المواطن

عاجل
اقتصادي يتوقع تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه لـ 40 جنيه الفترة المقبلة بعد دخول سيولة دولارية كبيرة لمصر وزير التجارة والصناعة يبحث مع وزير المشروعات الإيطالي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين رئيس الوزراء يبحث مع مسئولي إمارة الفجيرة وشركة بروج للاستثمارات والغاز خطط التوسع المستقبلية في السوق المصرية محافظ البحر الأحمر يستقبل السفيرة الأميركية لبحث أوجه التعاون المشترك وفرص الاستثمار السياحي والتنموي الجامعة المصرية الروسية تنظم ندوة توعية عن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.. صور أبناء بحري عن مبادرة كلنا واحد: أفضل جودة وأقل سعر رئيس إتحاد شباب الجامعات المصرية والعربية يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتقدم الجديد لجامعة القاهرة في تصنيف QS البريطاني برعاية وزيرة الثقافة الأوبرا تحتفل بأعياد تحرير سيناء فى الاسكندرية قيادي بمستقبل وطن: إطارات السيارات من الصناعات الحيوية ذات تأثير في الاقتصاد المحلي ضبط 42500 كيلو جرام حشيش و سلاحين خرطوش بالإسكندرية
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

حكايات مصر الحلوة الشقيانة .. البشاشة سر الرزق والتراث المعماري ينافس شموخ صعيد مصر

الجمعة 21/سبتمبر/2018 - 05:13 م
شيماء اليوسف - تصوير همسة حمدي و هشام صبحي
طباعة
مصر الحلوة الشقيانة في صورة و حكاية .. لقطات سابحة في سماء قاهرة المعز يرصدها مراسلو بوابتنا " المواطن" من عتبات الشوارع و زوايا الحياة البسيطة العريقة التاريخ، بين العمارة العتيقة و الزحام، أشخاص مبتسمون و آخرين تائهين في ملكوت المعيشة، و غيرهم على درب الكفاح يمضون، بين الأنوار المرصعة بالفضة النهارية و السحر الليلي المكحل بالظلام الساهر، و غروب يصطحب الشمس إلى منزلها، وحدنا نجسد بالأحرف قصص تحملها الصور. 
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق 
طفلة مصرية
طفلة مصرية
في مصر الحلوة الشقيانة حملت تلك الأم طفلتها لتلفها في ملأه ذات تاريخ تراثي إسكندراني ، في دلال و حب، تقف خلف ظهرها تسندها خشية أن تقع من فوق ذلك الحجر الصلب، و من في هذا الكون أحن على طفل من المرأة التي حملته و هنا على وهن و جعل الله نعيم الجنة تحت قديمها، و يديها اللتين توجا الأيقونة الجمالية الصغيرة بعناية، يجسدا عناية الأم التي تظل سترا و متكئا لأطفالها حتى ترحل، تناسقت ألوان ثيابها تماما مع نظرة التفاؤل التي تزين ثغري طفلتها، التي تبعث الفرح في كل من نظر إليها، في مصر الحلوة الشقيانة الأم هي سر نجاح كل حكاية.  
يا مسافر وحدك .. خد قلبي معاك 
سائق
سائق
كل الأرصفة في مصر الحلوة الشقيانة تشبه ملامحنا، تشبه ضجيج الاحتياج الذي يسكن دواخلنا، حتى ذلك الرجل الذي ينظر من نافذة سياراته التي تحتاج قرنا من الصبر ليصلحها، و نظرته التائهة هذه تنقل في بشاشته حكايات مصر الحلوة الشقيانة،  علامات وجهه مليئة بالحكايات التي لا تحيط به، كأنها شبكة عنكبوتية، حتى إنها دهست الجانب الخلفي لسيارته، و لكنها لم تستطع دهس الروح الأمل في روحه. 
الشمس و هي مروحة .. غروب بلا غربة 
الغروب في مصر
الغروب في مصر
في مصر الحلوة الشقيانة الغروب له طابع خاص فيعد مصدر إلهام للشعراء و العشاق، و يعلمنا الغروب بأن هناك محطات من حياتنا ستنتهي بالرحيل، إن كنا سنرحل أحبتنا أو نرحل أرضنا أو نرحل الحياة فالرحيل لا مفر منه ويبقى طيب الأثر خلف جفن الغروب، ففيه نعيش أجواء الصمت و حكايات الشوق، فنلتقي بالخيال عند الغروب، ثم نأخذه معنا نحو الظلام و نتوه بأحلامنا هناك، حتى إن تقاطعت أفكارنا مع قطار الزمن فإن للغروب و احمرار أشعته له رونقه و بريقه و سحره الخاص على أرض الفراعنة. 
الالتزام بضوابط المرور تحضر و أمان 
شارة مرور
شارة مرور
إشارة المرور بتقولنا انتباه..  اتجمعوا طابور عند عبور المشاة، أغنية قديمة ركزت في خواطري منذ الطفولة، كنت أسمعها في إحدى القنوات التي تعرض مواد إعلامية خاصة بالأطفال، عندما قامت ليلى نظمي بدور ضابط مرور و أخذت تشرح شارات المرور للأطفال وهم حولها يلعبون و يهللون، تنصحهم في دعابة و مرح قائلة " استنى و خالي بالك بص يمينك وشمالك" حكاية من حكايات مصر الحلوة الشقيانة " . 
الأطفال ثمرة اليوم ومستقبل الغد 
طفل يبيع مسابح
طفل يبيع مسابح
لطيفة تلك الابتسامة التي رقدت على وجه هذا الطفل الرقيق، يحمل المسابح على يديه في بهجة و عناية، واثق تماما في وقفته، يستعد في ثبات ليلتقط مراسنا صورة لوجهه الحسن، و هو على عجلة من أمره، حتى النافذة التي تقف خلفه غامرة بالإتقان، شيء ما جعل ملامحه صافيه كعناقيد المطر في الشتاء، الأسود يليق به تماما، تحمل ملابسه لاعبه المفضل الذي يقتدي بنجاحه، عساه يمضي على ذلك الدرب، و لو نظرنا بإمعان للجانب الأخر من هذه اللقطة لفرض الأمر علينا أن نهتم بهؤلاء الأشخاص الذين يقتدوا بهم أطفالنا فأن الواقع يتطلب رعاية فكرية صحيحة لهم، ومصر الحلوة الشقيانة عامرة بالرموز الملهمة في كافة المجلات.  
الهندسة المعمارية في مصر.. عراقة بدأت من العصر الفرعوني
أحد المساجد المصرية
أحد المساجد المصرية
في مصر الحلوة الشقيانة قباب عالية و عتيقة، تاريخها يمتد إلى الحضارات البشرية الأولى، و إن فسدت الفن الحديث، يبقى القديم قائما على أصولها فلو قارنت بين البنيانين المتجاورين لعمارة حديثة ممزقة الأحجار و مسجد يمتد في بنيانه على طول إلى الآفاق المديدة، يقف كالوتد، عجوز في العمر و شاب في البنيان، تعانقه السماء في سلامة و إن كان رمزا دينيا فهو بالكاد رمزا تراثيا و أثريا و حضاريا أصيلا. 
بشاشة وشه سر رزقه .. و الأرزاق على الله
بائع ملابس
بائع ملابس
في حكايات  مصر الحلوة الشقيانة، تشهد قصص من صميم الواقع في صورة، كهذا المسن العجوز الذي أبى أن يكون متسولا أو ثقيلا على غيره، كل همه أن يسترزق من عرق جبينه، ففي أحلك سواد الليل يقف على عربته يبتاع الملابس الزهيدة الأثمان ليأتي منها قوت يومه و لقمة عيشه، يضع يده على صدره في نظرة حمد، الشيب يدب رأسه و الشيخوخة تعثر أقدامه، و لكن كرامته غالية، و ماء وجهه ليس باليسر أن يذله العمر، و من منا لا يتمنى أن يعيش باقي أيام حياته و هو مرفوع الرأس غالي على نفسه. 
رايحة بينا على فين يا دنيا 

بائع الجوافة
بائع الجوافة
مائة سؤال و نظيره تحوم داخل رأس هذا الصبي، المسروقة طفولته، رغم ملامحه الصغيرة على الهم، يجلس في عتاب مع الدهر، و في روحه ألف حاجة طفولية تريد أن تريد أن تخرج و تلعب و تعيش سنها و لعبها، ذكرني بالممثل أحمد سعد و دوره في مسلسل " شارع عبدالعزيز " لما كان يناضل صعوبات الحياة من أجل أن يعيش و يأكل و يشرب من أجل علاج أبيه المريض و حالتهم الفقيرة الشبه معدمة، هو تماما يماثله حتى في بدنه الهزيل، لقطة ليست بالعابرة، ولكنها تجسد حكاية وواقع من حكايات مصر الحلوة الشقيانة. 
نظرة معاصرة و لكنها تنتمي لعصور اختفت 
بائع خردوات
بائع خردوات
أبهة اجتماعية و وقفة خاصة على الطراز البشاواتي، كأن مراسلنا كان يلتقط صورة لأحد باشاوات العصور الخديوية، منظاره عريض جدا متناسب شكليا مع ثقافة الصورة المتلقطة،  لا يعبأ بأي من المحتويات غير المرتبة التي تجاوره و كأنها هي الأخرى تعود لعصر الاحتلال البريطاني الذي قهرته مصر، منسجما جدا مع سيجاره الذي كاد يحرق يده لكن عظمة الصورة كانت تحتم عليه التركيز.
عندما ترى وجه الصعيد كله في صورة 
أحد أحياء القاهرة
أحد أحياء القاهرة
هل سافرت إلى صعيد مصر مسبقا، ورأيت الهيبة الشامخة في حناجرهم و خشونة سير أقدامهم و ملابسهم المتينة؟ إن كنت لم تذهب هناك فهذه اللقطة العميقة للغاية تروي لك إحدى قصص حكايات مصر الحلوة الشقيانة، جلباب لامع ناصع النظافة، و عمة عالية، و رأس شامخة خطوات متزنة و متسقة، تعايش تماما صعيد مصر المتزن المتناسق الفياض غزير الكرم، لا يمكن أن تزوره مرة و تنسى هذه الزيارة أو لا تفكر في تكرارها، فروائح الأفران المصنوعة من الطين تأخذك إلى هناك أنفاسك ستتعلق بأجوائه العطرة و هوائه النسم الطليق و طيبة أهله و حسن استقبالهم. 

الدرة المشوية في ليالي القاهرة 
بائع الذرة الشامية
بائع الذرة الشامية
على مداد البحث عن لقمة العيش، جلس هذا الرجل على نصف الرصيف الأخر من الطريق، يبتاع الذرة الشامية، بعد تسويتها على نار هادئة قائمة على الفحم، يجذب المارين بروائه الشهية، هو الرزق ينادي أصحابه عينيه غارقة في ناحية أخرى من مجلسه المتكئ على جوال، الظلام يحويه من كل جانب و لكنه لا يعبأ بهذا الظلام فعجلة الحياة تدور و لا تنتظر أحد، كفلسفة قطار سريع متجه من القاهرة و حتى أسوان جنوبا. 
أضحك و سيبها على الله 
طفل مصري
طفل مصري
كأنها ماضي للبحث عن طفولته، و لكن العالم حوله لا يمنحه هذه الفرصة، فأقوام القمامة التي تحيط مكان وقوفه كما لو كانت مثل أقوام العثرات التي تقف في طريقه، و لكنه يكابر و يعاند و يقف على أقوام القمامة و يمضى بعيدا عنها حتى يذهب إلى مكان عامرا بالنظافة، و هي بالضبط ثقافة الدنيا، فالمشكلات تحيطنا من كل جانب و لكننا نجبر طوعا و انصياعا و جهدا و كفاحا أن ندوس على هذه المشكلات لكي نعيش و نحيا. 
التراث المعماري المصري.. كنز هندسي فريد 
المعمار الهندسي المصري
المعمار الهندسي المصري
الطراز المعماري في مصر الحلوة الشقيانة داخل كل التراث الأثري و الإثري الذي تملكه مصر تجد تكنيك و دقة شديدة في الإبداع، عراقة حتى في أبسط التفاصيل الشرفات و هندستها النوافذ عبقريتها، مهما بلغ طول الأعمدة إلا أنها صلبة و ثابتة، حتى الألوان التي نقشت بها اختيرت بعانية عصرية لتناسب جميع العصور والفترات الزمنية.  

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads