لم تعد المستشفيات الحكومية مقصد أبناء زياد الباحثين عن علاج لهم، فكان الإهمال صاحب الكلمة العليا في إدارة معظم منشآت المحافظة الطبية ولسنوات عديدة، الأمر الذي دفع الأهالي إلى الانصراف عن تلك المنشآت التي ربما تسهم فى أن يفقد أحدهم حياته.

قد تلعب الظروف الاقتصادية دورها في احتياج الأهالي لتلك المستشفيات مرة أخرى، ولكن سرعان ما يتبخر هذا الأمر ويبدل الحال ليبحث المريض عن الأماكن الخاصة.

وقامت "بوابة المواطن" برحلة إلى دمياط نستطلع خلالها ما تشهده المحافظة بهذا القطاع، وكانت تلك تفاصيل الرحلة.

مستشفيات دمياط مباني فاخرة والخدمات مدعومة..
رأينا مباني فاخرة يغلب عليها الطابع الجمالي، تمتاز بجودة المعمار وروعة التشطيب، ولكن بعد دقائق ومع اقترابنا من المبانى أكثر فأكثر رأينا الواقع.

لن يأتي إلى مخيلتنا أن تلك المباني الجميلة تحتوي كل هذا القبح الخدمي، طوابير المرضى داخل العيادات الخارجية تعكس ما آلت إليه الأمور، لن يكن هذا الزحام بسبب إقبال المرضى المتزايد، ولكن قد يكون نقص الخامات أحد تلك الأسباب، نادرًا عندما تجد ما تريد داخل تلك المستشفيات فعليك إحضار كافة مستلزماتك من الخارج وكأنك بعيادة استثماري.

وهنا يقبع الفقير منتظرا الفرج بين جدران هذه المباني الفخمة.

جولات وكيل وزارة الصحة بدمياط تحصيل حاصل..
يقوم الدكتور رمضان الخطيب وكيل وزارة الصحة بدمياط، بشن العديد من الجولات التفقدية لمستشفيات المحافظة، ولكنها لم تأتي بالنتائج المطلوبة، فبالرغم من جهود المحافظة فى تطوير المنشأت الصحية بنطاق دمياط لكن الأمر "محلك سر"، ربما أحتاج إلى تدخل من جهات أعلى لضبط الأمور.

نيران المستشفيات الخاصة يحرق جيوب الدمايطة.. ولكنه الملجأ الوحيد
بعد فشل مستشفيات دمياط الحكومية في كسب ثقة المترددين عليها، اتجهت الأنظار إلى المستشفيات الخاصة تلك المنشأت التي تتعامل مع مرضاهم بطريقتها الخاصة.

ففي بعض الأماكن تصل قيمة الكشف إلى 300 جنيه، فيما اكتفت أماكن أخرى بتحديد 200 جنيه لإجراء كشف ما.

قد يكون التنظيم والاستقبال والاهتمام والرعاية بالمريض سمات تميز القطاع الخاص، ولكنك لن تحصل على تلك الخدمات مجانا.

استقطاب الأطباء للمستشفيات الخاصة "موضة 2018" بدمياط
تعد موضة هذا العام هى استقطاب تلك الأماكن للأطباء تاركين ما يسمى العيادات الخارجية بالمستشفيات العامة ليبحثوا خارجها عن الكسب السريع.

على طريقة الميركاتو الرياضي، تتسارع المنشآت الصحية الخاصة بدمياط على الأطباء الأكثر شهرة، ليتشابها مع لاعبى كرة القدم، فهذه المستشفى نجحت في التعاقد مع الدكتور "فلان"، وتلك تمكنت من حسم عقدها مع آخر لا يقل عنه شهرة، وتتحول المهنة إلى تجارة، وكذلك تحول قطاع الصحة بدمياط إلى سوق.

تلك كانت إحدى جوانب رحلتنا، مازالت رحلتنا مستمرة ربما كشفت لنا أسرارها فى المرات المقبلة.