المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الطفلة "رحاب" فقدت حلمها بسبب والدها.. والام "منه لله "

الثلاثاء 20/فبراير/2018 - 11:03 ص
أحمد حسن
طباعة
"نفسي ابقي دكتورة ياماما"، كلمات الطفلة الصغيرة كانت تتردد دائمًا داخل أذن الأم، التي كانت تتمنى أن تعيش إلى ذلك اليوم، الذي تحقق فيه ابنتها حلمها بإنهاء دراستها والتحاقها بكلية الطب، وإرتدائها الفستان الأبيض، وتزف عروسه، كحلم أي أم ترى ابنتها فى "الكوشه"، إلا أن والدها قضى على كل أحلامها وحطم قوام الأسرة الصغيرة، بعد تسببه في وقوع حادث مأسوي لإبنته.

الواقعة التى لمست قلوب من عرفها، حتى اغرورقت عيناه بالدموع حزنًا على الفتاة التى كانت تخطو خطواتها الأولى نحو الحياة، دون أى ذنب اقترفته، سوى أنها رزقت بأب قلبه متحجر، لم يتعاطف مع بكائها ورغبتها في الذهاب لجدتها، وقام بحبسها هي ووالدتها داخل الشقة؛ ليتركهما ويغادر إلى عمله "مكوجي".

البداية، منذ 9 سنوات عندما تقدم الأب الذى يعمل "مكوجي"، لخطبة الفتاة التي أعجب بها من أول نظرة، وقرر أن يكمل حياته بجوارها، لم يكذب الشاب خبر وراح يبحث عن أقرب الأشخاص إليها؛ ليتودد إليه ويخبره برغبته في الزواج منها، وبعد فترة من الوقت نجح فى الوصول إلى والدها، وأخبره بحالته المادية وظروف عمله ورغبته فى الزواج من ابنته، بصدر رحب وعيون مبتسمة قابله والد الفتاة ودعاه لزيارته هو وأسرته؛ ليرى الفتاة ويتبادلا أطراف الحديث.

بعد مرور سنة على الخطوبة تم زفافهما، فى حفل عائلي حضره الأهل والأصدقاء، وباركا لهما تلك الزيجة متمنيين لهما حياة زوجية سعيدة، مرت الشهور الأولى من الزواج دون أي مشاكل، كانت الزوجة تحمد الله ليل نهار على ذلك الزوج الرحيم بها، وألحت في الدعاء؛ ليرزقها الله منه بالذرية الصالحة، وحملت الزوجة "دعاء" بطفلتها الأولى "رحاب"، وطارت من على الأرض من الفرحة؛ لأن الله استجاب لها، وذهبت تخبر كل من تقابله بنبأ حملها، خلال تلك الفترة بدأت تتغير معها معاملة الزوج، إلا أنها كانت تلتمس له العذر؛ بسبب ضغوطات الحياة وغلاء المعيشة، لتمر فترة الحمل وتضع طفلتها الأولى.

مع زيادة أعباء الحياة وقسوتها على الجميع، بدأت تنشب بينهما خلافات، وتركت على أثرها المنزل أكثر من مرة؛ حتى تهدأ الأوضاع بينهما وتذهب لتريح أعصابها عند والدتها، ثم تعود بعد فترة لتكمل حياتها الزوجية، مرت الأيام بينهما فى شد وجذب حتى تأقلم الطرفين على بعضهما، وأصبح كلًا منهما يعلم ما يدور في ذهن الآخر.

"مفيش خروج تانى من البيت، مش كل يومين تروحى عن والدتك"، جملة قالها الزوج ليعلن لزوجته رفضه خروجها من البيت لتدخل ابنته فى حالة بكاء "عايزة اروح عند جدتي"، ليعتدى بعدها على ابنته وزوجته بالضرب ويغلق عليهما باب الشقة، وينزل ليباشر عمله فى محل المكواة.

لم تجد الأم طريقًا للهروب من جحيم الزوج، الذي يزداد يومًا بعد الآخر سوى التسلق على مواسير العقار حتى النزول على الأرض، اختمرت الفكرة فى ذهن الام، وحزمت شنطة ملابسها وألقتها فى قطعة ارض فضاء مجاورة لها واحتضنت ابنتها حتى وبدات فى تسلق المواسير وكأنها فى مهمة رسمية، نجحت الام فى النزول الى الطابق الثالث الا انها لم تنجح فى انهاء المهمة واختلت توزانها لتسقط هى وابنتها على سطح مجاور لهما وتفارق ابنتها االحياة بعد اصابتها بعدة كسور وكدمات مختلفة فى الجسم، وتصاب هى باصابات مختلفة فى الجسم وتدخل الى غرفة العناية المركزة.

"بنتك ماتت ومراتك فى المستشفى"، لم يصدق الرجل تلك الكلمات التي أخبره بها أحد الأهالى، واعتقد أنها مزحة لأنهما داخل الشقة ومفتاحها مازال فى جيبه، ثوانى قليلة وشعر أن هناك شئ غير طبيعي يحدث بالقرب منه، فأخرج هاتفه ليتصل على زوجته لكنها لم تجب عليه رغم تكرار اتصاله عدة مرات.

هرول الرجل إلى منزله؛ ليجد طفلته وزوجته بجوار بعضهما، فى مشهد مأساوي لم يخطر له يومًا على بال، وحضرت سيارة الإسعاف التى اتصل بها الأهالى، وتم نقلهما إلى المستشفى؛ لإسعافهما، سالت دموع الرجل على وجنتيه؛ حزنًا على فراق ابنته وذهب ليسأل عن زوجته، فوجدها لم تفارق الحياة لكنها تعاني من عدة إصابات بجسدها.

بعد حضور الشرطة، اتهمت الزوجة زوجها بالتسبب في وفاة ابنتهما؛ لقيامه بغلق الباب عليهما ورفضه خروجهما " منه لله هو السبب"، وتحفظت عليه قوات الأمن لحين انتهاء التحقيقات، وتصرح النيابة بدفن جثة الطفلة.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads