة دون أن تعلم أن المعلومات ليس لها قيمة.

 

قبل القبض على الشبكة عرض "توماس" على "أديب" مبلغ مليون جنية تدفع له إذا تمكن من إغراء طيار ليهرب بطائرة "ميج" ويهبط بها في قبرص أو تل أبيب على أن يدفع له مبلغ ربع مليون جنية في القاهرة والباقي بالخارج.

 

وفى هذه الفترة وجدت المخابرات العامة أن الوقت قد حان لإسقاط الشبكة، فتم القبض على الجميع، وعثروا مع "توماس" على صندوق صغير مكتوب عليه "ألبوم الذكريات" وفيه مجموعة وثائق وصور أعدها "توماس" لتسليمها إلى إسرائيل.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads