المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

القصة الحقيقية لبطل المخابرات المصرية العميل 1001 في إسرائيل

الجمعة 13/يوليو/2018 - 12:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
قبل عرض مسلسل العميل 1001 ، لم تكن تلك القصة معروفة، ومع الحلقة الأخيرة تناولت كافة الأبحاث قصة الشهيد عمرو طلبة، أحد أهم عناصر سلاح المخابرات المصرية في حرب أكتوبر العظيمة، وظلت تفاصيل قصته ونهايته حبيسة الأدراج حتى كتب الكاتب نبيل فاروق تفاصيل الشخصية.

وفق مقالات الكاتب نبيل فاروق في مجلة "الشباب"، وسلسلة كتب "كوكتيل" بقلم الكاتب نفسه، والقصة الحقيقية التي نقلها أحد ضابط المخابرات المصرية في كتابه "شهيد اسمه موشي"، والتي قدمت على هيئة مسلسل إذاعي.

عمرو مصطفى طلبة ، تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي، وتطلب ذلك مراجعة أكثر من 3 آلاف ملف لكل يهودي عاش في مصر، وبدأت العملية عام 1969، عقب "نكسة يونيو"، حين فكرت المخابرات المصرية بزرع العديد من الشباب داخل المجتمع الإسرائيلي، وكان الهدف من العملية الحصول على معلومات عن الجيش والمجتمع الإسرائيلي، و كان رمزه الكودي في المخابرات المصرية 1001.

انتحل شخصية شاب يهودي اسمه موشي زكي رافئ، توفى في مستشفى "المبرة" في طنطاـ ولم يستدل على أهله لإبلاغهم بخبر وفاته، فاستغلت المخابرات المصرية الأمر، وتدرب على أجهزة اللاسلكي، وأخذ الكثير من الاختبارات من أجل إجادة اللغة العبرية.

تم اختيار "عمرو" للمهمة، وترك والده ووالدته وخطيبته بحجة أنه مسافر إلى بعثة عسكرية في موسكو، ولكنه اتجه إلى اليونان من أجل بدء العملية بالاتفاق مع جهاز المخابرات المصري.

في اليونان تظاهر بأنه يبحث عن عمل، وتعرف على بحار يهودي الديانة، سهل له العمل على نفس السفينة التي كان يعمل بها، ثم عرض عليه تقديم طلب هجرة إلى إسرائيل.

تظاهر "عمرو" بأنه شاب يهودي يحلم بالهجرة إلى "أرض الميعاد" إسرائيل، وأنه يريد السفر إلى "جنة الله على الأرض"، كما كان يقول اليهود في ذلك الوقت، ثم قدم "عمرو" طلبًا للهجرة، لكنه يتعرض للمضايقات والعقبات في سبيل الموافقة على الطلب، ثم يأخذ الموافقة.

قضى وقتًا داخل معسكرات المهاجرين، وهناك تم تعليمه اللغة العبرية بشكل أوسع، حتى يستطيع التعايش في المجتمع الإسرائيلي؛ وداخل المعسكر تعرف "عمرو" على رجل عجوز، ساعده وأعطاه عنوان قريب له يعيش في القدس، من أجل توفير العمل له.

بدأ العمل داخل إسرائيل في مستشفى، واستطاع التقرب من أحد الأطباء بها، والتظاهر بأنه شخص خدوم، ما جعل الطبيب يساعده، ويعرض عليه الإقامه معه، ثم نقله معه إلى مستشفى جديد في تل أبيب.

عمل داخل مكتبة، واستغل وسامته ولباقته وحسن مظهره في السيطرة على مشاعر صاحبة المكتبة العجوز، وكانت له الكلمة الأولى داخل المكتبة، وتسلم أمر كل صغيرة وكبيرة بها، ومكنه ذلك من التعرف على إحدى عضوات الكنيست الإسرائيلي، وتدعى "سوناتا".

أحبته "سوناتا" وتعلقت به وتعودت على لقائه، فيستغل عمال المكتبة الأمر وينقلوه إلى صاحبتها بسبب حقدهم عليه لتوليه جميع الأمور، وتغضب عليه صاحبة المكتبة وتطرده، وينتقل للعيش في مكتب عضو الكنيست، لكن صاحبة المكتبة أرادت الانتقام فأوشت به وأبلغت المخابرات الحربية الإسرائيلية بأنه متهرب من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.

ألقت المخابرات الإسرائيلية القبض عليه، لكن "سوناتا" تستغل علاقاتها، وتستطيع الإفراج عنه في النهاية، وساعدته "سوناتا" وجعلته يتعين في موقع خدمي قريب من تل أبيب، ولأنه يهودي عربي يجيد اللغة العبرية ساعده ذلك في العمل كمراجع للخطابات التي يرسلها المجندون داخل الجيش الإسرائيلي.

كان رجال المخابرات المصرية يتابعونه في ذلك الوقت، لكنهم لم يحاولوا الاتصال به، ثم بدأت مهمته بعد تعيينه مراجع للخطابات، ما أمكنه الاطلاع على الكثير من المعلومات الهامة.
أرسلت المخابرات المصرية له جهاز لاسلكي آمن ومعقد، لاستخدامه في توصيل المعلومة إلى القيادة في مصر، واستطاع إرسال الكثير من المعلومات، توصف بأنها "شديد الخطورة والأهمية"، إلى القيادة المصرية، وساهمت تلك المعلومات بشكل كبير في حرب أكتوبر 1973.

