تنتظر مصر في نهاية مارس المقبل، عرس ديمقراطي مهيب، في برهان مبين علي نجاح ثورتي الشعب 25 يناير و30 يونيو، والذي عبر فيها المصريون عن إرادتهم، عقب أن تجاوز الظلم والفساد المدى، أثر قيام جماعة الإخوان المسلمين بالانقضاض على ثورة يناير المجيدة، ملهبين حماس جماهير الشعب للثورة على نظامهم الجائر.

مصر ليست أمة غافلة
ويشهد شهر مارس المقبل، انتخابات الرئاسة المصرية، والتي تعد احد ملامح الديمقراطية التي أذهلت العالم اجمع واثبت أن الأمة المصرية ليست بالأمة الغافلة التي أراد لها أعدائها هذا المصير، مستغلين ما أحدثته الجماعات المتطرفة من فوضي وبلبلة مدروسة لتعطيل ركب التطوير والتنمية.

انسحاب البدوي وترشح موسى

ولعل التاريخ يعيد نفسه من جديد، عقب إعلان موسى مصطفى رئيس حزب الغد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية أثر إعلان مرشح حزب الوفد السيد البدوي، عدم ترشحه في الانتخابات المزمع عقدها في مارس المقبل، قائلاً،:" حزب الوفد كان اختياره غير موفق فى الدفع بالسيد البدوى، لذلك اخترنا الوقت المناسب للإعلان عن الترشح ولم نتأخر وكنا نراقب المشهد"، ليفتح بذلك أبواب الحلم للمنافسة علي منصب رئيس الجمهورية .

أضغاث أحلام

بينما أثارت تصريحات موسى، العديد من اللغط داخل الشارع السياسي المصري، فيما وصفها البعض أنها أضغاث أحلام وأماني يستحيل تحقيقها، علي أرض الواقع خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع المصري علي مختلف طوائفه.

وعلي النقيض تبني الحالمون فكر رئيس حزب الغد الذي بالغ في تصريحاته خاصة في الشأن الاقتصادي من حيث تحقيق أحلام الشباب وفرض ظروف معيشية من الصعب تحقيقها علي أرض الواقع بحسب أقوال خبراء الاقتصاد والسياسية المصريين والعالميين، علي حد سواء.

وإطلاق مرشح الرئاسة عن حزب الغد مصطفى موسى، مجموعة من التصريحات يرصد بوابة "المواطن"، أهمها إيماناً من دورنا في تحقيق مبدأ تنوير الرأي العام ، والسعي الدائم والدءوب وراء الحقيقة المجردة .

2011 بداية حلم الرئاسة

وأكد مصطفى موسى، أن فكرة الترشح للانتخابات الرئاسية لم تكن وليدة الصدفة أو فكرة وليدة طرأت في خاطرة دون الأخذ في الاعتبار آليات تحقيقها.

حيث أكد أن عام 2011 يمثل بالنسبة له، انطلاقة حقيقية لحلم الرئاسة، حيث عقد العزم علي الترشح في الانتخابات الرئاسية التي كان من المزمع إجراءها عام 2011 وحالت أحداث ثورة 25 يناير دون قيامها، حيث تقدم وقتها إلى لجنة مناقشة أوراق الراغبين في الترشح داخل حزبه.

ثم يعاود "موسى" الكرة من جديد ليفتح باب أخر في حياته السياسية عقب إعلانه الترشح في الانتخابات الرئاسية في 2012، إلا أنه لم يتقدم بأوراق ترشحه وقتها رغم إعلانه أنه جمع 7 آلاف توكيل من 20 محافظة.


منافسة حقيقية

وفي تصريح آخر قال مرشح حزب الغد، انه عندما أتيحت الفرصة قررت الترشح للانتخابات لافتاً إلي أنها ستكون منافسة حقيقة وليست شكلية، كما يدعي بعض المغرضين من مدعي الثورية الكاذبة، وأصحاب المصالح الرخيصة التي وعي الشعب جيداً مخاطرهم علي الأمن القومي.


إسقاط موسى على البدوي

وأعلن موسى عن نفسه في تصريح جديد قائلاً:" قررنا ألا نقف متفرجين بعد انسحاب عدد من المرشحين ولدينا برنامج نسعى لتنفيذه"، في إشارة إلىي انسحاب الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد من خوض المنافسات الرئاسية عقب أن رفضت الهيئة العليا لحزب الوفد مطلب البدوي في الترشح.


وتحت عنوان الاستحقاق الدستوري، قال موسى :"طرحت نفسي على بعض النواب ونجحت في الحصول على 27 تزكية"، في إشارة إلى استكماله النصاب الدستوري والقانوني الذي يمكنه من التقدم رسمياً للترشح إلي منصب رئيس الجمهورية.


حرية الفكر والتوجه

وفي إشارة إلي حرية قراره وتوجهاته قال :"لم نأخذ توجيهات من أي أجهزة بالدولة وسنخوض منافسة شريفة"، مسكتاً بذلك الألسنة المسمومة والتي تعالت أصواتها في الفترة الأخيرة، وأطلقت سيل من الاتهامات حول حقيقة ترشحه لتولي منصب رئيس السلطة التنفيذية.

عودة إلى معاركه الماضية

وفي عودة إلي تاريخه النضالي قال موسى عن رئيس حزب الغد الأسبق أيمن نور،: " أيمن نور شخص تافه وباع بلده وأخذ ملايين من قطر وتركيا، وأضاف تم طرده من الحزب لتمويله من الخارج بـ"70"مليون دولار "، في توضيح لبواطن الأمور ولتحقيق مبدأ المصارحة والمكاشفة لحقيقة العلاقات التي تجمع أيمن نور بعناصر دولية وإقليمية تستهدف تحقيق أجندات معينة داخل مصر تخدم مصالحها الإقليمية في المنطقة.


وفي حديثة عن نشأته وعائلته قال، :"أنا نجل زعيم الطلائع الوفدية وقائد التظاهرات ضد الملك والإنجليز، ولا يمكن أكون كومبارس ومحدش يقدر يحركني يمين أو شمال، وشعار شعار حملتي الانتخابية مصر للمصريين"، في إشارة منه عن تاريخ عائلته النضالي الذي يمنعه من التورط في أي أعمال هزلية تلطخ تاريخ عائلته النضالي الكبير.


وعود زائفة

وتابع موسى تصريحاته الحالمة، بوعود وصفها الخبراء أنها زائفة، ولا يمكن تحقيقها،عقب إطلاقة تصريحات برفع معدل الرواتب بقدر غير قابل للتصديق، قائلاً:"الناس تعانى اقتصاديا ولدينا رؤية نستطيع تحقيقها، وأعد الشباب بـ15 ألف جنيه شهرياً فى فترة لا تقل عن 6 أشهر وبرنامجى قابل للتنفيذ، والفترة القادمة تحتاج لفكر مختلف".


وفي تعليق له علي انسحاب المرشحين المحتملين من الانتخابات الرئاسية قال موسى :"بعض المرشحين المحتملين قرروا الانسحاب تعمدا لإحراج مصر أمام العالم"، لافتاً إلي أن اللالتفاف علي الديمقراطية والانصياع وراء الشائعات كلها حيل قديمة ومكشوفة والشعب المصري يعلم جيداً من خلفها.