المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

محطات فى ذكري ميلاد "كبير الرحيمية قبلي" الفنان محمد التابعي

الثلاثاء 28/مارس/2017 - 08:45 م
نورجيهان صلاح
طباعة
كبير الرحيمية قبلى "محمد التابعى" هو البورسعيدي الأصل، والصعيدي بطبيعة الدور السينمائى، وليس محمد التابعي أمير الصحافة المصرية حتى لا يختلط الأمر على البعض.

عندما نشاهده نضحك على حركاته وتعبيراته ولا نعرف سوى أن اسمه «كبير الرحيمية قبلي» لذلك نريد أن نقترب من تفاصيل حياته.

اسمه الحقيقي "محمد محمد أحمد شرابة التابعي" من مواليد23 مارس 1907 بمدينة بورسعيد.

كان والده يتاجر في الجلود ويرغب في أن يكون معه في هذه المهنة المتوارثة، الا أن محمد التابعى تمرد على هذا.

وذهب الابن الى ميول أخرى فقد كانت تستهويه العروض المسرحية لفرق « يوسف وهبي »،« نجيب الريحاني» و« على الكسار».

استقرت العائلة في القاهرة واستقر الفن في قلبه ورمى به في صالات « ببا عز الدين» و« بديعة مصابني »، وسمع الأب المتدين الذي حرص على أن يكون ابنه حافظًا للقرآن بهذا، فأخذه في عز برد الشتاء الي «دش ماء بارد»، مع حرمانه من الخروج ليلًا، ومع ذلك لم يترك الابن الفن الذي كان يجري في دمه وتحول الى «محمد التابعي » الفنان والمونولوجست على مسرح «الهمبرا» مع فرقة « فوزي منيب » ثم انتقل الى العمل مع فرقة « ببا عز الدين».

ومن المسرح إلى عالم السينما من خلال المجاميع الى أن جاءته الفرصة من خلال مشاهدة المخرج «عباس كامل» له في اسكتش « الباش تمرجي» في فرقة شكوكو فأعجب بأدائه الصعيدي وأسند اليه الشخصية التي ابتكرها على الورق وهي «كبير الرحيمية قبلي» حيث كان يبحث وقتها عن ممثل خفيف الظل لدور كبير الرحيمية قبلي ولما قرأها أعجب بالدور وأضاف الى السيناريو واختار ملابسها واكسسواراتها وكذلك الشنب المميز حتى جملته الشهيرة « تروح فين يا عبدالرحيم، تتصرف كيف ياعبدالرحيم»،ونجح فيلم « لسانك حصانك » وشخصية كبير الرحيمية قبلي، وشاركه التمثيل "شادية، كارم محمود، وزينات صدقى، عزيز عثمان،عمر الجيزاوى،سعاد مكاوى، عبد الحميد زكى، الراقصه كيتى، والسيد بدير"،والاخراج لعباس كامل.

وكان العرض 20 يوليو 1953 بدار" سينما كوزمو" بالاسكندريه، تقاضى عن الفيلم مئة جنيه، وارتفع ووصل الى أربعمائة جنيه.

بعد نجاح شخصية "كبير الرحيمية قبلي" جعلت مسؤولين الدراما ينقلون هذه الشخصية من السينما إلي التلفزيون وبالفعل وقعوا عقدا لبطولة حلقات تلفزيونية بعنوان «مغامرات كبير الرحيمية».

ولنجاحها أيضا أسس في الستينات فرقة مسرحية خاصة به تحمل نفس الاسم وطاف بها دول عربية كثيرة وحققت نجاحًا كبيرًا وكانت بطلتها الفنانة « نعيمة الصغير» بنت الاسكندرية، والتي شاركت في أداء الاسكتشات الغنائية معه وكانت تملك صوتا جميلا، وكانت تؤدى نفس الاعمال مع زوجها السابق المطرب "محمد الصغير" ابن الاسكندريه،وانضم لفرقته عددًا من النجوم منهم "محمود شكوكو، محمد الكحلاوي، شفيق جلال، احمد غانم،عمر الجيزاوي، السيد بدير".

وكان يذهب في شهور الصيف الى الاسكندرية ويستأجر أكثر من مسرح ليقدم عروضه المسرحية التي توسع برنامجها الى جانب الاستكشات التمثيلية والفنية، فقرات أخرى منها "الساحر، والاكروبات،وكذلك فقرات المنولوجات"، التي اكتشف من خلالها أسماء كثيرة منها "فتحي الجمل - محمد فياض - حسين المليجي".

وأشهر ما قدم على مسرح الاسكندرية روايتا "الشكنحاوي، والزعبلاوي".

ومن الغرابة فى حياة "محمد التابعى" انه لم يذهب في حياته الي الصعيد ولكن كان له أصدقاء صعايدة واحتك بهم كثيرًا لذلك أتقن الشخصية وأضاف لها خفة الدم وقدمها في أفلام كثيرة منها "لسانك حصانك،المقدروالمكتوب،حضرة المحترم،خبر ابيض" من اخراج عباس كامل.

عاش طيب القلب خفيف الظل حنونا لدرجة كبيرة واجتماعيا جدًا وعلاقته طيبة بكل الجيران وينادونه بـ«كبير الرحيمية» ويضربون له « تعظيم سلام ».

ولم يكن ناسيًا لدوره كأب فكان يحرص على رعاية أسرته فبرغم ضيق وقته كان يشرف على مذاكرتهم وكان يمنعهم من الاستذكار خارج المنزل عند زملائهم.

كان محمد التابعي في منزله يغني «لأم كلثوم»،وله طقوس خاصة في يوم حفلها، كان يشتري كميات من اللب والسوداني والمشروبات لقضاء السهرة بجانب «ام كلثوم» ليسمعها.

كذلك كان زملكاويا متعصبا جدًا وعند فوزه يقوم بتوزيع « صندوق مياه غازية » على الشارع كله في العجوزة.

وكان عاشقًا للسفر وله أصدقاء في كل بلد يسافر اليها، وكذلك الطهي فكان عندما يعود للمنزل يدخل الى المطبخ ليطهو الطعام لانه كان طباخًا ماهرًا وتعلم الطبخ من صديق له عمل طباخًا فى القصر الملكى، وكان يصنع الحلويات خاصة أم على، والمحشي.

وكان لتشابه اسمه مع "محمد التابعي أمير الصحافة المصرية" الكثير من المواقف الطريفة منها:
انهما كانا يسكنان في العجوزة، وهو ما كان يجعل البوسطجي دائمًا ما يأتي بخطابات الصحافي الى الممثل والعكس.

تزوج من بنت عمة الفنانة «ثريا حلمي» لانه كان صديق للفنانة ودائم الزيارات لها بمنزلها وهناك شاهد«عواطف» وأعجب بها وطلبها للزواج ولكن عائلتها رفضت بسبب انه كان يكبرها بعشرين عاما وكذلك كان متزوجًا من امرأة لبنانية لم ينجب منها وتركها لهذا السبب..

وحاول كثيرا حتى تزوجها ولم تكن جاوزت 16 عامًا من عمرها وأنجب منها أربعة أولاد، وكان زوجًا وفيًا يعشق أسرته ويقدرها وبعد وفاته، عملت زوجته فى كورال الاذاعة لأنها صاحبة صوت جميل ثم انتقلت الى كورال « فرقة رضا ».

وفى حياته جاءه عرض «الهجرة الى أميركا» لكنه رفض لأسباب شخصية.

وجاءت نهاية كبير الرحيمية مليئة بالألم، فكان انسانًا رقيق الحس يتأثر بكل من حوله، وعندما توفت والدته، حزن وتوفي بعدها بسبعة شهور.

وكان في أيامه الأخيرة مرتبطًا بعقد مع الفنانة «صفية حلمي» التي علمت بأنه يجهز للسفر مع «فايز حلاوة» و«تحية كاريوكا» في رحلة للبلاد العربية، فطلبت منه دفع قيمة الشرط الجزائي، فأصيب بحزن وعاد للوقوف على المسرح ولكنه أصيب وهو واقف بجلطة في المخ،نقل على أثرها الى مستشفى «القصر العيني» وظل بها أيام قليلة الي أن رحل عن دنيانا في 11 ديسمبر 1964، بعد أن زاره كل أصدقائه في الوسط الفني خاصة الفنان «عبدالعزيز محمود»، الذي كان من أخلص أصدقائه وكان يسأل عنه باستمرار أثناء فترة مرضه وكذلك الفنانة تحية كاريوكا.

وللأسف بعد كل هذا العطاء لم يحصل «محمد التابعي» كبير الرحيمية قبلي على ما يستحق من تكريم.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads