تأتي مقابر النبلاء في البر الغربي بمحافظة الأقصر، كضحية جديدة تتعرض للإهمال من قبل وزارة الآثار، والتي تعد من أهم وأندر المقابر التي تعود للعصور الفرعونية، حيث تعرضت جدران المقابر للتشققات مما يعرضها للتهدم في أي لحظة.

تاريخ المقابر

تقع بالقرب من الأقصر في البر الغربي للنيل على الضفة الغربية لأسوان مصر، وهى مقابر صخرية كانت لحكام أسوان والفنتين ورجال الدولة من عسكريين ومدنيين وكهنة وكتبة وغيرهما وترجع إلى العصور القديمة، منذ الدولة القديمة حتى العصر الروماني.

ولهذه المقابر أهمية تاريخية تضعها في صدارة المقابر بصعيد مصر ومن أهميتها مقبرتي (ميخو وسابني)، كما تعطى فكرة عن الطراز المعماري للمقابر، وكذل الألقاب والوظائف التي تقلدها حكام الجنوب، وقد أوضحت النقوش التى كتبت على جدران هذه المقابر الدور الذى قام به أمراء الجنوب فى حماية البلاد أوالقيام برحلات داخل أفريقيا.

أهم المقابر

ومن أهم المقابر الموجودة فى هذه المنطقة مقابر "نخْت"، و"مننا"، و"رح مى رع"، و"رعموزا"، و"سينوفر".

وبرغم هذه المقابر صغر حجمها بالمقارنة بمقابر وادى الملوك، إلا أنها تمتاز بما فيها من مناظر ونقوش بديعة متنوعة تكشف لنا عن الكثير من أساليب الحياة الاجتماعية فى تلك العصور فمن خلالها نتعرف على حياة العمال والفلاحين.

كما تحوي نقوشًا ورسومات نادرة ومنها مقبرة لأمنحتب حاكم أسوان في عهد الدولة الوسطي، كما أنها تضم ألوان ورسوم زاهية تشبه نقوش الملكة نفرتاري بغرب الأقصر.

ويقول الآثاري والفنان التشكيلي مجدي الحريجي، أن حالة مقابر النبلاء تنذر بكارثة قد تؤدي لهدم هذا الصرح العظيم الذي يعود لحقبة تاريخية هامة، موضحًا أن الأسقف متصدعة والجدران متهالكة للغاية على وشك السقوط فوق رؤوس من تحتها.

وأضاف "الحريجي" في تصريح خاص لــ"المواطن"، أنه لديه مشروع ضخم للحاق بمقابر النبلاء قبل أن تقع الكارثة وتفقد مصر هذا الصرح العظيم، مشددًا على أهمية التفات الوزارة للآثار الفرعونية والمعابد بأسوان والأقصر لتعرضها للتهالك، لافتًا إلى أن مقابر النبلاء ليست الضحية الوحيدة في الأقصر.

من جانبه استنكر أسامة كرار، مسئول الجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار، الوضع المخذي للمسئولين في وزارة الآثار تجاه مقابر النبلاء.

وأضاف "كرار" في تصريح خاص لــ"المواطن" أن هناك كوارث أخرى سيتم الكشف عنها قريبًا خاصة بآثار الأقصر وأسوان.