المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بالصور.. أبناء الفيوم المحررين من ليبيا يروون قصتهم من السفر إلى الاختطاف والعودة

السبت 13/أغسطس/2016 - 06:43 م
تحقيق ..فاتن بدران
طباعة
عاشت قريتا سعدة والعزابوة التابعتان لمركز إطسا، حاله من الحزن خلال الأيام الماضية فور علمهم باختطاف 9 من أبنائهم على يد ميليشيات ليبيه نظير مبلغ من المال لكل عامل حتى يتم تحريرهم.

وشهدت القريتين اللتين يقطن أغلب سكانهما منازل مكونة من طابق واحد، مسقوف بالأخشاب وجذوع الأشجار، كما يعانون غياب الخدمات، فلا يوجد بالقريتين مستشفى، ولا خدمات الصرف الصحى، وتنقطع مياه الشرب فيهما بصفة دائمة، مايضطر شبابها إلى السفر بشكل غير شرعي إلى ليبيا هربا من الفقر الذى يغرقون فيه.

وشهدت القريتين ليلة اختلطت فيها مشاعر الحزن بالفرح، بعد أن أطلق سراح 9 من شباب القريتين، أفرجت عنهم يوم الخميس الماضي، مليشيات ليبية كانت تحتطفهم، بعد أن دفع ذويهم فدية لكل واحد منهم، وقام الجيش الليبي بتسليمهم إلى السلطات المصرية عبر منفذ السلوم، بعد العثورعليهم فى منطقة "البريقة" شمال أجدابيا في ليبيا، حيث تركوا هناك بعد أن أطلق سراحهم.

كل ما كنت أحلم به ضاع
ويقول عبد الرحمن جودة صالح، أحد المختطفين العائدين، والذي يبلغ من العمر 20 عامًا، إنه ذهب إلى ليببا عن طريق السفر ودخول الأراضى الليبية بشكل غير شرعي قبل شهور قليلة، برفقة آخرين من شباب القرية والقرى المجاورة. ويصف الرحلة قائلا: "ركبنا ميكروباص ومع كل كمين كان يقابلنا كنا ننزل إلى الصحراء، بعيدا عن أعين ضباط الكمين، ثم نتجمع مرة أخرى، ونركب الميكروباص وتكرر هذا المشهد أكثر من مرة، حتى لايقبض علينا رجال الشرطة المصرية، حتى وصلنا إلى الحدود المصرية اليبية والتى منها دخلنا الأراضى الليبية من ممرات جبلية بعيدة عن المعبر الرسمي".

ويضيف صالح: "بعدها بدأت فى رحلة البحث عن عمل يمكن منه تسديد ثمن تكلفة السفر، و"تحويش قرشين علشان أبنى البيت والجواز، لكن كل ما كنت أحلم به ضاع، فقد تم اختطافى، من منطقة مسراتة في ليبيا، وقام المختطفين بطلب فدية من أهلي بمبلغ 6 آلاف دينار ليبي، وتم إطلاق سراحي أنا وزملائي في منطقة البريقة بعد قيام أهالينا بدفع الفدية". ويقسم عبد الرحمن، أنه لن يعيد تلك التجربة مرة أخرى.

شرعية ولا غير شرعية

أما خالد عبد النبي، الطالب في الصف الثاني الثانوي الصناعي، والذي لم يتجاوز عمره العشرين، فيقول أنه سافر إلى ليبيا بطريقة غير شرعية للعمل هناك، وإنه كان يعمل في الأرض الزراعية القليلة بالقرية، قبل أن يقرر السفر للخارج، ولكن ضيق الرزق، دفعه إلى السفر إلى ليبيا، والتي تعرض فيها، بحسب روايته،ـ للكثير من المضايقات من الشرطة الليبية التى تلاحق القادمين لأراضيها عبر عمليات التهريب ودون إقامة، مضيفا "بس مفيش فلوس هنا هنعمل إيه لازم الواحد يجرى على لقمة عيشه، كنت بشتغل أى حاجة تجيب فلوس، الواحد مننا بيوصل سنه لـ 35 سنة ومش عارف يتجوز، غصب عنه لازم يسافر بطريقة شرعية ولا غير شرعية".

ويكمل خالد: "لم تقبض على الشرطة الليبية، لكننى وقعت أنا وزملائى فى قبضة عصابات ليبية تخطف المصريين وتطلب فديه من أهاليهم بعد أن تتصل بهم، أو تجبر أحدنا على الاتصال حتى تطلق سراحنا، وهو ما تم معنا فقد اتصلنا برقم شخص مصرى، يقيم فى ليبيا، واتصل هو بأهالينا الذين جمعوا مبلغ الفدية وارسلوه بحوالة بنكية على حسابه وبدوره دفع الفدية للخاطفين وتم إطلاق سراحنا في منطقة “البريقة” يوم الخميس الماضي".

ويضيف: "عثر علينا أفراد من الجيش الليبي، واستعلموا منا على هوايتنا فاكدنا لهم اننا لم نملك اي اوراق تثبت هوايتنا، لاننا قد اطلق سراحنا منذ قليل على يد مشليات ليبيه، مشيرا ان الجيش تم استياقهم الى منزل تابع لهم به مكيفات واساسيات المنزل الراقي واطعموهم واكرموهم حتى ان سلمونا في اليوم التالي للسلطات المصرية عبر منفذ السلوم".


الضرب بالتحذيرات عرض الحائط

ورغم تحذيرات وزارة الخارجية المصرية، للمصريين من السفر إلى ليبيا في الوقت الحالي، وعدم الانسياق وراء عصابات ترويج السفر، والتي تقوم بتسفيرهم إلى ليبيا عن طريق دولة ثالثة، مما يعرض الشخص الذي يدخل ليبيا بطريق غير شرعي إلى الاحتجاز من قبل السلطات الليبية، ومناشدة المصريين المقيمين بها توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات، إلا أن حلم السفر والعودة ببضعة آلاف من الجنيهات، تمكن بعض الشباب من الزواج أو بناء شقة متواضعة، يجعل هؤلاء الشباب يضربون بتلك التحذيرات عرض الحائط، ولسان حالهم يقول "إيه اللى رماك على المر".


فى ستين داهية الفلوس

وبصوت تختلط فيه مشاعر الحزن والفرح، تقول والدة سعيد شعبان حمد، أحد الذين أطلق سراحهم من الاختطاف، أنها رأت على جسد ابنها آثار ضرب، وإنه منذ عودته لم يغادر منزله، ويرفض التحدث إلى الناس، وتضيف: "سعيد متزوج ولديه طفلين، وسافر إلى ليبيا للعمل، بعد أن ضاقت به الحال هنا، وقد أضطر إلى الاستدانة، وتحرير الشيكات لتوفير نفقات السفر، أحمد ربنا على عودته سليم، وفى ستين داهية الفلوس".

وعبر كلا من فرج محمد عبد الغنى 20 سنة، وخالد جمال عبد المنجى 20 سنة، وفتحى جمعة رمضان19 سنة، وجمعة جعفر كامل 39 سنة، وثابت محمد عبد الغنى 40 سنة، عن استيائهم وغضبهم مما حدث لهم بسبب البحث عن لقمة العيش التى ضن بها وطنهم عليهم.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads