والسائرون من حوله تائهون في صخب المدينة الأوّار، لا يلتفتون ولا يكترثون إلا لحصد المستطاع من سعادة مخنوقة بمال ومتعة بقلبها يصرخ صوت النفس المقهورة، الحالمة بالجنة الزائفة، والمنتظرة للمعجزة التي لن تأتى أبدًا..المشاعر والأحاسيس المُعلنة والكامنة التي ينفلق من غليانها الفكر والدافع والسلوك الأمور التي تجعلنا نحن، شكوك صدئة راقدة في قاع الوهم تتحايل لإبراز الذات المُنكرة المُتمنية دومًا تبديل الحياة بأخرى غيرها أخرى لا تُشبهها نهائيًا ليبقي الفراغ الناجم من هروب إلى هروب ينهش الحقيقة المعلقة بين خسارة الشروع في ما أردناه وهمًا وعذاب العجز لعدم الشروع في ما أردناه فعلًا وإن تبدل الحالين فما أغناهما عن الآخر إلا إختلاف المسعى المُوصل للنهاية ذاتها النهاية المُلغزة.. كُل شئ يُمكن أن يكون شيئًا آخر تمامًا وسيحمل نفس الحيرة والأهمية في الخيال حر، إنسان متفوق وفي الحقيقة دمية خرساء مقهورة في يد واقعها المتعجرف التبغ يحترق والحياة تتسرب والاعتياد يملأنا بالخواء من بعيد أراه على مهل متلصصًا في الطريق الذي يبلغ منتهاه أنا..

 انتظره بتابوت مرصع بالورود تفوح منه غفوة السأم وتلفه هالة من اشتياق أزرق حزين وحبيبتي القبيحة مكبلة في حضن أحمق.. كنا في التهاب الأحمر وسعينا بإصرار نحو احتمالات لا تنتهي لففنا أجسادنا المفصولة بالقماش البالي أيها الإخفاق أعطني قبلة من شفاهك الداكنة وارقصي لي يا شمس النهار رقصة الهارب من المسارات المتعرجة.. أغبيااااء.. بين الشطآن، عش جاهل أو تعلم ستحترق، النسبة ثابتة والقيمة في الرأس منكرة لماذا أيها الحمقى تبذلون هذا الجهد؟ !! لتكونون أناسًا غير الذين تريدون أنفسكم عليها بحث لا يهدأ سعيه عن السعادة تفنى الحياة في احتضار رمادي إنتظارًا للحظة فردوسية والكمال هناك في شق بين نقيضان والسلام في الدمعة التي تعقبها ابتسامة والله موجود في أضيق مساحة بين عاشقان لم يخالا حلمهما محال رغم غرابته واستحالته الجمال لا يوجد فقط في الأشياء الجميلة إنما هي صورة وهمية رسمناها بعقولنا وصدقناها.. الجمال النقي مطمور في القبح الذي نلعنه والألم الذي نفر منه في إضراب المشاعر الهمجية التي نسعى لتنظيمها وإفسادها في قلب المأساة ثمة خلود ما يغسل الروح ويصقلها الجمال مختبئ وراء كل شيء نراه

 
خلف جوع الفقير ابتسامة!! أطعمه وستراها خلف نظرة العجوز المريضة نظرة مملؤة بالأمل مرر يدك بشعرها الأشيب وستراها.. في الفراق فرصة لتجربة أكثر اختلافًا أتمنى أن تدخلون جسدي لدقيقة واحدة لتعرفون كيف يكون الشعور أن أكون رسولًا..
أيها العميان لست هذا المسخ الحزين !! الذي تروه مرتديًا سترة متهدلة.