المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

علاقات طِبق الأصل.. الرباعي المتشابه "جاهين و مكاوي" ، "نجم و إمام"

الإثنين 02/يوليو/2018 - 06:01 م
مريم مرتضى
طباعة
نادرًا ما تجد شخص يتشابه معك في صفاتك الشخصية، ويستطيع عقله استيعاب افكارك واحتوائها، شخص تشعر معه وكأنك بجولة داخل نفسك وتكتشفها من جديد، في الوسط الفني شاهدنا ثنائيتين جسدتا تلك العلاقة حرفيًا الأولى كانت ثنائية "جاهين ، مكاوي"، والثانية ثنائية "نجم ، إمام"، الثنائيتين متشابهتين كثيرًا نفس العلاقة والظروف والأحداث، كل ثنائي منهما اعتبر الثاني أخًا ورفيق روح، الإختلاف الوحيد بينهما أن الأولى لم تشبها أي شائبة طوال علاقتهما والثانية نشب بها خلاف فرق بين "أحمد فؤاد نجم" و "الشيخ إمام"، كيف بدأت علاقتهم؟، وإلى ماذا وصلت ؟.

تستعرض لكم «بوابة المواطن» أهم اللقطات في حياة "الرباعي المتشابهة" :

"نجم ، إمام"
لم تكن العلاقة بينهما علاقة عادية أبدًا، فقد كانا تؤام روح ومتشابهين في الفكر والإبداع، وكان الشيخ إمام كفيفًا فقد بصره صغيرًا، لكنه كان يعتبر "أحمد فؤاد نجم" عينيه، حيث كان الأخير يذهب معه في كل مكان، ويصف له ما حوله.
ومثلما قال "نجم" في أحد حواراته سابقًا: "كان صوتي وكنت أنا عينيه"، ويروي "نجم" أنه ذات مرة همّ ضابطًا أن يضرب الشيخ إمام بالعصا على وجهه، فتصدى لها "نجم" بوجهه، ولم يستطع أن يتألم كي لا يُشعر "إمام" بشيء.
كان أول لقاء بينهما في عام 1962م، عن طريق أحد أقارب "نجم"، وقتها لم يكن "الشيخ إمام" قد بدأ في تلحين الأغاني، ولكنه كان شغوفًا بالموسيقى، وعندما قابل "نجم" ظهر التفاهم والإنسجام بينهما وقدما معًا عددًا لا بأس به من الأغاني، وبعد فترة أخذت نوعية الأغانى التي يصنعها الثنائي منحنى سياسي قاسي بعد هزيمة 1967م، وهيمنت عليها نغمة السخرية، مثل أغاني "بقرة حاحا"، و"الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا".


انتشرت ألحانهما بشكل واسع بين الناس، ولكن السُلطات الأمنية بدأت في الانتباه إليهما، وتم القبض عليهما وتوجيه تهمة تعاطي الحشيش لهما، لكن القاضي أطلق سراحهما، وظلت السلطات تلاحقهما حتي حكم عليهما بالمؤبد ولم يخرجا من السجن سوي بعد وفاة الرئيس أنور السادات الذي يقول "نجم" إنه أقسم بألا يخرجا ومن معهما من مساجين، سوي بعد وفاته وهو ما قد كان.


وذاع صيتهما بشكل أكبر بعد عدد كبير من الأغاني التي تمس الواقع المصري، ومن هنا بدأت الخلافات تدب بينهما وأخذت العلاقة في الفتور شيئًا فشيئًا، حتى انفصلا تمامًا، وسبب الخلاف بينهما ليس معروفًا بدقة فقد انتشرت العديد من الروايات حول هذا الموضوع البعض يقول أنها خلافات مهنية أو سياسية أو حتى مالية، لكن الأهم أنه على العكس من علاقة "جاهين ، مكاوي" تفتت علاقة الثنائي الأخر وانفصلا عن بعضهما تمامًا، حتى وقت وفاة "إمام" لم يذهب "نجم" إلى الجنازة.



"جاهين ، مكاوي"

الصدفة كانت البطل الرئيسي في الجمع بين ثُنائي فني لا مثيل له، "صلاح جاهين" و "سيد مكاوي" تشابهت صفاتهما الفنية والشخصية أيضًا، كان أحدهما موسيقي بارع تميز بالذكاء والموهبة المتفردة على الرغم من من أنه كفيف، والأخر كان واحد من أهم الشعراء في تاريخ مصر، جمع القدر بين الأثنين وأبى أن يفرق بينهما حتى الموت، وعلى الرغم من وفاتهما إلا ن أعمالهما لا تزال حاضرة في الأذهان إلى الآن شاهدة على عبقريتهما.
عندما كان "صلاح جاهين" يستمع لأحد المحطات الإذاعية، شدى صوت "سيد مكاوي" بأغنية "أخر حلاوة مفيش كدا" وقرر وقتها أن يتعرف على ذلك المطرب، وذهب تاني يوم إلى مقهى بحي المنيرة، وإذا به يقابل "سيد مكاوي" وجهًا لوجه وكأنه لقاء مدبر، وداعبه "مكاوي" قائلًا "أنا في إنتظارك مليت". 



ومن وقتها استمر تعاون الثنائي الفني وشكلا معًا فريق عمل أشبه بتوأم الروح، كان جاهين يكتب ومكاوي يترجم الكلمات لألحان، وشهدا معًا مراحل صعبة في تاريخ مصر والحياة السياسية، مثل أحداث الهزيمة وقصف بحر البقر، ومصنع أبو زعبل، وحلما بالانتصار، وقدما معًا رائعة "الليلة الكبيرة"، وقد صور "جاهين" صداقتهما في أغنية "الصهبجية"، والتي تُعد من أشهر أعماله الغنائية، و داعب بها رفيق مشواره : قائلاً: «يا منورني في القعدة تملى.. آه يالالي»، فكان مكاوي يمُسك العود ويدندن وجاهين يجلس أمامه، لتتحول جلسة الأصدقاء إلى واحدة من أشهر أغاني الصُحبة والأصدقاء.


وربطهما القدر في يوم الرحيل أيضًا حيث رحلا في يوم 21 أبريل، ولكن صلاح جاهين رحل عام 1986م، بينما رحل سيد مكاوي عام 1997م، لتظل ذاكراهما حاضرة معا إلى الأبد مثلما تظل أعمالهما شاهدة على عبقريتهما.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads