الطفلة"جنا".. ضحية الإهمال المروري والطبي
الخميس 04/مايو/2017 - 11:32 م
سليم الهواري - رنا محمد
طباعة
كالعاده خرجت من مدرستها بصحبة رفيقتها تغمرها فرحة إجازة نهاية الأسبوع في طريقها إلى منزلها بعد أن أنهت يومها الدراسي، ليهاجمها وحش بسيارته هي وصديقتها بسرعة وحشة، لتلقى صديقتها حدفها وتتوفى صريعة في لحظتها، وتنتقل "جنا" إلى المستشفى وتُترك 10 ساعات تنتظر الموت دون أن تتلقى الرعاية اللازمة.
هي الطفلة "جنا أحمد إبراهيم"، البالغة من العمر 10سنوات، إذ عندما خرجت من مدرستها هي وصديقة لها في مثل حداثة سنها بمجمع مدارس "شبرا الخيمة"، وذلك في تمام الساعة 12ظهرًا، داهمتها سيارة "شيفرولية" دبابة كانت تسير باتجاه معاكس بسرعة جنونية لتدهسها هي ومن معها، لتلقى إحداهن حدفها صريعة بمكانها، وتنتقل "جما" إلى مستشفى الدمرداش.
ولكن هيهات لاستقبال المستشفى لها ولحياتها التي أصبحت بين أيدهم، حيث عندما دخلت اكتقت المستشفى بوضعها على سرير، إذ يُعتبر ذلك إمجاز أن تلقَ سريرًا يحتوي جرحها الذي ينزف، وقما الطبيب بلف رجلها المصابة بـ"شاش" و2أكياس محلول مطهر للجروح، وذلك دون أن تدخل العناية المركزة لاتخاذ اللازم لإنقاذها من الموت، لتأتي حجة المستشفى بأن فصيلة دمها نادرة، والتي هي Oسالب، فيتعثرون على الحصول عليها.
وفي أثناء انتظار رحمة الأطباء ورفقهم بحالها وحالة أهلها، تبرع للفتاة 5أشخاص يحملون فصال دم مختلفة، مما يجب أن يقضي على حجة المستشفى بعدم توافر دم لها، ولكن مع ذلك لم تتخذ المستشفى اللازم ولم تدخل "جنا" إلى العناية المركزة ليُنقل لها دم المتبرعين.
إذ صرح عم الطفلة "عاطف إبراهيم" للمواطن قائلًا: "البنت جت المستشفى لفوا رجلها بشاش وكيسين محلول وبس على كدا ومافيش أي رعاية ليها".
فقد ظلت الفتاة تصرخ وتنزف دمًا وحالة رجلها تزداد سوءًا، وعلى ذلك الحال الذي استمر لـ7ساعات، وهي متروكة مهملة تنزف دمًا لم تلقَ أية إهتمام أو رحمة من الأطباء، ليأتي طبيب يعاين الحالة ويخبر أهلها البسطاء بأن رجل "جنا" وصلت إلى حالٍ سيئة تمامًا لا يمكن تركيب شرائح لها، وتحتاج إلى ولن تجرى لها العملية حتى يعثروا على فضيلة دمها لينقلوا دمًا لها، وذلك بالرغم من تبرع 5أشخاص لها بالدم.
وبعد صراخ أهلها في وجه أطباء المستشفى دخلت "جنا" العمليات لكي تُبتر رجلها الصغيرة التي لم تنضج بعد لتواجه مثل ذلك المتوحش الذي أعجزها عن الحياة، ومن ناحية أخرى وبسبب تبلد مشاعر أطباء "الدمرداش" واستماتة قلوبهم المجردة من الإنسانية ساءت حالة ذات القدم الصغيرة ليتطرق الطبيب إلى بترها.
فإلى أصحاب الإنسانية يستغيث عم "جنا" الأستاذ "عاطف إبراهيم"، لإنقاذ ابنة أخيه من الموت فهم لا يمتلكون من المال ما يكفيهم للعثور على أكياس دم ولا يملكون أية حيلة، تاركًا رقمه 0120184819، لمن أراد إنقاذها هي ومن معها.
