المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أهالي المناطق العشوائية: نحتاج للإنقاذ وليس الإبادة

الأربعاء 18/يوليو/2018 - 03:55 م
هاجر الصباغ
طباعة
بديهى بنا أن نتحدث عن السكن العشوائي والذي يعرف بأنه ظاهرة نمو الإسكان الشعبي الحر وذلك من منطلق محايد، حيث نشأ بإرادة كاملة للشعب في شكل شعبي سواء بالنسبة لتخطيطها الخطى أو عروض شوارعها أو أبعاد قطع الأراضى بها وقد استعمل التعبير الغير رسمى لكونه بدون ترخيص.

وفى معجمٍ جغرافي آخر عرف السكن العشوائي أنه" نمو مجتمعات وإنشاء مباني ومناطق لا تتماشى مع النسيج العمراني للمجتمعات التي تنمو بداخلها أو حولها ومتعارضة مع الاتجاهات الطبيعية للنمو والامتداد وهي مخالفة للقوانين المنظمة للعمران".

ومابين التعليم.. الصحة.. الإسكان، تلك الملفات المصرية المصيرية التي تشكل أزمات حياتية تهدد كيان الإنسان المصري ليس فى العشوائيات فقط ولكن فى مصر جميعها، تأتي الصحة على رأسهم، فهى المفتاح الأول الذي يأخذ منحنى لاتوفى كلمة خطير المعنى إذا ما جاز لنا قولها، فالعشوائيات هى تلك الجرثومة التى تنتظر وقتها لتنفجر وإذا ما انفجرت فجميع الأوبئة التى نحن فى غنى عنها تجتاح مصر بالكامل.

خبراء التخطيط أكدوا أن انتشار العشوائيات فى مصر بدأ مع أوائل القرن الماضى، ويرجع ذلك إلى عدم الالتزام بالمادة الدستورية رقم 28 لعام 2014، والتى نصت على عودة جميع المسطحات الخاصة بالدولة وانتهى الغرض من تخصيصها للمنفعة العامة إلى مصلحة الأملاك الأميرية وهو ما لم يحدث مما أدى إلى تحولها إلى عشوائيات نتيجة عدم وجود واشراف أو حراسة لها ونتيجة لحركة العمران غير المسبوقة التي شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة. 

بالإضافة إلى الزيادة السكانية الطبيعية والهجرة من الريف إلى الحضر، كل ذلك عامل أساسى فى ظهور العشوائيات على أطراف المدن سواء على الأراضي الصحراوية المملوكة للدولة أو على الأراضي الزراعية عن طريق التقسيم غير الرسمي لتلك الأراضي وتغيير استعمالها من الزراعي إلى العمراني من دون الالتزام بالقوانين المنظمة للتخطيط العمراني والبناء.

وبتجوالنا فى مناطق العشوائيات لنستمع إلى المشاكل الصحية اصطدمنا بأحدهم "س.ع" إمرأة لم يتعدى عمرها الـ40 عامًا، تقبع فى مستنقع من الوحل، فضلًا عن الأمراض القابعة فى جسدها، نظرت بعين يشوبها بياضها الإصفرار وقالت:"وهى فين الصحة يا أستاذة، إحنا عايشين ودى آخر حاجة تهمنا".

وباستمرار التجول قابلنا "ع.أ" شاب لم يتجاوز مرحلة الشباب بعد بسنه ولكنه قد تجاوز الهرم بمشاكله، ضحك وتنهد بعمق ثم نظر لى وقال بأسى:" صحة إيه اللى هندور عليها ياآنسة، إحنا هنا بندور إزاى ناكل وده الأهم"، وبسؤاله عن مشاكل المنطقة التى بها ولماذا لا توجد هبها خدمات صحية، أجاب:" مشاكلنا كتير ومحتاجين حاجات أكتر".

وتابع "ع.أ" أن المنطقة تحتاج إلى وحدة صحية، وذلك بعدما نقلو الوحدة التابعة لهم، إلى منطقة بعيدة، وارتفع سعر التذكرة فأصبح الذي كان بالأمس ميسور، اليوم من المستحيلات".

مشاكل العشوائيات الصحية لم تنتهى ولن تنتهى، إلا بالتدخل الفورى لتلك الطائفة، وإنقاذهم مما هم فيه وليس إبادتهم كما ينادى الآخرون.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads