المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"السايسة الحديدية" تتحدى الجشع بابتسامه وتكتفي بـ5 جنيه قوت يومها

الأحد 13/أغسطس/2017 - 05:36 م
سمر جمال
طباعة
ببشرتها الداكنة، ووجهها المصري الأصيل، تنير ملامحه ابتسامة صافية، تخفي من ورائها آبار من الأحزان، تخرج "أم إيهاب" من الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، مرتدية سترتها الفسفورية تعلن بها تحدي الظروف، تجهر وتقول من أجل أبنائي سأخوض أصعب المهن، سأتعامل مع من لايرحمون سأقتحم قانون غابتهم، سأعمل مكان إبني الذي أنهكه مرضه، لا مفر أمامي، فأنا  "سايسة سيارات".

بتلك العزيمة استطاعت "أم إيهاب" أن تنتزع مكانها في مهنة اشتهر الكثير من روادها بالبلطجة والفتوة، وسط علامات من تعجب من حولها، و إشفاق من البعض الأخر، مكانها المخصص على بعد خطوات من نقابة المحامين بشارع رمسيس، أعطاها قسم قصر النيل التصريح بمزاولة المهنة على رصيف طوله لايسع سوى عدد صغير من السيارات.

"حضن يابيه، إكسر شمال شوية، أيوه زي مانت كده على طول... بس"، كلمات وإشارات توافقت على ترجمتها مع زبائنها، بعد أن تحصل على إشارة البدء "هاتركن ياباشا"، وبعد أن أتم ركنته بنجاح ونزل من سيارته وأحكم إغلاق الأبواب تقول له بابتسامه مطمأنه "ماتقلقش أمان"، وبعدما يعود تسير رتيبة الأمور مثل سابقتها ولكن تزيد الرواية "خمسة جنيهات" تحصل عليها نظير الركنة.

تقول "السايسة الحديدية": "إنها بدأت العمل كسايسة سيارات منذ ستة أشهر بعدما زار المرض ابنها الذي يتلقى علاجه حاليًا ونظرًا لوفاة زوجها وإعالتها لثلاثة بنات فلا يوجد لها دخل سوى تلك المهنة"، مشيرة أنها تعرضت في بداية الأمر لعدة مضايقات من قبل السياس نظرًا لجشهم ففي الركنه يأخذون 15 جنيه، بينما أكتفي بـ5 ولكن بعدما مكنها القسم من الرصيف توارت تلك المضايقات.

"نفسك في إيه وبتطلبي إيه من الدولة"؟!، ترقرقت الدموع في عينيها وقالت بصوت شحيح نفسي ابني يخف وأعرف أجوز بناتي، ونفسي الدولة تديني معاش اقدر اعتمد عليه ولو 500 جنيه، أنا لو ماشتغلتش هنموت من الجوع ملناش أي مصدر دخل غير اللي بروح بيه من قعدتي دي.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads