يشهد قطاع النقل والمواصلات كل فترة كارثة مرورية سواء على الطرق السريعة أو قطار السكك الحديدية وغيره من المشكلات المختلفة التي تتعرض لها المنظومة بأكملها.

وفي ذلك قمنا بإجراء حوار مع الدكتور حسن مهدي أستاذ النقل جامعة عين شمس، ومستشار لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب، وجاء فيه ما يلي:

- ما تعليقك على كارثة حادث قطاري الإسكندرية؟

يعتبر من الحوادث الجسيمة التي نتج عنها كثرة الوفيات والمصابين ونسأل الله سرعة الشفاء للمصابين، ونترحم جميعًا على المتوفين، لكن حادث القطار هو عبارة عن عرض ويجب ألا نقف عنده كثيرًا على الرغم من بشاعة وجسامة الحدث، إلا أننا لا بد أن نعالج هذه الثغرة المتسببة في الحوادث، التي لو لم يتم معالجتها من الممكن أن تتكرر مرات أخرى، وذلك لأن هناك ترهل فى سكك حديد مصر حيث أنها مليئة بالمشاكل التى تم تأجيلها على مدى عقود من الزمن مما أدى إلى وصولنا لما نحن عليه الآن.

- من المسؤل عن وقوع هذا الحادث والمشاكل الحالية في منظومة القطارات؟

لا استثنى أحدًا من مسؤولية هذا الحدث، سواء كانوا رؤساء السكك الحديد أو حتى الموظفين المرؤوسين حتى الوزير نفسه مسؤول مسؤولية كاملة عن الحدث، وقد أقيل قبله العديد من الوزراء بسبب نفس المشاكل، كما أن هناك مسؤولية مباشرة لكل من قصر ويهمل.

كما أن هناك مسئولية سياسية على من ترك الموظف يهمل ويقصر وتسبب بوقوع هذا الحادث الشنيع، كما أن معظم هذه المشكلات التي تتسبب في كوارث حديثة ليست مسؤولية القيادة الحالية، لكنها مشاكل متوارثة وأنا أيضًا لا أعطي القيادة الحالية عذرًا.

وأكمل: "لما أكون على رأس مؤسسة وأنا عارف إن فيها مشاكل، يبقى لابد أن يكون عندى رؤى أسعى من خلالها لحل هذه المشاكل، ولو معنديش رؤى للحلول مطلعش للناس والرأي العام وأقولهم هذا منصبي وأنا أخذها كدا لأنه ببساطة هيكون رد غير مرضي للشعب، ولا يمكن أن ننكر أن الدولة أخذت على عاتقها حلول لمشكلات كثيرة فى قطاعات مختلفة مثل الكهرباء والماء والطرق والرئيس عبد الفتاح السيسي يعالج الأمور معالجة جذرية وليست مجرد مسكنات ونحن نقدر ذلك".

- ما هى المشكلات الأخرى التي تؤثر على منظومة القطارات؟

السكة الحديدية بها أكثر من 54 ألف مواطن ومهندس وعامل، وهؤلاء لهم مرتبات تكلف منظومة النقل مليارات الدولارات لو تم تطويرهم وإعادة تأهيلهم حتى يكون هناك جدوى من هذا العدد الكبير الذي يمكن أن تسير المنظومة بربع هذا العدد فقط.

كذلك الفكر التقليدى سبب كبير في وقوع الحوادث ذاتها على مر العصور، فنحن لابد أن نفكر بشكل مختلف فلا نبحث على أن السكة الحديدية ينقصها مليارات الدولارات لكي يتم تطويرها، لابد أولًا ان نغير الفكر الذي يقود هذه المؤسسة الحيوية التي تمس حياة المواطن العادي في حياته اليومية، فعند تغيير هذا الفكر، ويتم تحويلة من قطاعات مهلهلة في كافة مجالات القطارات المختلفة المليئة بالمشاكل.

- كيف يمكن تفادي وقوع مثل هذه الحوادث مرة أخرى والتقليل من المشكلات؟

1- أؤكد على أهمية تطوير الفكر الذي يدير هذه المؤسسة بشكل يؤدي إلى تطوير الرؤى للمنظومة بأكملها.

2- تدريب الموظفين القائمين بالعمل في هذه المنظومة، وهناك طرق مختلفة لتدريب الموظفين من خلال متخصصين من داخل أو خارج مصر، فاليوم من يشترى ويتعاقد على شراء جرارات بمليارات الدولارات، أليس من المهم أن يكون من ضمن شروط هذه الصفقة أن يتم تدريب العاملين على هذه القطع المستوردة، ويتم عمل ورش لصيانة المعدات المختلفة حتى لا تتعطل بعد ذلك.

3- بناء مصانع ومراكز مخصصة لصيانة مقطورات القطارات والنقل الثقيل، حتى يكون هناك نواة للاعتماد على النفس في تطوير وإصلاح هذه المحركات والقطارات التي يتم إنفاق مليارات الدولارات لشرائها، فوجود مصنع متخصص في صيانة المعدات الكبيرة ومقطورات القطارات شرط أساسي يجب أن يوجد في أي صفقة حتى تكون مربحة.

4- المصاريف الهائلة التي تصرف من ميزانية السكك الحديد على نقل البضائع ولا يمكن أن تزيد من تذكرة القطار، وذلك لأنه يعد وسيلة مواصلات يومية للمواطن الفقير التي تدفعه ظروف عمله للسفر اليومي عبر القطار، وبالتالي هذا يدفعنا للبحث عن مصادر أخرى لزيادة الدخل هذا القطاع دون المساس بحق المواطن.

5- هناك مشكلة أخرى وهي مشكلة مجتمع وسلوك أفراد يجب أن يتم مناقشتة، والوعي اللازم للأفراد، حيث أن بعض الأفراد يدمرون حرم السكك الحديد ويقومون بإلقاء مخلفات بناء عليه بالإضافة للقمامة أيضًا.

- ما هي الحلول الجذرية لتطوير السكك الحديدية دون أن يتم تكليف الدولة مصاريف زائدة؟

يمكن ذلك من خلال عدة خطوات أولها على سبيل المثال، استغلال قطارات نقل البضائع فى ضخ أموالا طائلة إلى المنظومة بشكل خاص، والدولة بشكل عام.

فعلى مستوى العالم قطار نقل البضائع هو الذي ينفق على قطاع القطارات بأكمله، حيث أن قطارات نقل البضائع فى مصر يمثل حوالي 2.10% من حجم نقل البضائع، والنقل البرى يمثل 99% والنقل النهرى والبحرى 4%، وهذا بلا شك له تأثير على ميزانية النقل بشكل عام فهو يسبب خسائر طائلة في النقل الثقيل بسبب كثرة الحوادث على الطرق السريعة، ومع ذلك نهمل وجود قطارات لنقل البضائع يمكن استغلالها بشكل جيد لجلب الأموال وتقليل الخسائر.

وكذلك أيضًا تخصيص مساحات إعلانية في أملاك السكك الحديد، مثل عمل عربات كمطاعم واعلانات على تذاكر المترو، واستغلال اعلانات لوحات مضيئة.

من الذى يتكلف بمهمة توعية الناس بمخاطر المرور من السكك الحديدية؟

"تقابل بالقانون أولًا ومن ثم التوعية لأني مش هطبطب على الناس، دى مخاطر ليس فيها كلام، وبالنسبة للمؤسسات التي يمكن قيامها فى توعية المواطنين كثيرة ومنها التعليم والإعلام والمحليات ومجالس القرى والمجالس المحلية والجمعيات الأهلية وبالطبع أعمال القانون".