أزمات حوادث القطارات تسجلها قرائح الشعراء
الخميس 28/فبراير/2019 - 11:02 م
محمد خالد الشرقاوي
طباعة
حوادث القطارات مسلسل من الرعب الواقعي تتكرر حلقاتُه يومًا بعد يوم، وكثيرًا ما أثارت مثل هذه الحوادث قرائح الشعراء؛ فتناولت أقلامهم هذه الأزمات المتكررة عبر أزمنة مختلفة فسجلتها لتبقى في ذاكرة الأدب العربي؛ لتؤكد أن هذا السيناريو أصبح مألوفًا في المجتمع العربي.
تناول الشاعر فؤاد حداد إحدى هذه الحوادث في قصيدة له بعنوان "قطر الصعيد"، وقد غنتها فرقة "إسكندريلا" بقيادة الملحن حازم شاهين، القصيدة تسجل إحدى حوادث القطارات بصعيد مصر، وترصد حالة المساوة في الأزمة بين طبقات المجتمع؛ فيقول "الدم مش واحد\ والعرق مش واحد\ والريحة مش واحدة\ إلا في قطر الصعيد".
تقدم القصيدة رصد لحالة الإهمال وضعف الامكانيات والتي تؤدي إلى مثل هذه الحوادث، وكأن الأحداث تكرر نفسها من جديد؛ لتصنع مسلسلًا مأساويًا.
لو أصبح على صدرك هم
على بعضي ما أقدرش أتلم
وأنا بنقل في بضايع دم
أنا قطر الصعيد.
على بعضي ما أقدرش أفوت
ولا عيني تزرع لي شطوط
ولا أقطف زمار التوت
أنا قطر الصعيد.
يأتي بعد ذلك الشاعر عبد الرحمن الأبنودي؛ فيقدم جزءً مكملًا لهذا السيناريو بقصيدة بعنوان "محطة القطار"، القصيدة ترصد واقع المجتمع المصري والعربي بما فيه من سلبيات، ويربط خلال القصيدة إحدى تلك الحوادث بحالة التردي الاجتماعي والثقافي العربي.
محطة للقطار
يدخلها بالصريخ وبالدخان وبالعفار
نوصلها في وضح الغروب
لا نحط إيد ولا ندارى عيوب
غربا ولا إحناش غرب
يزكمنا نفس القرب
والمتن والشروح والمن والإحسان
فصوص من الذنوب متبعترين
بواقي جند من هزايم الحروب
وهوايل الهروب
محملين بالذكريات نجتر
نوح اتبكي بلا روح
ونعاني من الاجترار
في الرمية ع الرصفان وع الأحجار
وكل شيخ فينا شاخ.
أزمة حوادث القطارت أصبحت تيمةً متكررةً في قصائد الشعراء، وإذا لم يتناول شاعر حادثة من هذه الحوادث في قصيدة كاملة؛ فقد ترد الإشارة إلى إحدى هذه الحوادث داخل القصيدة ضمن الأفكار الرئيسية التي يتناولها الشاعر خلال عملية الرصد الأدبي لوقائع المجتمع.
يشير الشاعر جمال بخيت في قصيدة "مش باقي مني" إلى إحدى هذه الحوادث المتكررة؛ فيقول:
مش باقي مني غير شوية لحم ف كتافي
بلاش يتبعتروا في البحر
بلاش يتحرقوا في قطر الصعيد ف العيد
بلاش لكلب الصيد تناوليهم
خدي اللي باقي من الأمل فيهم
وابني لي من عضمهم في كل حارة مقام
وزوريني مرة وحيدة لو كل ألفين عام.
وتأتي قصيدة "أرقام" للشاعر السعودي بدر بن عبد المحسن ضمن هذه السلسلة الأدبية من قصائد القطارات، القصيدة تقدم الأزمة من زاوية أخرى على المستوى العربي، فلم تقف القصيدة أمام الحوادث المصرية فقط.
في أخر الصفحة يسار
خبر صغير.. حادث قطار..مات أربعة
مكتوب في السطر الأخير
باقي التفاصيل
في الصفحة العشرين
على الثرى وبين الورق
أجسادهم مقطعة لجل المساحة ما تشيل
وفي باقي الصفحة صور
فنان.. وحصان.. وكور
وابحث عن الخبر الحزين
في نهاية الصفحة يمين
حادث قطار
ماتوا ثلاثة وطفل
وباختصار شديد
كان القطر هو الوحيد اللي باسم.
كان الشاعر المصري سعيد شحاتة في مقدمة الشعراء الذين رصدوا حادثة قطار محطة مصر الأخير، فكتب قصيدة بعنوان "كترتِ يا مصر في حبك للأكفان".
القصيدة تتناول مجموعة من الأحداث السلبية في المجتمع المصري؛ فيأتي در الشعراء بوصفهم عيون الوطن الساهره على حمايته، والتي تسجل وقائعه بحيادية دون الانحياز إلا لمحبة الوطن والحرص على ارتقائه.
القطر داس على جتتي اتهزيت
ورقصت جنبك وانحنيت وبكيت.
القطر داس على جتة الشارع
حسيت بموتك قمت واتوضيت.
