المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"السويركي" ريان الموسم.. باع الضمير من أجل الحصول على الدنانير

الخميس 23/نوفمبر/2017 - 12:16 ص
آية محمد
طباعة
إمبراطورية اقتصادية تنافس اعتي الإمبراطوريات في مصر، القاهرة وحدها بها ما يقرب أو يزيد عن 70 فرع له، بخلاف فروع المحافظات، تراه في كل المناطق الراقية منها والشعبية، أسعاره زهيده مقارنة بغيرها من المحلات وإن كانت جودة البضائع قليلة أو سيئة، عماله يعرفون من مجرد النظر بسبب زيهم شبه الموحد المميز، سيد رجب السويركي أو “الحاج” صاحب إمبراطورية التوحيد والنور.

البداية عام 1974 حينما خرج سيد السويركي من الجيش بعدما قضى خلاله ما يقرب من 7 سنوات في الفترة من 1967 وحتى عام 1974، الشاب الذي دخل الجيش وكل ما يمتلكه “فرشة” خلف مقر وزارة الأوقاف بوسط البلد يبيع عليها الملابس المستعملة، خرج من الجيش بمكافئه جيدة بسبب مشاركته في الحرب فقرر استثمارها.

أبن مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية قرر شراء قطعة أرض في منطقة النعام الواقعة في المنتصف بين عين شمس وبين الزيتون، واشترى محل صغير لبيع الأدوات والملابس الرياضية في حارة باب اللوق في وسط البلد، ازدهرت تجارة محل ملابس الأدوات الرياضية وبالصدفة البحتة كان على يساره محل اسمه التوحيد وعلى يمينه محل اسمه النور أشهر قليلة وكان السويركي أصبح مالك محل التوحيد ومحل النور ليدمجهما معا ليصبح التوحيد والنور للملابس والأدوات الرياضية، ولكن كل هذا لا يكفي لبناء إمبراطورية.

البداية حينما قرر السويركي بناء فرع جديد لمحل التوحيد والنور على قطعة الأرض التي اشتراها في عين شمس، وحينما بدأ في الحفر أخرجت الأرض كنوزها، أثار فرعونية أصبحت بين يديه، تلك الرواية التي أكدها أكثر من شخص من بينهم عاملين في محلات التوحيد والنور ولكن التأكيد الأهم كان من أحد سكان المنطقة القدماء الذي قال انه شاهد عيان على ما حدث.

اخرج السويركي ما بالأرض وبعد أن قام برضاء أصحاب السلطة وقتها في منطقة النعام، ذهب إلى أحد “الروس الكبيرة” في تجارة الأثار في مصر تلك الرأس التي دائما تتخفى تحت “برنيطة” كانت وسيط بينه وبين العائلة الحاكمة وبعض رجال الدولة لتتم الصفقة سريعا سريعا ويأخذ السويركي نصيبة منها بينما قرر أن يلتزم بالنهج الإسلامي فأخرج الأرض كاملة بعدما استولي على ما بها من أثار لله ولم يبنى عليها فرع جديد بل بنى عليها جامع.

ولان السويركي تاجر شاطر رغم كل شيء، فلم يخرج بالأموال دفعة واحدة، بل بدأ رويدا رويدا مبتعدا كل الابتعاد عن أنشطة الإسلام التجاري وقتها والتي كان نجومها في تلك الفترة أحمد الريان وأشرف السعد وغيرهم، وحينما تحولت الدولة لتقف في وجه الريان والسعد، كان الوحيد الذي نجا من تلك الهجمة هو السويركي وإمبراطورتيه لدرجة دفعت الدولة لمحاولة الإيقاع به ولكنها لم تجد له مدخلا فنجا مؤقتا.

السويركي جبار، تلك هي الجملة التي تترد على فم كل من عمل لديه في التوحيد والنور وخرج منها سالما، شروط السويركي للعمل في فروعه مجحفة للغاية، فمبدئيا لا مجال لأبناء القاهرة الكبرى في فروع التوحيد والنور وإن لزم الأمر فإنهم يعملون في فروع بعيدة كل البعد عن منازلهم، ولا توجد عقوبات على العاملين أو لائحة خصومات أو إلى ذلك الفصل المباشر هو جزاء كل من يخطئ مهما كان نوع الخطأ.

أنت تمضي على استقالتك قبل أن تستلم عملك، وتعمل ثلاثة أشهر في الأرضية كل مهمتك هي “الشيل والحط” حتى لو كنت تحمل بكالوريوس طب وجراحة، والمحامون ممنوعون منعا باتا من العمل في محلات التوحيد والنور كذلك أبناء محافظات كفر الشيخ وبني سويف والفيوم والسبب هو عقاب من السويركي لتلك المحافظات.

أحد العاملين من كفر الشيخ قام بسرقة السويركي وهو نفس ما فعله أحد العاملين من محافظة بني سويف فكان قرار السويركي منع شباب تلك المحافظات من العمل في إمبراطورتيه بينما الفيوم وشبابها ممنوعون من العمل بسبب قضايا رفعها محامي من الفيوم فكان جزاء السويركي لهم هو المنع من الدخول إلى جنته المزعومة.

إذا كنت قد بلغت الثلاثين فانت لن تعمل في تلك الإمبراطورية، وإذا كنت لم تبلغها ومتزوج فحظوظك ضعيفة، وإذا مرضت وغبت عن العمل أكثر من 4 أيام في الشهر فأنت مفصول، وإذا أخطأت ووقفت أمام “الحاج” فتحمل لسانه الزفر وشتائمه المهينة وأحيانا يده الطويلة، فأعلم أنك سيتم مكافئتك بعدها بمبلغ يبدا من 20 جنية ويزيد وذلك كفارة عن لسانه الزفر.

السويركي الذي يعيش حاليا خارج مصر له، رغم بعده عن العمل السياسي طيلة حياته، إلا أن محلاته كانت مراكز للدعاية الانتخابية للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية، بينما كان دوره في اعتصام رابعة واضحا حيث كانت سيارات إمبراطورتيه هي التي تنقل الطعام والمياه للمعتصمين من الجماعة الإرهابية وأنصارها، قبل أن يهرب السويركي إلى خارج مصر.

لم تستطيع الحكومة في عهد مبارك إيجاد ثغرة للسويركي من أجل الإيقاع به حتى أعطاهم هو الفرصة بنفسه حينما جمع بين 5 زوجات في نفس الوقت لتنتفض الدولة ضد السويركي ويتم تقديمه للمحاكمة بهذه التهمة التي ادين بسببها وتم سجنه 3 سنوات على ذمة القضية قبل أن يتم الإفراج عنه، السويركي لم يعود لتجارة الأثار ولما يعود لها وقد اصبح إمبراطور في عالم التجارة وحتى هذه اللحظة مازالت إمبراطورتيه التي بناها في الأساس من تجارة الأثار تتوسع وتتوغل وتنتشر بل أصبحت ويالا العجب جزء هام من الاقتصاد المصري، حتى لو كان السويركي وعائلته إلى الأن يحتالون على الضرائب بخدعة الفواتير الوهمية.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads