أحمد رمزي.. "وسيم السينما المصرية" الذي كافح حتى لمع اسمه بسماء النجومية
الخميس 02/فبراير/2017 - 05:01 م
منار إبراهيم
طباعة
أيقونة من زمن الفن الجميل، له تاريخ فني عظيم يشهد له الزمان، أعماله الفنية راسخة بأذهاننا حتى الآن، لا يخلو بيت مصري من الكلام عنه، اشتهر بأدوار الشاب الوسيم الشقي خفيف الظل في العديد من الأفلام الناجحة والبارزة في تاريخ السينما، عشق التمثيل منذ نعومة أظافره، وكان يحلم بسحر السينما منذ طفولته، خاصة عندما وصل إلى مرحلة الشباب وشعر بذاته جديرًا بهذا الشرف، ولم يهدأ إلا وذاع صيته وتألق في سماء النجومية، هو "وسيم السينما المصرية" أحمد رمزي.
.
ولد أحمد رمزي عام 1930 في محافظة الإسكندرية، وكان والده طبيب مصري هو الدكتور محمود بيومي ووالدته أسكتلندية وهي هيلين مكاي.
.
درس في مدرسة الأورمان ثم كلية فيكتوريا وبعدها التحق بكلية الطب ليصبح مثل والده وأخيه الأكبر، ولكنه رسب 3 سنوات متتالية فانتقل إلى كلية التجارة، أكمل دراسته بها إلى أن تخرج فيها وحصل على درجة البكالوريوس.
.
توفي والده سنة 1939 بعد أن خسر ثروته في البورصة وعملت والدته كمشرفة على طالبات كلية الطب لتربي ولديها بمرتبها، حتى أصبح ابنها الأكبر حسن طبيب عظام على نهج والده، واشتهر أحمد رمزي بعد أن اكتشفت موهبته في السينما والرياضة.
.
تعتبر حكاية دخول أحمد رمزي مجال التمثيل في السينما من الحكايات الغريبة التي لا تخلو من طرافة، وكانت علاقة الصداقة التي تربطه بعمر الشريف الذي كان يهوي السينما هو الآخر من العوامل التي رسخت الفكرة في ذهنه، وكان هناك لقاء دائم بينهم في جروبي وسط البلد.
التقى الثنائي بأحد تلك اللقاءات بالمخرج يوسف شاهين، فظل يسألهم أسئلة عديدة، واستمر "رمزي" في حلمه بفكرة السينما وتوقع أن يسند له "شاهين" دورًا.
.
وفي أحد الأيام فوجئ "أحمد" بصاحبه "عمر" يخبره أن "شاهين" اختاره ليكون بطل فيلمه الجديد "صراع في الوادي" وكان ذلك عام 1954، وكانت بمثابة صدمة له لكنه لم يحزن لأن الدور ذهب لصديقه.
وظل الحلم يراوده وعندما أسند يوسف شاهين البطولة الثانية في نفس العام لعمر الشريف في فيلم "شيطان الصحراء" ذهب معهم رمزي وعمل كواحد من عمال التصوير حتى يكون قريبًا من معشوقته السينما.
.
وفي ليلة مفرحة كان أحمد رمزي جالسًا في صالة "البلياردو" كعادته، فلمحه المخرج حلمي حليم، ولاحظ سلوكه وتعبيراته فعرض عليه العمل معه في السينما وسعد جدًا بذلك.
كانت أول بطولة له في فيلم "أيامنا الحلوة" عام 1955، والطريف أن البطولة كانت مع صديقه عمر الشريف والوجه الجديد وقتها عبد الحليم حافظ، لينطلق أحمد رمزي بعدها في سماء الفن.
وقدم "رمزي" أعمالًا هامة عبر فيها عن مشاعر ومشكلات شباب وجيل العشرينات، أصحاب الجسد الممشوق، والقوام السليم، فكان من هواة الرياضة، وتوالت أدوار وأعمال "رمزي" التي بلغ عددها 100 فيلم في مدة 20 عامًا هي عمره السينمائي الذي أنهاه أول مرة في منتصف عقد السبعينات بعد انتهائه من تصوير فيلم "الأبطال" مع فريد شوقي.
.
قرر "وسيم السينما المصرية" الاعتزال في منتصف عقد السبعينات، بسبب أنه شعر أن الأوان لم يعد له، مع بروز نجوم شباب مثل نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز، فآثر الابتعاد حتى تظل صورته جميلة في عيون جمهوره الذي اعتاد عليه بصورة معينة.
.
وكان الاعتزال الذي استمر عدة سنوات أعقبها عودته بعد أن نجحت فاتن حمامة بالعودة للتمثيل من خلال سباعية "حكاية وراء كل باب" التي أخرجها المخرج سعيد مرزوق.
.
وفي منتصف عقد التسعينات قرر العودة إلى عالم التمثيل مرة أخرى من خلال عدة أعمال بدأها بفيلم "قط الصحراء" مع يوسف منصور ونيللي، وفيلم "الوردة الحمراء" مع يسرا، ومسلسل "وجه القمر" مع فاتن حمامة.
احمد رمزي من فيلم الوردة الحمرا
.
توفي عن عمر يناهز 82 سنة، على إثر جلطة دماغية شديدة الحدة فور سقوطه الحاد على الأرضية نتيجة اختلال توازنه في حمام منزله بالساحل الشمالي أثناء توجهه للوضوء لصلاة العصر في يوم الجمعة 2012، وشيعت جنازته بشكلٍ بسيطٍ في أحد مساجد الساحل الشمالي، ودفن هناك بشكل في غاية البساطة والهدوء بناءً على وصيته.
.
أخبار تهمك