عيل وعيل يبقوا ست عيال
الموت يا مصر اتولد على سكتك بشوال
طالعين نحيي العلم راجعين كفن متشال
يا ورد طارح عدم ريحة العدم بريال
عيل وعيل وعيل يبقوا ست عيال
وش القصيدة اتعجن جسم القصيدة هُزال
صوت القصيدة المخالف كَتِّفُه الأندال
والموت يا مصر أتولد على سكتك بشوال.
تناول الشاعر فؤاد حداد إحدى هذه الحوادث في قصيدة له بعنوان "قطر الصعيد"، وقد غنتها فرقة "إسكندريلا" بقيادة الملحن حازم شاهين، القصيدة تسجل إحدى حوادث القطارات بصعيد مصر، وترصد حالة المساوة في الأزمة بين طبقات المجتمع؛ فيقول "الدم مش واحد\ والعرق مش واحد\ والريحة مش واحدة\ إلا في قطر الصعيد".
تقدم القصيدة رصد لحالة الإهمال وضعف الامكانيات والتي تؤدي إلى مثل هذه الحوادث، وكأن الأحداث تكرر نفسها من جديد؛ لتصنع مسلسلًا مأساويًا.
لو أصبح على صدرك هم
على بعضي ما أقدرش أتلم
وأنا بنقل في بضايع دم
أنا قطر الصعيد.
على بعضي ما أقدرش أفوت
ولا عيني تزرع لي شطوط
ولا أقطف زمار التوت
أنا قطر الصعيد.
يأتي بعد ذلك الشاعر عبد الرحمن الأبنودي؛ فيقدم جزءً مكملًا لهذا السيناريو بقصيدة بعنوان "محطة القطار"، القصيدة ترصد واقع المجتمع المصري والعربي بما فيه من سلبيات، ويربط خلال القصيدة إحدى تلك الحوادث بحالة التردي الاجتماعي والثقافي العربي.
محطة للقطار
يدخلها بالصريخ وبالدخان وبالعفار
نوصلها في وضح الغروب
لا نحط إيد ولا ندارى عيوب
غربا ولا إحناش غرب
يزكمنا نفس القرب
والمتن والشروح والمن والإحسان
فصوص من الذنوب متبعترين
بواقي جند من هزايم الحروب
وهوايل الهروب
محملين بالذكريات نجتر
نوح اتبكي بلا روح
ونعاني من الاجترار
في الرمية ع الرصفان وع الأحجار
وكل شيخ فينا شاخ.
أزمة حوادث القطارت أصبحت تيمةً متكررةً في قصائد الشعراء، وإذا لم يتناول شاعر حادثة من هذه الحوادث في قصيدة كاملة؛ فقد ترد الإشارة إلى إحدى هذه الحوادث داخل القصيدة ضمن الأفكار الرئيسية التي يتناولها الشاعر خلال عملية الرصد الأدبي لوقائع المجتمع.
يشير الشاعر جمال بخيت في قصيدة "مش باقي مني" إلى إحدى هذه الحوادث المتكررة؛ فيقول:
مش باقي مني غير شوية لحم ف كتافي
بلاش يتبعتروا في البحر
بلاش يتحرقوا في قطر الصعيد ف العيد
بلاش لكلب الصيد تناوليهم
خدي اللي باقي من الأمل فيهم
وابني لي من عضمهم في كل حارة مقام
وزوريني مرة وحيدة لو كل ألفين عام.
وتأتي قصيدة "أرقام" للشاعر السعودي بدر بن عبد المحسن ضمن هذه السلسلة الأدبية من قصائد القطارات، القصيدة تقدم الأزمة من زاوية أخرى على المستوى العربي، فلم تقف القصيدة أمام الحوادث المصرية فقط.
في أخر الصفحة يسار
خبر صغير.. حادث قطار..مات أربعة
مكتوب في السطر الأخير
باقي التفاصيل
في الصفحة العشرين
على الثرى وبين الورق
أجسادهم مقطعة لجل المساحة ما تشيل
وفي باقي الصفحة صور
فنان.. وحصان.. وكور
وابحث عن الخبر الحزين
في نهاية الصفحة يمين
حادث قطار
ماتوا ثلاثة وطفل
وباختصار شديد
كان القطر هو الوحيد اللي باسم.
كان الشاعر المصري سعيد شحاتة في مقدمة الشعراء الذين رصدوا حادثة قطار محطة مصر الأخير، فكتب قصيدة بعنوان "كترتِ يا مصر في حبك للأكفان".
القصيدة تتناول مجموعة من الأحداث السلبية في المجتمع المصري؛ فيأتي در الشعراء بوصفهم عيون الوطن الساهره على حمايته، والتي تسجل وقائعه بحيادية دون الانحياز إلا لمحبة الوطن والحرص على ارتقائه.
القطر داس على جتتي اتهزيت
ورقصت جنبك وانحنيت وبكيت.
القطر داس على جتة الشارع
حسيت بموتك قمت واتوضيت.
عيل وعيل يبقوا ست عيال
الموت يا مصر اتولد على سكتك بشوال
طالعين نحيي العلم راجعين كفن متشال
يا ورد طارح عدم ريحة العدم بريال
عيل وعيل وعيل يبقوا ست عيال
وش القصيدة اتعجن جسم القصيدة هُزال
صوت القصيدة المخالف كَتِّفُه الأندال
والموت يا مصر أتولد على سكتك بشوال.