المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

حكاية شعب رفض دويلة داخل دول.. نعيد نشر الأسباب الحقيقية لقيام ثورة 30 يونيو 2013

الخميس 29/يونيو/2017 - 04:36 م
مى مصطفى
طباعة
استقبل العديد من أبناء الشعب المصرى حكم الإخوان وتولى مرسى منصب رئيس الجمهورية، بقلق وحذر شديد، فعدد غير قليل كان لا يثق فى الجماعة ورئيسها بسبب عدم صدقها وخداعها للشعب، خاصة أنها أعلنت أنها لن ترشح أى من أعضائها لرئاسة الجمهورية، إلا أنها دفعت باثنين للترشح وهما خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان كمرشح أساسى، ومحمد مرسى "احتياطى"، ولكن عدم تمكن "الشاطر" من الترشح وخوض السباق دفع الجماعة لترشيح مرسى
ورغم فوز مرسى برئاسة الجمهورية، إلا أن عددًا كبيرًا من منتخبيه لم يعطوه صوتهم تأييدًا له أو حبًا فى الإخوان، ولكن ظنًا منهم أنه أفضل من أحمد شفيق، الذى كان بالنسبة لهم، أحد رموز نظام مبارك، ولكنه وجماعته خيبوا ظنون المصرين وسعوا لتقويض الثورة، بدلا من تحقيق مطالبها وأهدافها، الأمر الذى يؤكد أن ثقة الشعب فى الجماعة والإخوان كانت شبه مفقودة مع تولى مرسى الحكم
وبدأ مرسى حكمه بمخالفة الدستور، والضرب بالأحكام القضائية عرض الحائط، إذ أصدر قرارًا بعودة مجلس الشعب المنحل بحكم القضاء إلى الانعقاد، ولكن المحكمة الدستورية العليا تصدت له وألغت القرار، ثم بدأ المعزول فى التخبط فى قراراته التى كانت تصدر من مكتب الإرشاد، ليؤكد للشعب أنه رئيس للإخوان وليس رئيسًا لكل المصريين
تمرد الشعب المصري بعد سنة من حكم الرئيس محمد مرسي وقام بعزله من خلال 22 مليون توقيع لسحب الثقة منه، على الرغم من أنه أول رئيس مصري منتخب، للأسباب التالية
* 1- إستمرار تدهور الوضع الاقتصادي:- زاد تدهور الاوضاع الاقتصادية في مصر، وتدني مستوى الخدمات اليومية للمواطنين، وتدهورت الأجور، وارتفعت الأسعار، وزاد معدل التضخم، وإنعدمت الإستثمارت، رغم وعد الرئيس للشعب بتحقيق إنجازات في أهم خمس قضايا يحققها فى 100 يوم، ولكن بعد 365 يوم لم يحقق أي منها مطلقًا.
* 2-إستمرار تدهور الوضع السياسي:- تدهور الوضع السياسي خارجيًا بسبب الضبابية في توجهات السياسية الخارجية المصرية، وعدم وجود دوائر محددة لعلاقة مصر الخارجية، والإساءة لدور الجوار خاصةً سوريا وأثيوبيا.
* 3-زيادة الإعتصامات والإحتجاجات:- زادت عدد الإحتجاجات من كل فئات الشعب المصري خلال عام واحد فقط ضد الرئيس وجماعاته وصلت إلي 3817 إحتجاج في عام واحد فقط.

* 4-إستخدام سياسة تكميم الأفواه:- وقمع الرأي المعارض التي تعامل بها الرئيس وجماعته مع المفكرين، والصحفيين، والناشطين حيث وصلت قضايا الرأي لأعلى معدلاتها فى خلال سنة أكثر من 100 قضية، وتزايد عدد المعتقلين السياسين.
* 5-الإقصاء للمعارضة وتخوينها:- من خلال أساليب القمع والجهل والتخوين المتعمد للمعارضة، فلقد تحولت إلي سياسات عامة في الدولة لترسيخ النظام لأركان حكمه بالبلاد، عن طريق قمع الحركات السياسية وإستمرار لتبنى سياسيات عقيمة تعمق من الأزمات التي يعيشها المجتمع المصري الحالي.
* 6-التعدي على سلطة القضاء في مصر:- وأبرز مثال حصار المحكمة الدستورية العليا من قبل مؤيدى الرئيس والذى يعتبر اهانة للسلطة القضائية باكملها، وعدم الالتفات لمطالب الشعب من اقالة الحكومة الفاشلة على مدار سنة وتعيين نائب عام بطريقة غير شرعية، وتعيين نائب إخواني ومحاولة الرئيس امتلاك كل السلطات وتسيس القضاء والشرطة
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمرت الجماعة فى الصدام وافتعال الأزمات مع مختلف مؤسسات وسلطات الدولة، فخلقت حالة من العداء مع القضاة، بالهجوم الدائم عليهم والتطاول عليهم، إلى أن أعدت مشروع قانون لتعديل قانون السلطة القضائية ليناقش داخل مجلس الشورى، ينص على خفض سن تقاعد القضاة من 70 سنة إلى 60، ليترتب عليه عزل نحو 3500 قاض من وظيفتهم القضائية، فى محاولة لتقويض السلطة القضائية وإخضاعها لهم، ورد القضاة بعقد جمعيات عمومية متتالية لرفض هذا المشروع، والاعتراض على عزل النائب العام، كما هاجمت الجماعة الجيش والإعلام

* 7-الانفراد بكتابة الدستور المصري بعد الثورة:- إصدار دستور غير متوافق وطنيًا مع جموع الشعب المصري، مما أدي لإفتقاد التوافق نهائيًا، وزيادة حالة الإستقطاب في الشارع المصري، لأنه لا يعبر عن تنوع 83 مليون مصري، وتزوير الاستفتاء عليه، بالإضافة إلى سن قوانين وتشريعات مقدمة من جماعة الاخوان من خلال مجلس شورى باطل لم ينتخبه إلا 5% من الشعب المصري
فلم يلتفت مرسى إلى حالة الغضب الشعبى التى بدأت ترتفع مع مرور أشهر قليلة على توليه الحكم، متخذًا قرارات عنترية أبرزها إصدار الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 والذى كان بمثابة "القشة التى قصمت ظهر الإخوان" فكان شرارة ثورة الشعب ضد الإخوان، إذ أعطى "مرسى" لنفسه صلاحيات مطلقة بموجب هذا الإعلان، بحظر رقابة القضاء على قرارات رئيس الجمهورية، ليطلق لنفسه العنان فى إصدار أى قرارات دون اعتراض أحد، بما يمثل اعتداء وانتهاكًا صارخًا لاستقلال السلطة القضائية واختصاصاتها، كما أصدر قرارًا مخالفًا للدستور بعزل النائب العام من منصبه، وهو ما أثار حالة غضب وثورة داخل الأوساط القضائية ضد "المعزول"، بالإضافة إلى تحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية بحيث لا يحل أيا منهما.
* 8-احتكار الأخوان لموارد ومنشأت الدولة:- وكبت الأمل وبعث اليأس في قلوب الشعب أجمع أدي الي الانفجار، الاطاحة بالقضاء والأعلام والصحافة، الكذب والظلم وعدم المصداقية.
* 9-ضياع هيبة الدولة المصرية وحقها في المياة الاقليمية:- عن طريق الموافقة علي مشروع سد النهضة والإضرار المترتبة علي بناء السد دون مناقشة ودراسة جادة للموقف، بالإضافة إلي مهزلة الحوار الوطني لحل مشكلة سد النهضة.
* 10-حوادث وجرائم متعددة:- عدم إتخاذ خطوات ملموسة للإصلاح في قطاعات الدولة وخاصة في قطاع النقل العام وقطاع الصناعة وإنتشار السلاح حيث إنتشرت الحوادث والجرائم بسبب الأهمال خلال سنة من حكم الرئيس، مثل حادثة أطفال أسيوط – احداث الاتحادية والصعيد وبورسعيد والاحتجاجات فى المحافظات ضد جماعة الاخوان – جرائم القتل بسبب السلاح المنتشر بين العامة.
* 11-أخونة الدولة:- لقد تم إقصاء الكفاءات، وعدم الإستعانة بالخبرات الاقتصادية والسياسية والشخصيات التي لها خبرات طويلة ومشهود لها دوليًا ومحليًا في إدارة الأزمات التي واجهت الدولة خلال العام الماضي
فأدرك الشعب مدى الخداع والكذب الإخوانى، وأن وعود مرسى الانتخابية مجرد شعارات، فاتضح أن مشروع النهضة هو مشروع وهمى لا وجود له على أرض الواقع، وأطلق عليه البعض اسم "الفنكوش"، وترك مرسى الفرصة كاملة لمكتب الإرشاد للتحكم فى زمام أمور الدولة، رغم أنه بلا أى حيثية قانونية أو مشروعية، ليظهر ولاؤه للجماعة على حساب الوطن، كما بدأت الجماعة فى تنفيذ خطة "أخونة الدولة" وتعيين الإخوان ومناصرى الجماعة فى مختلف المؤسسات، حتى القضاء لم يسلم من "الأخونة" فظهرت حركة "قضاة من أجل مصر" الموالية للإخوان، والتى تولت الدفاع عن مرسى وجماعته وتأييد قراراته وكأنها المتحدثة باسم الإخوان داخل المؤسسة القضائية
* 12-القمع السياسي على الإعلام المصري:- من خلال ملاحقة الإعلامين المعارضين للنظام قانونيًا إلي النيابة العامة أو من خلال قرارات غلق القنوات الفضائية لإتجاهاتها المعارضة مما أدي لتعجيز الإعلام المصري على عرض رؤيتة بوضوح، في مقابل إعلام آخر يحرض جماعة الإخوان على الإستمرار في سياسة التحريض والسخرية من آراء الطرف الآخر.
* 13-دمج الدين بالسياسة، فلقد تحولت دور العبادة والمؤسسات الدينية إلي منابر للدعوة بدعم وتأييد النظام بدلًا من تقويمة، مما أفقد دور العبادة دورها الأساسي في دعم الجانب الديني لدي الفرد، وساعد على بث روح الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد

كل ذلك جعل الشعب المصرى يثور على جماعة الإخوان المسلمين والرئيس الأسبق محمد مرسى، بعد توليه الحكم ببضعة شهور، قبل أن يكمل عامه الأول، فلم تقدم الجماعة ما يثبت مصداقيتها، ووطنيتها، وسعيها لمصلحة الوطن، ولكنها كل يوم كانت تثبت للجميع أنها تسعى خلف مصلحتها فقط دون الوطن، ضاربة بالدستور والحريات ومبادئ 25 يناير، وشعار الثورة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" عرض الحائط.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads