صور| التصدعات تهدد مسجد أثري بدمياط.. والأوقاف: مش هنحرم الأهالي من روحانيات رمضان

السبت 17/مارس/2018 - 07:39 م

هيثم عبد الرازق

مشكلات متعددة تواجهها مساجد محافظة دمياط هذه الفترة، رغم جهود مديرية الأوقاف لتطوير المساجد إلا أن الأمر قد يحتاج إلى جهود أكبر، بين تلك المساجد التي شهدت حالة من الجدل "مسجد الرحمة" والذي يقع بمدينة رأس البر، هذا المسجد الذي يعد واحدًا من معالم تاريخ دمياط الحديث، وفيما يلى تتجول بوابة "المواطن" بين جدرانه لنتعرف سويًا عن أسرار هذا الأثر التاريخي.

نشأته

تعود نشأة مسجد الرحمة برأس إلى البر إلى عام 1905، تلك السنة التي قدمت السلطات المصرية أولى الخرائط الخاصة بتقسيم مدينة رأس البر، والتي كانت آنذاك مصيف المشاهير من نجوم الفن والسياسية وكرة القدم.

شهد هذا المسجد على العديد من المواقف البطولية، فمثلًا عن دخول مصر حرب 56 استخدمته المقاومة كأحد المخازن السرية للأسلحة، بينما ظل منبره أحد الأبواق التى طالما دفعت الأهالي للمشاركة بالمقاومة.

انتهت الحروب وبقيت جدران المسجد تؤرخ بطولات الدمايطة، حتى تم إحلاله وتجديه مطلع التسعينيات، لينقل إلى مرحلة جديدة كُرم خلالها على ما رأه من مشاهد تاريخية، فأصبح مقصدًا للجميع كمزار سياحي.

الإهمال يغتال تاريخ رأس البر

بمرور الأزمنة تحول مسجد الرحمة من مسجد تاريخى إلى مسجد عادى يقصده المارة لتأدية الصلوات فقط، لم يعد أحد يتأمل جدران هذا المسجد والتى بقيت تقص وتروى تاريخ تلك البلدة لسنوات عديدة، فقد طاله الإهمال مثلما طال العديد من المناطق الأثرية بدمياط.

واندثر التاريخ شيئًا فشيئًا، لم يكن هذا الأمر فقط ما تعرض له المسجد ولكن حاول أحد أعضاء جماعة الاخوان الإرهابية وضع يده عليه فى وقتما مستخدمًا شهرته لترويج أفكار الجماعة.

أبى مسجد الرحمة أن يكون ضمن أسلحة الجماعة بدمياط، ليسطر مرة أخرى تاريخًا عريقًا ومجًا شخصيًا له، احتضن هذا المسجد العديد من الثوار الذين خرجوا على نظام "الإخوان"، كما شهد على تنظيم العديد من الفعاليات والمسيرات الرافضة لهذا الحكم، لتعود أمجاده مرة أخرى إلى الأذهان.

روحانيات رمضان أهم ما يشتهر به المسجد

رغم وقوعه بمدينة سياحية إلا أنه يمتلك سحرًا خاضًا، يجعل الجميع يحرص على قضاء ليالى شهر رمضان بين جدرانه، لا يعلم أحد ما سر تلك الروحانيات التى اشتهر بها المسجد منذ نشأته، مشاهد اعتاد الدمايطة على رؤيتها كل سنة، ربما ما تعرض له المسجد هذا العام قد يؤثر على تلك المشاهد.

الأوقاف تبحث امكانية الانتهاء من تطويره قبل شهر رمضان

تفاجئ الجميع بقرار الأوقاف بهدم مأذنتى المسجد نظرًا لخطورتهما على المارة، خاصة بعد أن وجد الجميع شروخًا ضربت المأذنتين، بينما أصابت بعضًا من جدرانه، ليتأثر العمل به قليلًا لحين الانتهاء من تلك الأعمال، ولكن ما يدور الأن هى محاولات للحاق بشهر رمضان المبارك والانتهاء من إحلال وتجديد المسجد قبل حلول الشهر الكريم.

وفى سياق متصل شدد الشيخ محمد سلامة، أن هذا الأمر يأتي في إطار خطة المحافظة لإحلال وتجديد مساجد دمياط، مشيرًا إلى أنه يتم الآن دراسة امكانية الانتهاء من تلك الأعمال قبل شهر رمضان.

وأوضح "سلامة" فى تصريحات خاصة لـ "بوابة المواطن"، أن الأوقاف تعي تمامًا أهمية هذا المسجد، لافتًا إلى أن هناك جهودًا تبذل لتغطية احتياجات كافة المساجد بالمحافظة خلال الفترة المقبلة.

قد تنتهي جولتنا الآن ولكن لا تزال جدران هذا الأثر التاريخى تحمل العديد من الأسرار التى لاتبوح بها بعد، ربما لم نمتلك الوقت الكافي لنعرفها وربما احتفظت بها أملًا أن يعود "المواطن" مرة أخرى.