أصبحت قطر على دراية تامة بأن صورتها في المنطقة تسوء كل يوم أكثر مما ذي قبل، وربما على يقين بأنها على وشك الإنهيار في أي لحظة، والأهم هو أنها تعي مدى قوة البلاد المجاورة لها، وأيا منها على قدم وساق، وأيا منها تمكن من ترسيخ دورها الريادي، وأهمها هي مصر.


مصر تثبت نفسها
تمكنت مصر خاصة خلال الأونة الأخيرة، أن ترسخ من صورتها، وتثبت للعالم أجمع أنها صاحبة الريادة، وأنها قلب الوطن العربي، الذي من الممكن الإعتماد عليها لحل كافة القضايا والأزمات، وهو ما بات واضحا من خلال مختلف التصريحات التي يدلي بها كبار المسؤولين في المنطقة، وهي عبارة عن إتفاق على أن مصر هي السبيل لحل كافة الأزمات والمشكلات.

مصر بوابة الأمل لمقاضاة إسرائيل دوليًا
أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الاثنين، اتصالا هاتفيًا بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، وذلك لبحث ما وصفه بـ"الجريمة الإسرائيلية" التي قام بها قوات الإحتلال الإسرائيلي بحق المشاركين في مسيرة العودة على حدود قطاع غزة.

وأطلق مكتب هنية بيان رسمي، وضح أن هنية طالب أبو الغيظ بضرورة التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة الاحتلال وقادته، وكذلك ضرورة التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الجريمة الإسرائيلية، وحث على تشكيل لجنة تحقيق دولية خاصة في ظل اتخاذ الولايات المتحدة حق النقض المعروف بـ"الفيتو" في مجلس الأمن وحيلولتها دون اتخاذ قرار منصف للشعب الفلسطيني ولضحايا المجزرة الإسرائيلية.

من جانبه، شدد الأمين العام للجامعة العربية، على موقفه القاطع بإدانة الجريمة الإسرائيلية بحق المشاركين في المسيرة السلمية، مشيرا إلى أن الجامعة ستعقد غدا اجتماعا لمناقشة هذا الأمر وسوف تتخذ القرارات اللازمة والمتناسبة مع الحدث، كما ذكر البيان، معربا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وتعازيه الحارة لأهالي الشهداء وأمانيه بالشفاء العاجل للجرحى.

دليل مطاليات حماس
لعل حرص حركة حماس، على التواصل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقناعتهم التامة بأنها أملهم للوقوف أمام إسرائيل، بل ومحاكمتها على المستوى الدولي، أكبر دليل على مدى تفهم الوطن العربي والعالم أجمع لمكانة مصر, وأنه لا غنى عنها للتصدي أمام أعداء الوطن، وهو بالفعل ما لم يرضى دولا، للأسف تقع على خريطة الوطن العربي، لكنها في الحقيقة عميلة لقوى ونفوذ أجنبية، تريد الإيقاع بالمنطقة.

حجة الفاسد
دائما كنا نسمع أباءنا يقولون جملة "حجة البليد" خاصة حينما يجدوننا لا نبذل مجهود في المذاكرة، ويكون أي شيء نذكره بالنسبة لهم، هو بمثابة حجة البليد، لكننا وخلال هذا العصر، بصدد نوع جديد، ومختلف من الحجج، وهي حجة الفاسد، وهو ما يمكن تطبيقه على أخر خطوة تقوم بها قطر الآن، التي أثبتت بها أنها من أهم رموز الفساد في المنطقة.


قطر ترشي الضمائر
قررت قطر، أن تقوم بمحاولة جديدة لضرب مصر في المنطقة، وذلك عن طريق سعد الدين ابراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات، وذلك من خلال دفع رشوة له، تلقبها بـ"الميزانية المفتوحة"، لإجباره على شراء مساحات إعلامية للتشكيك في مستقبل مصر الإقتصادي.


ماضي مشبوه
وعلى الرغم من أن الغموض، لا يزال يحيط بموقف مركز ابن خلدون، فلم يعلن عن موقفه، وما إذا كان سيساعد على إتمام هذا الأمر أم لا، لكن هذا لا ينف ضرورة الإنتباه لكل المحاولات، الماضية التي تضعه قيد الإشتباه، كون أعضاءه حاولوا كثيرا زعزعة الاستقرار وإثارة الفتن، خاصة خلال الأونة الأخيرة، وهو ما بات واضحا، حينما عمل سعد الدين إبراهيم على مهاجمة الانتخابات الرئاسية لعام 2018، حتى قبل أن تشرع في البدء.

ويستلزم أن تنتبه عزيز القاريء أن سعد الدين ابراهيم، عمل خلال الفترة الماضية على الاتصال بشكل مستمر بقناة الجزيرة والقنوات الإعلامية، المعروف أنها تابعة للإخوان، لتكون ضمن محاولاته المشبوهة لإعادة الإخوان للمشهد السياسي مرة أخرى.

نقطة نظام
لا شك أن قطر باتت مدركة، لحقيقتها ومدركة أيضا لقدرات مصر ومكانتها، وأنها قلبا قويا بضم حوله المنطقة العربية كافة، لكن المهم هو أن نتدارك للمخاطر التي تحيط بنا، وأن نكون على أتم الأستعداد، وما يمكن ان نلاحظه، هو أننا سنكون بصدد معركة غير عادية، معركة الحفاظ على الهوية، معركة الحفاظ على مكانة وطننا، فحينما يكون إخواننا من وحوش القوات المسلحة يحاربون الموت، في أرض الفيروز للحفاظ الأرض والعرض، فواجبنا أن يأتي دورنا نحن هنا، للحفاظ على هويتنا.