كشف موقع إخباري تفاصيل مبادرة سرية، قامت بها إسرائيل منذ ربع قرن للتقرب من كوريا الشمالية، بغية استمالتها وإقناعها بوقف التعاون العسكري مع إيران.

وذكر موقع صحيفة "The Times Of Israel" الإسرائيلية الناطقة باللغة الإنجليزية، أن وفدا من الخارجية الإسرائيلية، والذي تكون من 3 دبلوماسيين توجه في 3 نوفمبر 1992، من بيونج يانج إلى طوكيو، بعد أن شاركوا في أول بعثة دبلوماسية إسرائيلية، إلى كوريا الشمالية، أملا في بدء حقبة جديدة من التعاون المثمر. لقد حلموا بإنشاء بعثة إسرائيلية في بيونج يانج، وإقناع النظام المنعزل بوقف بيع الأسلحة لأعداء إسرائيل، في الشرق الأوسط".

وعلى الرغم من أن "تايمز أوف إسرائيل"، إسرائيلية ومن الطبيعي أن يكون ولاءها لإسرائيل، إلا أنها كشفت النقاب عن شهادات تظهر أن وزارة الخارجية والموساد، يتبادلان الاتهامات بالمسئولية عن فشل تلك المهمة السرية، التي كانت تهدف إلى استمالة نظام بيونج يانج وإقامة علاقات دبلوماسية معه.

ويشير الموقع الإسرائيلي، إلى تضارب الآراء حيال تلك المبادرة السرية قائلا في هذا الصدد: "يعتقد مؤيدو جهود التواصل أن إسرائيل، يمكن أن تقيم علاقات مع كوريا الشمالية، وتغير التاريخ. ويرفض معارضو هذه الفكرة، حيث وصف دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية، هذا الجهد بأنه أحد أبشع الحلقات في التاريخ الإسرائيلي".

وبحسب الصحيفة، فقد رأى الإسرائيليون حينها أن كوريا الشمالية في ذلك الوقت، كانت تعاني من أزمة اقتصادية حادة، وكان مؤسسها ورئيسها كيم إل سونغ قد أصبح مريضا. وبدا وكأن أجزاء القيادة في بيونج يانج مستعدة للنظر في فتح الدولة أمام الغرب.

يبدو أن المبادرة الإسرائيلية باتجاه كوريا الشمالية نضجت، من خلال التفاصيل التالية: "ففي سبتمبر 1992، أجرى إيتان بنتسور نائب المدير العام لوزارة الخارجية، اتصالا من خلال معارف متبادلة مع رجل أعمال كوري شمالي، اقترح عقد اتفاق: حيث كان من المقرر أن نقوم إسرائيل بشراء منجم ذهب منقطع النظير، على حد ما ذكر، في كوريا الشمالية مقابل تجميد بيونج يانج أو الحد من توفير أسلحة لإيران، وكان من المقرر أن يتم التنفيذ في 1 نوفمبر 1992.


وحرصت times of israel ان تنقل ما قاله أحد أعضاء الوفد حول الرحلة وهو:" لقد تم نقلنا بمروحية الزعيم كيم إل سونغ والتقينا بنائبه. وقد رافقنا جنرال رفيع المستوى من الجيش الكوري الشمالي طوال زيارتنا. وقد تم عقد لقاء مع صهر كيم، المسؤول عن صادرات البلاد من الأسلحة".

وفوجئ الدبلوماسيون الثلاثة بأنهم ليسوا الإسرائيليين الوحيدين في بيونج يانج، إذا سبقهم إلى هناك وفد للموساد يتقدمه نائب رئيس الجهاز آنذاك أفرايم هاليفي.

وعلّق الموقع الإخباري على هذا التضارب بالقول:"من غير الواضح حتى اليوم، ما الذي فعله ممثلو الموساد في كوريا الشمالية، لكن وفد وزارة الخارجية أخذوا إلى منجم ذهب "اونسان"، الذي كان من المتوقع أن تشتريه إسرائيل، أو تعيد تأهيله".

ولم تعمر هذه المحاولة لمزاحمة الإيرانيين في كوريا الشمالية، حيث نقل المصدر عن إيتان بنتسور، نائب المدير العام لوزارة الخارجية الذي كان ضمن الوفد، قوله إن "الموساد كان وراء قرار إنهائها".