تهمة جديدة تلاحق الفيس بوك .. والسبب موظفيه
الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 03:50 م
سمية الحصّاوي
طباعة
يعتبر عام 2018 عامًا حافلًا بالقضايا الموجهة ضد الفيس بوك، حيث رفعت اليوم، قضية جديدة ضده، وهي بالنيابة عن مراقبي المحتوى العاملين لديه، حيث يدعون أنهم لا يتمتعون بالحماية المناسبة ضد الصدمات النفسية واضطراب ما بعد الصدمة الذي يسببه المحتوى الذي يشاهدونه.
حيث رفعت سيلينا سكولا، وهي موظفة سابقة في الفيس بوك، دعوى ضد الفيس بوك، وينوب عنها في هذه القضية كل من جوزيف سافيري للمحاماة ، ومكتب بيرنز تشارست ، ومكتب القانون في ويليام موست في المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا.
ووفقا للدعوى، عملت سكولا كمراقب عام على المحتوى في مكاتب الفيس بوك من ما يقرب من 19 يونيو 2017 وحتى 1 مارس 2018. وزعمت سكولا في الدعوى القضائية أنها شُخِّصت رسمياً بأنها تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بعد أن عانت من أعراض تشمل الإرهاق والأرق والقلق الاجتماعي، وتثار هذه الأعراض من خلال أفعال تشمل لمس فأرة الكومبيوتر، ودخول مبنى بارد، ورؤية العنف على شاشات التلفزيون، سماع أصوات عالية أو تتعرض للدهشة، أو من خلال تذكرها أو وصفها للمشاهدات التي شاهدتها خلال فترة مراقبتها للمحتوى، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
التعرض للضغط النفسي
وقال محامي على علم بالقضية، طلب عدم ذكر اسمه، إن تفاصيل أخرى عن تجارب سكولا لن تكون متاحة علنًا إلى أن تمنح المحكمة الإذن بتعديل الشكوى، ومن أجل تجنب انتهاك اتفاقية عدم الإفشاء التي وقعت عليها مع فيس بوك، حسبما ذكر آدويك الأمريكي.
أجاب مدير اتصالات الشركات في موقع Facebook Bertie Thomson على الدعوى بهذا البيان: "إننا نراجع هذه المطالبة حاليًا، نحن ندرك أن هذا العمل يمكن أن يكون صعباً في كثير من الأحيان، وهذا هو السبب في أننا نأخذ الدعم من المشرفين على المحتوى لدينا بشكل جدي بشكل لا يصدق، بدءا من تدريبهم، والمميزات التي يحصلون عليها، وضمان أن كل شخص يقوم بمراجعة محتوى فيس بوك يقدم له الدعم النفسي، ويتلقى موظفو Facebook هذا الدعم داخل الشركة، ونطلب من الشركات التي نتشارك معها في مراجعة المحتوى توفير الموارد والدعم النفسي اللازم للعاملين، بما في ذلك الاستشارات النفسية - المتوفرة في الموقع الذي يعمل فيه المدعي - والأساليب العلاجية الأخرى، مثل الذهاب لمناطق استرخاء المتواجدة في العديد من منشآتنا الكبيرة".
وقال كوري نيلسون، شريك بيرست تشارست، في بيان أعلن فيه عن الدعوى القضائية: "يتجاهل فيس بوك واجبه في توفير مكان عمل آمن وبدلا من ذلك يخلق بابًا متجددًا لمراقبي المحتوى الذين يصابون بصدمة لا يمكن إصلاحها بسبب ما شاهدوه أثناء العمل".
واستشهدت الدعوى بمحتوى مثل "مقاطع الفيديو والصور والبث المباشر للاعتداء الجنسي على الأطفال، والاغتصاب، والتعذيب، وقطع الرؤوس، والانتحار، والقتل".
وزعمت الدعوى القضائية أيضًا أن فيس بوك لا يتبع المعايير الصناعية المتبعة في التدريب والمشورة ودعم المشرفين على المحتوى الذي وضعته الشبكة الاجتماعية ومنصات الإنترنت الأخرى منذ أكثر من عقد واحد.
مؤسس الفيس بوك مارك زوجبيرج
ويذكر أنه في مطلع عام 2015، نشر دليل يحتوي على توصيات للمرشحين للحصول على مناصب منسق المحتوى، وذلك لتشجيع أصحاب العمل على الحد من الوقت الذي يتعرض فيه هؤلاء الأطفال للمواد الإباحية الموجهة لهم، وتقديم جلسات استشارية جماعية وفردية إلزامية يديرها متخصصون مع تدريب متخصص على التدخل في الصدمات النفسية، والسماح للمشرفين بالانسحاب من التعرض للمواد الإباحية المتعلقة بالأطفال، وتشجيع الموظفين على العمل في مشاريع أخرى، وضمان عدم قيام المشرفين بمشاهدة المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال قبل ساعة من مغادرة العمل، والسماح له أيضّا بأخذ وقت راحة كافي للتعافي من الصدمات النفسية.
فيما قال المحامي ويليام موست من مكتب المحاماة ويليام موست في بيان بيرنز شاريست: "على فيس بوك التزام بتزويد مراقبي المحتوى الخاص بهم بمكان عمل آمن، حيث تنفذ شركات التكنولوجيا الأخرى ضمانات للتخفيف من الصدمات التي يتعرض لها مشرفو المحتوى، ويجب أن يطبق الفيسبوك نفس المستوى ".
تسعى سكولا، حسبما ذكرت الدعوى، للحصول على أمر قضائي يتطلب من كل من فيس بوك وبرو التميت، تقديم علاج ودعم إجباري وميداني مستمر في مجال الصحة العقلية، وتمويل برامج المراقبة الطبية لتسهيل التشخيص والعلاج المناسب لـ PTSD وأعراض أخرى.
ويشار إلى أن هناك أكثر من 7500 يعمل كمراجع المحتوى في الفيسبوك، بما في ذلك الموظفين المتفرغين وأصحاب العقود.
ويذكر أن الشبكة الاجتماعية، واجهت رقابة تنظيمية بسبب عدم القيام بما يكفي لمنع محتوى مثل الأخبار المزيفة وخطابات الكراهية على منصتها، فيما تعهد المدير التنفيذي مارك زوكربيرج بتصعيد الجهود لمواجهة ذلك من خلال عمليات التعيين الجماعي واستخدام الذكاء الاصطناعي.
