"عم عبد المقصود" رجل أشرف على إتمام الخمسين من عمره، رمت به الحياة بعيدًا وأصبح بين يوم وليلة يعاني من قسوتها، تعايش معها فترات من حياته وسط أولاده الصغار، يسمع ضجيجهم ويتوه فى التفكير عن مستقبلهم وكيف سيواكبون الحياة بهذه المشاهد القاسية.

"عبد المقصود"، خمسيني يعيش بعزبة مجلى قرب منطقة العباسية، عمل لأكثر من عشر سنوات فى مهنة الكهرباء، تعلمها من أحد صناع المهنة يقول:" اتعلمت شغلانة الكهرباء وإنى أوصل سلوك فى البيوت وأصلح الأجهزة الكهربائية واخد اللى فيه النصيب، مع الوقت اتعرفت وبقيت باطلب كتير على تصليح كل ما يحتاجه الجيران والأصدقاء".

بصوت يملؤه البكاء يقول:""مبقولش لحاجة لأ حتى لو مش هاخد فيها فلوس مكسبي الوحيد إنى اتعرف مش أخد كام ، حب الناس أهم حاجة لك وماشية بستر ربنا" لم يدخر وسعًا فى مساعدة أحد، يضيف: دايمًا اللى بيحتاجني يلاقيني فى خدمته عشان أكل ولادي أو أصبر لغاية ما ربنا يكرم".

"الاحتياج" ضعف موارده وقلة رزقه ومرضه الذى أصابه عن كبر أدى لحزنه الشديد واحتياجه دائمًا لمساعدة الآخرين خاصة فيما يتعلق بالطعام والشراب، يقول:" عملت حادثة مفاجأة ورجلى اتكسرت وفضلت فى البيت بقالى أكتر من 6 شهور عايز أعيش وأكل ولادي البيت بحتاج لبس وأكل وشرب".

انتقل فترة من حياته بين الترحال بحثًا عن موردًا لرزقه، يستكمل قائلًا:"اشتغلت فترة بمستشفى عين شمس التخصصي، وكنت بقبض 800 جنيه يعملوا إيه فى الزمن دا أعيش بيهم ازاى وكل حاجة غالية من حولينا، ودايمًا بكون حامد ربنا على كل حال، لكن عندي مصاريف ولاد ودروس وكهرباء كل شهر ومية".