أبلغ القيادة المصرية بالكثير من المعلومات عن موقع الرادارات ومنصات الصواريخ الإسرائيلية والكتائب، وأصدرت المخابرات المصرية له أمرًا بافتعال مشكلة مع "سوناتا"، كي تغضب وتستغل نفوذها وتحاول إبعاده ونقله إلى سيناء، مركز الحرب، والمكان الذي تتوافر فيه المعلومات الأكثر أهمية.

أحضر "عمرو" فتاة وذهب بها إلى منزل "سوناتا"، ثم عمد إلى أن تراه عضوة "الكنيست الإسرائيلي" في غرفة النوم مع الفتاة، وفعلت "سوناتا" ما أملته القيادة في مصر، وغضبت كثيرًا واستغلت نفوذها، وتم نقله إلى سيناء، وأرسل في تلك الفترة المعلومات الأكثر خطورة وحساسية، وأبلغ القيادة عن مواقع الرادارات والصواريخ المضادة للطائرات، بالإضافة إلى أماكن الكتائب الإسرائيلية، ومخازن الذخيرة.

في 6 أكتوبر 1973 قامت حرب أكتوبر، وانهار معها العديد من التحصينات الإسرائيلية، وتم نقل الكتيبة التي يعمل بها عمرو طلبة إلى خط المواجهة، وكان يرسل برقيات إلى المخابرات المصرية بشكل منتظم، في الأيام التي سبقت الحرب.
في الساعة الثانية إلا 10 دقائق ظهر 6 أكتوبر 1973، تلقى "العميل 1001" برقية تخبره فيها المخابرات بضرورة إنهاء عمله والتوجه إلى المبنى الخشبي الموجود به القافلة الطبية في "أم مرجم"، وأعطت المخابرات أمرًا للطيارين بعدم قصف المنطقة الطبية مهما كانت الأسباب.

عندما استقبل البرقية علم أن الحرب ستبدأ ورفض الانصياع لأوامر القيادة المصرية، لإدراكه أنه سيكون مفيد للغاية في ذلك الوقت بالنسبة للوضع المصري.
استطاع الحصول على جهاز إرسال صوتي، وقام بضبطه على موجة القيادة، واستطاعت المخابرات من خلاله الحصول على كم هائل من المعلومات.
أرسل العديد من البرقيات بشكل واضح وسريع ومباشر، وفي الساعة 2:35 دقيقة ظهرًا، بعث ببرقية بها نتائج قصف غرفة العمليات الإسرائيلية.

أعادت المخابرات سؤاله عن مكانه، وطلبت منه المغادرة فورًا وأقصى سرعة، فأرسل برقية قال فيها إن فرقته تلقت أمرًا بالانتقال إلى منطقة القنطرة شرق، وقال إنه سيرسل برقيات أخرى بالتفاصيل.
استطاع نقل صورة كاملة عما يحدث في الجانب الإسرائيلي حتى تلك اللحظة، لكنه لم يستطع استكمال الرسالة، إذ حدث انفجار في كتيبته واسُتشهد.

التقطت أجهزة الاستقبال اللاسلكية الإسرائيلية نداءً متكررًا على موجة خاصة من الساعة 3:40 دقيقة مساءً، بصوت مصري يقول: "أجب يا 1001، أجب"، لكن الأمر كان انتهى.
في الساعة 4:37 دقيقة مساءً، أمر مدير المخابرات المصرية، ضابط مخابرات القنطرة غرب، بالبحث عن جندي إسرائيلي في قافلة سيارات تتحرك من "أم مرجم" إلى "القنطرة شرق"، وأخبره أن يتصل بقائد الجيش الثاني ليصدر أمرًا بعدم إطلاق النار على أي فرد من تلك القافلة مهما كان السبب.

تعذر الاتصال بقائد الجيش الثاني بسبب الحرب، وعند الساعة 4:50 دقيقة مساءً، أبلغ ضابط المخابرات القيادة أنه يتعذر الوصول إلى "القنطرة شرق".
لم يستطع رجال الجيش الثاني الميداني المواجه لمنطقة "القنطرة شرق" في سيناء التعرف على مكان جثمان "العميل 1001".
تم إرسال طائرة هليكوبتر بها 3 مدنيين، 6 جنود، وضابط، لنقل جثمانه من منطقة "القنطرة شرق"، واستطاعت الطائرة التسلل إلى المواقع الإسرائيلية ليلًا، واقتحام خطوط العدو الإسرائيلي، وتم التعرف عليه.

تم وضعه في صندوق خشبي، وأدى الضابط التحية العسكرية له، وتم نقله داخل الطائرة إلى القاهرة وهو يرتدي لباس الجيش الإسرائيلي، وملفوف بعلم مصر، وقال ضابط المخابرات المصري، ماهر عبدالحميد، الذي شارك في نقل جثمانه: "حملناه عائدين دون أن نزرف عليه دمعة واحدة، فقد نال شرفًا لم نحظً به بعد".

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads