المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

من "ملحد إلى لاديني إلى ربوبي" وأصبح الإلحاد موضة العصر

الثلاثاء 08/أغسطس/2017 - 09:35 م
سمر جمال
طباعة
"لا يوجد لدينا شيء مقدس، المقدس الوحيد هو الإنسان، إن الإنسان شيء مقدس للإنسان"

هذه إحدى القواعد التي يتبناها بعض الملحدين، فالملحد ليس شخص عدواني كاره للإنسان والدنيا، بل شخص له أفكاره ومعتقداته الخاصة وظروفه التي جعلته يختار هذا الطريق.

ظهرت في الفترة الماضية الكثير من البرامج التليفزيونية والمناظرات الشفوية التي تواجه الملحدين، مما أثار جدل الكثير من جموع الأمة العربية، وذلك بسبب كثرة وازدياد أعداد الملحدين في بلادهم، خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي دعت الأفراد للتفكير في أمور الدين والدنيا التي قد تصدم البعض وتجعله يعيد النظر في كل أفكاره ومعتقداته التي ولد عليها.

أعلنت دار الإفتاء في 2010 وجود 120 ملحد بمصر، وزاد العدد لـ 866 ملحدًا لتحتل مصر المرتبة الأولى بين الدول العربية في ديسمبر 2014، وهذا العدد في تزايد مستمر، مما يؤدي لزيادة الاهتمام بهذه الظاهرة ومعالجتها.

تعريف الإلحاد وأنواع الملحدين..

الإلحاد هو الكفر بالله والانحراف عن أهل الإيمان والرشد والتكذيب بالبعث والجنة والنار، فجزء من الملحدين يرى أن النور أصل كل شيء لذلك يعتبره مصدر عباده، وآخرون يروا أن الدنيا هي مصدر العباده.

يعتقد البعض أن الإلحاد هو عدم الإعتراف بوجود إله فقط، ولكن تم إكتشاف أنه يشمل ثلاثة أنواع يُخلط بينهم، أولهم "الملحد" وهو الذي لا يؤمن بالأديان ولا يعترف بوجود إله، والنوع الثاني "اللا ديني" وهو الذي لا يؤمن بالأديان ولكن لديه شك بوجود إله أم لا، والنوع الأخير "الربوبي" وهو الذي لا يؤمن بالأديان ولكن يؤمن بوجود إله أو قوة ما أدت لتكوين الكون وبالتالي لا يوجد نوع ثابت من الإلحاد.

فالملحدين ليس لديهم نهج معين يسيرون عليه ولا يتبنوا نفس الأفكار، ولكن يختلف ذلك باختلاف الفكر الذي يؤثر على معتقداتهم والظروف التي واجهوها وطريقة استخدام ذلك التفكير إما بإيجابية أو سلبية خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها دور كبير في زيادته.

الإلحاد ليس جديد على العالم..

لا يعتبر الإلحاد بشئ جديد على العالم حيث ظهر مع ظهور الحركة الصهيونية التي أرادت نشره في أنحاء العالم للتخلص من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية ليتمكن اليهود من حكم العالم.

بينما انتشرت الحركات الإلحادية بين المسلمين بعد سقوط الخلافة الإسلامية، حيث ظهر كتاب في تركيا للكاتب "قابيل آدم" فيه دعوة صريحة للإلحاد، ثم رسالة "لماذا أنا ملحد" لإسماعيل أحمد أدهم الذي حاول نشر الإلحاد في مصر عام 1926، ومجلة العصور في مصر لإسماعيل مظهر التي كانت تطعن في كافة أديان الأرض مشيدًا بأمجاد بني إسرائيل عام 1928 ثم تاب بعد ذلك.

أسباب الإلحاد وكيفية مواجهته..

كشف شيخ الأزهر في التقرير الذي تم إصداره في ديسمبر 2014 بدار الإفتاء، أن السبب الرئيسي في زيادة نسبة الإلحاد هو الخطاب الديني المتشدد الذي تصدره التيارات الإسلامية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي وفرت للشباب المغرر بهم مساحات كبيرة من الحرية للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم في رفض الدين بعيدًا عن الجمود التي تخلقها الأعراف الدينية والاجتماعية.

وكان على رأس المقترحات لمواجهة انتشار هذه الظاهرة الإعتماد على المنهج الوسطي الذي يدعو إليه الأزهر الشريف واستخدام التفكير بشكل إيجابي وعدم تتبع الأفراد أو الأشياء إلا بفهم واسع وبإلمام جميع جوانبها.

الملحد من البداية إلى الإلحاد.. ولماذا يكون أغلبهم من الطبقة المثقفة..؟

من المعروف أن الإنسان عندما يولد يتم تلقينه كل آراء وأفكار ومعتقدات وتقاليد والديه، وبالتالي يرى الأشياء من حوله من منظور واحد ويتميز بالجمود الفكري، ولكن عندما يتجه إلى القراءة ويطلق عقله للتفكير يبدأ في التخلص من هذا الجمود ومعرفة أن هناك أفراد مختلفين عنه ولا يسيروا جميعًا على نفس النهج وأن هناك أشياء لا يعرفها، ويسأل الفرد نفسه، هل لديك القدرة على نقض الموروث ؟ هل لديك الشجاعة والمرونة للتخلي عن الأفكار والمعتقدات التي أمنت بها؟

وهنا يأتي الخلل في الفكر، ويريد الفرد الخروج من العقل الضيق الذي عاش فيه طويلًا وإطلاق العنان لروحه وفكره للعيش بلا قيود، ويبدأ في البحث فيما وراء الطبيعة ومن خالقها وكيف خُلقت، مما يؤدي لإثارة الكثير من التساؤلات لديه فيصبح ملحد بما لا يستطيع تفسيره.

الملحد بين الإساءة والهروب..

كثيراً ما نجد في المناظرات التى تتم بين الملحدين والأشخاص الآخرين، إساءات عديدة وقد تصل إلى إلغاء المناظرة بسبب كثرة الإساءات مما جعل البعض يربط اسم الملحد بالإساءة للأخرين والهروب من المناظرات.

وجاء رد الكاتب الشهير الأيرلندي الشهير "جورج برنارد شو" على هذا المفهوم الخاطيء عن الملحد، قالًا "الشخص الوحيد الذي أعرفه يتصرف بعقل هو الخياط فهو يأخذ مقاساتي من جديد في كل مرة يراني أما الأخرون فيستخدمون مقاييسهم القديمة ويتوقعون منى أن أناسبها".

حيث أنه من الطبيعي أن يتغير فكر الإنسان ونظرته للأمور من فترة لأخرى خاصة إذا جاء هذا التغيير وفقاً لصدمة شديدة حدثت له، فبعض الأشخاص من شدة صدمتهم بأنه تم خداعهم باسم الدين عن طريق من يسيئوا للأديان، يصلوا إلى أكثر حالات الإلحاد والتعصب الذي قد يؤدي لقتل من يحاول نقاشه، ولكن على الجانب الآخر يوجد ملحدين لا يريدوا سوى حريتهم في الاعتقاد دون أن يتعرضوا لأذى أو مضايقة أو شعورهم بأنهم مستهدفين في وطنهم.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads