المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"صور" .. لو علموا تاريخ الألفي ما احتفلوا بـ " عيد الفطر2018 " في شارعه

السبت 16/يونيو/2018 - 01:36 ص
وسيم عفيفي
طباعة
أجواء احتفالية عمت أرجاء وسط القاهرة في احتفالات عيد الفطر بكل أرجاء شوارعه وطرقاته والتي كانت أشهرها شارع الألفي للمشاة المتفرع من شارع طلعت باشا حرب، ولاقى هذا الشارع شهرة واسعةً في التاريخ نظراً لرونق الشارع فضلاً عن وجود منشآت أثرية بالشارع، غير أن الشخصية نفسها غير معروف ما الذي فعلته في التاريخ المصري حتى يُخَلَّد بشارع ولو عرف الكثيرون قصة الألفي ما احتلفوا بالعيد في شارعه بل لطالبوا بتغيير اسم الشارع أصلاً.
محمد الألفي
محمد الألفي
كان محمد بك الألفي أبرز زعماء المماليك سياسياً ويتمثل فكره السياسي أن يساعد الإنجليز في احتلال ثغور مصر الرئيسية "الإسكندرية، ورشيد، ودمياط"، مقابل أن تسعى إنجلترا لدى الدولة العثمانية لكي توافق على أن يصبح حكم مصر بيد المماليك.

وفق توثيق كتاب عصر محمد علي للمؤرخ عبدالرحمن الرافعي، فإن محمد بك الألفي، جلبه بعض التجار إلى مصر في عام 1775، واشتراه أحمد جاويش المعروف بـ "المجنون"، فأقام في بيته أياما فلم تعجبه أوضاعه، فطلب منه بيع نفسه فباعه لسليم أغا الغزاوي المعروف بـ "تمرلنك " فأقام عنده شهور ثم أهداه إلى مراد بك فأعطاه نظيره ألف إردب من الغلال فلذلك سمي بالألفي ثم أعتقه مراد بك.
بلاط السلطان العثماني
بلاط السلطان العثماني في الآستانة
يعد محمد الألفي واحدًا من كبار قادة المماليك، وقيل عنه أنه قائدًا سياسيًا محنكًا إلا أنه كان صنيعة السياسة الإنجليزية في مصر ورسول المماليك لدي الإنجليز، ولما تم جلاء الإنجليز عن الإسكندرية رحل معهم الألفي وولي وجهه قبلة الحكومة الإنجليزية يستمد منها المعونة والنجدة ليتولى المماليك زمام الحكم في مقابل ولائهم لها واحتلال ثغور مصر، وهذا كان معناه طلب الحماية الإنجليزية.

وصل الألفي إلى لندن بعد رحلة طويلة، فأكرم الإنجليز مثواه ورحبت به الصحف البريطانية، وبقي في عاصمة الإنجليز من أوائل أكتوبر 1803 إلى أواخر ديسمبر من ذات العام، قابل خلال إقامته بها أقطاب السياسة الإنجليزية وحظا بمقابلة الملك جورج الثالث وولي عهده، وعرض على الحكومة البريطانية كتابة أن تشمل المماليك بمساعدتها وحمايتها، وكانت إنجلترا وقتئذ تسعى إلى كسب ثقة تركيا لتحول بينها وبين صداقة فرنسا، فلم تشأ أن تغضب الحكومة التركية بإعلان حمايتها للمماليك وأهملت شأن الألفي زمنًا ما.
أبو قير قديما
أبو قير قديما
علمت إنجلترا بفوز المماليك واستيلائهم على زمام الحكم وتراجع نفوذ الترك في مصر، غيرت خطتها حيال الألفي وأرادت أن تستغل هذا التغيير لتشد أزر المماليك، فكتبت وزارة الخارجية إلى الألفي رسالة وعدته بوساطة سفيرها في الآستانة للتوفيق بين الباب العالي والمماليك وأن تعمل كذلك على حماية مصالح البكوات في مصر على قاعدة المزايا التي كانوا يتمتعون بها قبل الحملة الفرنسية.

نفذت الحكومة الإنجليزية وعدها للألفي وأرسلت إلى القائم بالأعمال بسفارتها بالآستانة مذكرة بوجهة نظرها ليفضي بفحواها إلى الباب العالي أعربت فيها عن رغبتها في توطيد النظام في مصر، ونوهت بما بذلته من الجهود في سبيل إخراج الفرنسيين منها وما أداه المماليك من الخدمات للجيش الإنجليزي بها، و أن هذه الخدمات تخول لهم الحق في استرداد امتيازاتهم القديمة في مصر، وطلبت من الباب العالي تسوية علاقته مع المماليك على قاعدة اعترافهم بسيادة تركيا في مقابل استرجاعهم زمام الحكم وتمتعهم بالمزايا التي كانت لهم قبل الحملة الفرنسية، وطلبت الحكومة الإنجليزية في مذكرتها أن يتعهد لها الباب العالي بتنفيذ هذه التسوية.
البرديسي - رسمة تعبيرية
البرديسي - رسمة تعبيرية
أخفقت إنجلترا في مساعيها ورجع الألفي من إنجلترا على سفينة حربية إنجليزية، ووصل إلى أبي قير في 12 فبراير 1804 وسار إلى رشيد ومنها إلى القاهرة، وعندما علم محمد علي بعودته فكر في التخلص من الألفي، لكن الحظ سخر له البرديسي ليخلصه من خصمه، فلقد كان البرديسي يريد أن يستأثر وحده بحكم مصر، وكان الألفي هو منافسه الوحيد، ولكن محمد بك الألفي استطاع الهرب إلى الصعيد، حيث أخذ يحاول أن يجمع شمل أتباعه من جديد.

لم يكن النزاع بين الألفي وعثمان بك البرديسي قوامه الفكرة السياسية وإنما يكمن في الحقد والتنافس على السلطة والحكم، وعندما بعث البرديسي رجاله للقبض على الألفي وقتله هرب الألفي إلى الصعيد حيث أخذ في تكوين حزب يناصره، وهكذا انقسم المماليك على أنفسهم، فكان من الأسباب التي عجلت بزوالهم.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads