وقع هجوم مسلح، على كمين بالقرب من دير سانت كاترين، عن طريق أشخاص مُسلحين أعلى المنطقة الجبلية المواجهة بطريق سانت كاترين بجنوب سيناء، بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات بالكمين، فبادلتهم القوات إطلاق النيران، وأسفر عن استشهاد أمين شرطة وإصابة أربعة آخرين.

لم تكن تلك هى اللقطة الوحيدة التي ظهر فيها اسم الدير إلى ساحة الأخبار، ففي 2014 أصدر الدكتور مصطفى الفقي، قرارا باعتبار دير سانت كاترين بصحراء سيناء "مستعمرة يونانية"، الأمر الذي دفع اتحاد "أقباط من اجل الوطن"، بإصدار بيان للرد فيه على تلك التصريحات، قال فيه إن تلك التصريحات بها تحريضًا واضحًا ضد الدير ورهبانه، حيث أنهم ينتمون إلى طائفة الروم الأرثوذكس، والتي تحسب أحد مذاهب الديانة المسيحية المعتمدة من الدولة المصرية منذ قرون طويلة.

وفي نفس العام، شهدت نقابة الصحفيين ندوة حول اعتداءات دير سانت كاترين على الآثار بسيناء، حيث أنه وعلى هامش الندوة تم توزيع منشور تحت عنوان تدشين جبهة الدفاع عن جنوب سيناء، والذى وصف الرهبان اليونانيين بالدير وشبههم بالمُحتلين.

دير سانت كاترين يقع في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى، ويُقال عنه أنه أقدم دير في العالم، ويعد مزارًا سياحيًا كبيرًا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل، يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس، ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس لذلك، فإن اسم بطريرك القدس يذكر في القداسات، رغم أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ورهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين من عهود طويلة. وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء في منطقة الطور وواحة فيران وطرفة.

وبني الدير بناء على أمر الإمبراطورة هيلين أم الامبراطور قسطنطين، ولكن الإمبراطور جستنيان هو من قام فعليًا بالبناء بين أعوام 545م ليحوي رفات القديسة كاترين التي كانت تعيش في الإسكندرية.

ويحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء، منها ثريات من الفضة، وبه بئر يقال إنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، ويقولون عنها أنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.

الدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره، كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس. ويقوم على خدمة الدير بعض أفراد من البدو.

إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير ومسموح بالزيارة من الصباح الباكر وحتى الظهر بعد ذلك يغلق أبوابه أمام الزوار ليتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية.

ويلتزم جميع السياح الغربيين وغيرهم بالاحتشام في الملبس عند دخول الدير، وتتوفر هناك أثواب فضفاضة يرتديها من أراد من الناس قبل دخولهم الدير.

المدخل الوحيد للدير كان باب صغير على ارتفاع 30 قدم،وقد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء، حيث كان الناس يرفعون ويدلون بصندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات. أما الآن فهناك باب صغير أسفل سور الدير.