باحث سياسي لـ «بوابة المواطن»: على العرب حل قضية اللاجئين السوريين
الثلاثاء 26/فبراير/2019 - 05:45 م
مصطفى فرحات
طباعة
تشغل قضية اللاجئين السوريين الكثير من المجتمعات العربية ، فبعض الدول تخشى من فكرة قبول اللاجئين حتى لا تزيد أعباؤهم.
قضية اللاجئين السوريين
وفي هذا السياق يقول تيسير النجار الباحث في الشأن السوري لـ " بوابة المواطن " إن قضية اللاجئين لاينبغي أن تُسيس لصالح طرف من الأطراف سواء النظام السوري أي دولة من الدول التي يوجد بها عدد كبير من اللاجئين سواء كانت عربية أو أجنبية.
ويوضح " النجار " أن اللاجئ لم يصل لما وصل إليه فجأة بل كانت هناك دوافع عديدة أدت أن تصل الأمور لما وصلت إليه "لأن اللاجيء في سوريا كانت إنسانًا عاديًا يعيش حيا مستقرة في العمل والبيت"، ليجد فجأة معرضًا للقصف والموت ما اضطره أن يبحث عن الأمان في بلد آخر، فيما تعرض الكثير منهم إلى مشاكل ومضايقات بسبب عدم تمكنهم من إحضار جواز السفر "صار فيه مشاكل كبيرة لهم".
حول مناقشة قضايا اللجوء في القمة العربية، يقول "النجار" إن ذلك من الممكن أن يكون سببه المشاكل التي يتعرض لها اللاجئون في أكثر من بلد سواء عربي أو أجنبي، خصوصًا الدول الأوروبية التي أصبحت تستقبل أعدادًا ضخمة من اللاجئين من كل دول العالم، ويسقط كلامه على النموذج السوري فيقول إن هناك مشاكل عدة تواجه اللاجئين السوريين في لبنان نظرًا للتجازبات السياسية التي تواجهها الدولة، لذا حاولت أكثر من مرة أن تصدر للعالم سورة سيئة عن اللاجئين عن طريق تحميلهم نتيجة ما يحدث "عم بيقولوا اللاجئين خربوا لبنان"، وهو ما يعد في رأيه ظلمًا لهم حيث يقطن اللاجئون في مخيمات أعلى الجبال، ليتكرر المشهد ذاته في الأردن التي صرحت أكثر من مرة أن السوريين كانوا سببًا في تخريب البنية التحتية "هم قاعدين في صحراء ما فيه بنية تحتية ولا شيء"، مشيرًا أن تلك النداءات المتكررة تعتبر استعطافًا منهم للأمم المتحدة كي يحصلوا على الدعم لأنهم يأوون في بلادهم لاجئين.
بحسب تقرير للأمم المتحدة فإن أكبر عدد من اللاجئين المُحالين كان من سوريا 28 ألفا و200 لاجئ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية 21 ألفا و800 لاجئ، وإريتيريا 4300 لاجئ، وأفغانستان 4 آلاف لاجئًا، وأن نسبة تصل إلى حوالي 68% من التقديمات فى العام الماضى كانت مخصصة للناجين من العنف والتعذيب وللنساء اللائي لهن احتياجات حماية قانونية وجسدية والنساء والفتيات المعرضات للخطر، وأن أكثر من نصف طلبات إعادة التوطين 52% في عام 2018 كانت للأطفال.
وبحسب المحلل السوري فإن قضية اللجوء التي تشهدها بعض الدول كسوريا والعراق يفوق النكبة الفلسطينية، لأن اللاجئين أجبروا على الخروج وترك بلادهم وهذا يعد في رأيه أقسى الأشياء التي يمكن أن يعانيها أي إنسان، موضحًا أن السوريين عندما نزحوا إلى البلاد الأخرى كان لهم بصمات إيجابية في العديد من النواحي، وهذا ما ينفي التصور الذي تمتلكه بعض الدول عن اللجوء، بينما يتنمى أن يجد العرب حلًا للوضع السياسي في سوريا، وليس إنهاء الحرب فحسب.