المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

صور| عم ربيع.. "ملمع أحذية" أطفأت الهموم نور وجه

السبت 10/فبراير/2018 - 08:26 م
منار إبراهيم
طباعة
إذا نظرت إلى ملامحه المنهكة، وجبينه العارق في الشتاء، ستجد رجل منكفيًا على صندوقه الخشبي الصغير، يلمع الأحذية بعزة نفس وكرامة، لما يكسبه من قوت يومه بالحلال، يحظى بحب واحترام الجميع لحسن سلوكه.

ربيع عبد الرازق، ماسح أحذية، يبلغ من العمر 57 عام، يروي لنا تفاصيل حياته قائلاً: "منذ أن خلقت على وجه الدنيا وأنا "شقيان" توفي والدي وعمري عامان، شقيت علينا والدتي وذاقت مر الحياة في تربيتنا، عرض عليها الزواج ولكنها رفضت وقالت سأكمل رسالتي وأربي أبنائي بدون مساعدة أحد، فعملت وعمري 5 سنوات لأساعدها في تربية أخواتي، وبدأت العمل كماسح أحذية وعمري 7 سنوات في بلدتي الفيوم، وحين أتيت القاهرة لقضاء خدمتي العسكرية استقريت بها".

وتابع: "أعمل ماسح أحذية منذ أكثر من 30 عام، ومنها ربيت وعلمت أبنائي الأربعة فمنهم الحاصل علي مؤهل متوسط، والحاصل علي مؤهل عالي، ومنهم في الإعدادية والثانوية العامة، يتراوح دخلي في اليوم من 30 إلى 50 جنيه حسب الرزق، وفي ظل الغلاء ما أكسبه في اليوم لا يغطي احتياجات المعيشة، خاصة إذا حدثت ظروف طارئة مثل زوجتي التي تحتاج إلى إجراء عملية جراحية استلفت ثمنها ونسعى لحجز مكان في المستشفيات الحكومية".

وعن متاعب المهنة قال: "أجلس في الشارع 9 ساعات يومياً، منكفيًا على صندوق الأحذية حتى أنحني ظهري، فهذه المهنة سببت لي أللام في العمود الفقري والرقبة، بالإضافة إلى ذراعي الذين يعملون طوال اليوم، يأتي عليّ وقت ولا أستطيع رفع ذراعي حتى أتناول كوب ماء من العطش، ولكني أعمل حتى أكفي مصاريف أولادي من الحلال".

وبعيون يغمرها الدمع أضاف: "طوال 30 عام أفترش الشارع، أعاني حرارة الشمس في الصيف والبرودة في الشتاء، ورغم ذلك راضي بحالي وسعيد لأني ربيت وأطعمت وزوجت أبنائي من "عرق جبيني"، وعلمت أولادي القناعة والرضا بالحال".

وأنهى حديثه قائلاً: "أمنيتي في الحياة أن أرتاح بعد كل هذا العناء، وأن أؤمن مستقبل أولادي، حتى إذا وفرت لي الدولة كشك صغير يرحمني من افتراش الشارع والمواصلات، ويدر لي دخل فغلاء الأسعار كوي جيبي".
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads