المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أردوغان ونتنياهو.. وجهان لعملة واحدة.. حرب من أبراج عالية وأبناء الوطن السوري هم الضحية

الإثنين 18/سبتمبر/2017 - 06:19 م
عواطف الوصيف
طباعة
قضى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فترة طويلة في مواجهة للأكراد، فمن المعروف عنه كراهيته الشديدة لهم، وهو يحث جميع الأطراف والأحزاب في بلاده، للوقوف ضدهم وضد "حزب العمال الكردستاني"، الذي يمثلهم، ولعل السبب في ذلك خوفه من أن تقوى شوكة الأكراد، ويتمكنوا من الإطاحة به خاصة وأنهم لقيوا منه مختلف أشكال الظلم والإضطاد.

استبداد غير مبرر:

يعرف عن النظام التركي أنه يمارس ضد معارضيه، كل أشكال الاضطهاد والاستبداد، حتى تكتم الأفواه ويضمن ممثلي النظام التركي بقاءهم على مقاعدهم دون منافس، ومن أكثر من يواجهون هذا الإضطهاد هم الأكراد، ولا يزال السبب مجهولا، ترى لأنهم يمثلون الأقليات داخل تركيا، أم لأنهم يحلمون من جديد بتشكيل وطن، بعد أن تفتت كردستان، وتم تشريدهم في العديد من الدول وعلى الحدود مثل، "العراق وسوريا وتركيا وإيران"، وبعد أن أصبح الكردي معروف ب"الكردي"، أصبح أسمه "كردي سوري أو كردي عراقي أو تركي أو إيراني"، وتشتت العائلات.

استفتاء للإستقلال أم محاولة للإنقسام:

طالب أكراد العراق مرارا، بعمل استفتاء وتصويت، رغبة منهم في أن يكونوا ذات دولة مستقلة عن العراق، ليكون لهم وطن خاص بهم، يجتمع فيه كل الأكراد الذين شردوا دون حق، لكي لا يشعرون بالتبعية لأحد أو لبلد بعينه، لكن وعلى الرغم من أحقية كل إنسان بأن يشعر بالاستقلالية وأنه ينتمي لوطن حر فما يستلزم التفكير فيه، هل ستؤدي هذه الخطوة في حال حدوثها إلى تقسيم العراق؟.

أردوغان يقف أمام أمنيات أكراد العراق:

عارض طيب أردوغان، قرار الاستفتاء، معتبرا أن خطوة انفصال كردستان، سيؤدي إلى تقسيم العراق، وهو ما سيسنح الفرصة بشكل كبير، أمام مختلف قوى الإحتلال لفرض سيطرتها على العراق، لكن هذا يعد حجة يتستر وراءها أردوغان، فما الذي يشغل بال الرئيس التركي، ما إذا تعرضت العراق للتقسيم أم لا، فهو في حقيقة الأمر يريد أن يقف أمام الأكراد وأحلامهم بتكوين وطن مستقل.

اسمع كلامك اصدق أشوف أمورك أستغرب:

أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصريحات، يصعب تصديق أن مثلها يمكن أن تخرج من شخص مثله، فقد أعرب عن تأييده لإنفصال كردستان عن العراق، مؤكدا أن ذلك من حق الأكراد، الذين يعانون من التشرد وأنه أمر ضروري، من أجل الوقوف أمام أعداء السلام من سالبي الحقوق، وكأنه يملح بحديثه على أردوغان، لكن الملفت أن رئيس وزراء إسرائيل هو من يقول مثل هذا الحديث، ويحاول أن يقنع الجميع أنه يكترث لأمر الأكراد والضعفاء.

تكتيكات نتنياهو لإحتواء الأكراد:

لا شك أن تصريحات نتنياهو، ومحاولته لإظهار أنه يكترث لحال الأكراد وما يعانوه من تشريد، ليست لإهتمامه بحالهم كما يحاول أن يروج، لكن ما ينبغي الخوف منه أن تكون هذه التصريحات هي عبارة عن تكتيكات واستراتيجية، يتبعها من أجل التأثير على الأكراد، لكي يكسب ودهم ويضمهم في صفه، لمعاونته في مواجهة ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

الجولان والحدود الإسرائيلية:

تقف تركيا مع روسيا وإيران، فيما يشبه الحلف المشترك، بالقرب من هضبه الجولان بدمشق، وهو ما يثير القلق والخوف لدي رئيس الوزراء الإسرائيلي، من إحتمالية أن يتمكنوا من فرض سيطرتهم على جزء من الأراضي السورية التي يعتبرونها ملك لهم واستحوذوا عليه، لذلك قد يكون بالفعل يريد نتنياهو استغلال كراهية الأكراد لأردوغان واستمالتهم للوقوف معه ضده، مما يحقق له هو رغباته فيما يتعلق بحماية الجولان، وفقا لمعتقداته.

حشد تركي عسكري:

يبدو أن تلك المخاوف والرؤى صحيحة، حيث بدأت القوات التركية صباح اليوم، حشد قواتها العسكرية داخل الأراضي السورية، لكي تتمكن من فرض سيطرتها في محافظة إدلب، تلك الخطوة التي لابد وأن يفكر فيها رئيس وزراء إسرائيل، لأنها من الممكن أن تكون أولى بداية التفكير في حرب حقيقية لاسترداد الجولان من قبضة تل أبيب.

مواجهة بين أبناء البلد الواحد:

تدخلت قوات الجبهة الشامية، تحت مظلة القوات التركية، لتستعين بها من أجل دخول إدلب، وهنا الخوف، فمن الصعب أن يقبل أكراد سوريا، دخول قوات تمثل الرئيس التركي الذي سلبهم حريتهم وحقوقهم الدستورية، وفقا لرؤيتهم، مما يبشر بأن ذلك سيؤدي إلى مواجهة بين ابناء الوطن الواحد وهما أكراد سوريا وممثلي المعارضة.

تلخيصا لما سبق:

من حق الأكراد أن ينالوا حقوقهم وأن يشعروا بحريتهم ووطنهم، وفي نفس الوقت لا يصح أن يكون ثمن ذلك تقسيم أيا من الدول العربية، لكننا الآن أمام مواجهة دبلوماسية بين أردوغان ونتنياهو، قد تؤدي إلى نشوب حرب بينهما لكل منهما مصالحه الشخصية التي يريد تحقيقها من وراءها، وستكون النتيجة في النهاية هو أن أبناء الوطن هم من سيدفعون الثمن من دمائهم وبأيدي بعضهم البعض.

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads