المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

هزيمة داعش في الرقة.. نهاية مرحلة وبداية أزمة وسياسة "فرق تسد"

الإثنين 23/أكتوبر/2017 - 02:08 م
عواطف الوصيف
طباعة
شهدت دمشق، فجرا جديدا بعد أزمة استمرت لسنوات طويلة، لم يدفع ثمنها سوى الأبرياء، من أبناء سوريا، أخيرا تحررت الرقة من سيطرة مسلحي،"داعش"، لكن الأنهيار شبه الكامل لا يعني أننا سنكتب صفحات النهاية لهذا التنظيم فهذه الجماعة ستظل تمثل تهديداً إرهابياً قوياً في الغرب،كما أن خسارتها في ميادين المعركة وتبخّر طموحاتها في التمسك بالأرض لن يضع حداً لجهودها الدعائية وجاذبيتها لدى مجنّدين جدد.


نهاية مرحلة وبداية لأخرى:
تمكنت القوات السورية من تحرير الرقة من تنظيم "داعش"، لكن ذلك يمثل نهاية لمرحلة، لقد أكدت الأنباء، أنه وبعد هزيمة هذا التنظيم، تمكن حلفاء الولايات المتحدة من فرض سيطرتهم على هذه المنطقة، وهو ما يستلزم أن يثير بداخلنا شعور بالقلق، فمن المرجح أن يكون هذا التنظيم، يبذل جهودا ويقوم بخطط تحت الأرض، وهو الأن في حالة انتظار لإحداث انتفاضة جديدة، تكون أكثر عنف، ويظهروا في صورة جديدة، لا تعتمد على القتل والذبح كيفما كانوا يفعلون، وإنما على إتباع سياسة، "فرق تسد"، حيث الانقسامات العميقة بين الأكراد والعرب، وبين السنة والشيعة.

تحديات الحرب الأهلية:
سبق وقد حذر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، جون ماكين، من أن واشنطن على مشارف مواجهة شاقة للعديد من التحديات بسبب الحرب الأهلية التي من المحتمل اندلاعها في أي لحظة في سوريا، وإذا أمعنا العقل حول رؤيته سنجد أنه صحيح بدرجة كبيرة، خاصة وأنه يوجد العديد من الشباب في سوريا، الذين يعتبرون "داعش" بمثابة مثل أعلى لهم، أي أن الأزمة لا تزال قائمة، ولم تنتهي بهزيمة هذا التنظيم

قدرات "داعش":
لابد من الإعتراف أن "داعش" لا يزال يتمتع بقدرة كبيرة على نطاق العالم، فهو يتمكن من الوصول الى أفراد لتجنيدهم، كما أنه عمل على إنشاء شبكة عمليات، ولا يزال يطلب من أنصاره البقاء في بلدانهم الأصلية وتنفيذ عمليات هناك، وخير دليل على ذلك قيام شباب متطرف بالعديد من الضربات الإرهابية المنظمة في 2015 و2016، التي تمثلت في إطلاق النار في باريس وبروكسل، فضلاً عن إطلاق النار والقتل الجماعي في سان برناردينو، كاليفورنيا، وأرلاندو، فلوريدا" والتي أتضح أن كل الأساليب التي أتبعت مستوحاه في حقيقة الأمن من أسلوب "داعش"، كما أنه وبعد تفتيش منازل المشتبه فيهم، تواجد أشياء ومعدات عرف أنها تابعة لهذا التنظيم، أي أنه قادر على تخدير عقول الشباب والتأثير عليهم دون الضرورة لأن يتواجد معهم بصورة مباشرة، وهنا تكمن الخطورة.

انعدام الثقة:
يعد السبب وراء انجذاب العديد من شباب المسلمين لهذا التنظيم، على الرغم من تطرفه وعملياته الإرهابية، يكمن في الوعود التي أعطاها قادته، وهي أنه سيتمكن من فرض سيطرته على العالم، وسيكون لهؤلاء الشباب شأن كبير، فيما بعد، لكن الأن نلاحظ أن جاذبية "داعش" ستتدهور لدى المسلمين الذين شعروا بالإحباط، بسبب عدم وفائه بوعوده في الحفاظ على الأراضي التي استولى عليها في الشرق الأوسط، وسيكونوا أقل حماسة لتفجير أنفسهم باسم منظمة فشلت في الوفاء بوعدها في البقاء والتوسع، وهو الشعار الذي لم يعودوا يرفعونه كثيراً بعد الآن.

أزمة سياسية:
غياب "داعش" عن الساحة وهزيمتها في الرقة، لا يعني أن الأمور باتت عادية سواء في سوريا أو العراق، فواشنطن يتوقع منها أن تتبع استراتيجية فرض الاستقرار والانضباط لتضمن أن هذا التنظيم انهزم تماماً، لكن ذلك صعب تحقيقه في العراق، وعلى وجه الخصوص في سوريا، لأننا لن نجد أي سوريا أو عراقيا يقبل فكرة وضع الولايات المتحدة الكثير من قواتها على أرضه، خاصة وهم على يقين من أن تحقيق الاستقرار، أهل البلاد قادرين على تحقيقه، دون اللجوء لأي إملاءات خارجية.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads