الذي لا يعرفه أغلب الناس أن لا أحد علي الأطلاق يمكنه تغيير أحد ما دون إراداته هو مسبقا، لماذا دائما نفرض أن الحب يغير الأشخاص وطبائعها؟ الحب معجزة لتغير لشخص سوي كسرته يوما الظروف أو بدلته طبيعة الأحوال من حوله، وليس العكس ليس تغييرا لشخص غير سوي نفسيا أو اخلاقيا، واتساءل بإستغراب ايضا كيف يمكن للحب أن ينبت أساسا من قالب غير مؤهل له، وتتساءل قارئه لـ "بوابة المواطن" في رسالة بعنوان سئ الطباع .. ولكن لدي أمل أن يغيره حبي ماذا أفعل، قائلة:
"أنا فتاة ابلغ من العمر 25 عاما، باختصار تعرفت علي شاب منذ 6 أشهر يعمل في نفس مجال عملي، ويكبرني بعامين، شخص من عائلة كبيرة، ومعروفة اجتماعيا، بدأ بيننا الاعجاب منذ أول يوم وصارحني بذلك، لا أنكر انه بالمقاييس الاولي كان عريسا مناسبا جدا في كل التفاصيل، بدأت انجذب له كثيرا، وبدأنا نتحدث كثيرا ونشأت قصة الحب".
"منذ اول يوم وانا الاحظ انه عصبي كثيرا، كان يخفي ذلك في بداية الامر ولكن بدأ يتضح في صوته العالي في اغلب المواقف والتي غالبا لا يراعي ايضا فيها وجود أحد، كل مواقفه معايا بصوت عالي، ودائم الانتقاد لتصرفاتي، ولما بزعل او ببعد شوية يرجع تاني يصالحني وياكد انه بيحبني وان كل ده غصب عنه، واني لو بحبه هستحمله".
"غير كده كمان مصاحب ناس مش كويسة، وكل ما انصحه يقول صحابي وبحبهم وهما ماعملوش حاجة وحشة معايا، انا كتير مش ببقي مرتاحة معاه في حاجات كتير، لكن اعتذراته باستمرار والحاحه بوجودي جنبه مخلي عندي امل انه يتغير بحبي، وان الحياة بينا تختلف، عندي امل في ده بس حقيقي خايفة، فماذا أفعل؟"
محررة الصفحة:
عزيزتي القارئة: "دعيني أسألكِ أولا ماذا تبحثين عن حياتكِ معه؟ هل تبحثين عن فكرة الزواج لمجرد فكرتها؟، ام تبحثين عن الاستقرار والامان وراحة البال والاطمئنان؟، اذا كنتِ تبحثين عن الزواج يمكنكِ خداع نفسكِ حقا بذلك الأمل الذي لا أراه مطلقا، اما اذا كنتِ تبحثين عن الأستقرر والامان فأنت تخدعين نفسك حقا وتظلميها".
"عزيزتي الحب يغير حقا، ولكن هو يغير النفوس السوية التي أصابها بعض من رتوش الحزن والالم في الحياة، ولكنه لا يغير النفوس المريضة بطبعها والغير سوية في تصرفاتها، وان كنت اشك حقا انكِ مبهورة به لعائلته المعروفة اجتماعيا ومستواه كما ذكرتي، وهذا لا يمكنه ان يضع مرسي واحد للامان معه والعيش فير راحة، اذا كنتِ علي البر يا عزيزتي وذكرتي انكِ لستِ مرتاحة معه في اغلب الاوقات، فماذا اذا جمع بينكم القدر؟".
"نصيحتي لكِ لن أقول لكِ جربي ولا حاولي ولا اصبري، سأقول بالفعل أرحلي، لا هذا مكانكِ ولا امانكِ، واسألكِ كيف رايتي الحب فيه وهو كل تصرفاته عكس ما يكون الحب، ما انتِ فيه ليس بحب ولا بشئ مطلقا منه، انتِ مبهورة بأشياء أخري وتحاولي اقناع نفسكِ بالصبر، لا تخدعي نفسكِ انتِ تستحقين الافضل، فلا تضيعي عمركِ وصبركِ مع من لا يقدرها، انتِ اولي الناس بحب نفسكِ أولا".