حذرت روسيا الولايات المتحدة من مغبة تنفيذ أية هجمات ضد قوات الحكومة السورية، بقولها إنه ستكون هناك تداعيات لذلك بمختلف أرجاء الشرق الأوسط، فيما سيطرت القوات الحكومية على تل على مشارف مدينة حلب في ظل غطاء من الضربات الجوية.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن التدخل الأمريكي ضد الجيش السوري "سيؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط بالنسبة لأراضي هذه الدولة وإنما للمنطقة بأسرها".

وأضافت أن تغيير النظام في سوريا سيخلف فراغا قد يملؤه بسرعة "الإرهابيون على اختلاف مشاربهم".

تصاعدت التوترات الأمريكية - الروسية بشأن سوريا منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي، حيث يتبادل الطرفان إلقاء اللوم في هذا الفشل. وشنت الحكومة السورية مدعومة بطائرات روسية هجوما ضاريا على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب شمالي البلاد.

وحققت القوات السورية تقدما في هجومها في حلب اليوم السبت مستولية على تلة أم الشقيف الاستراتيجية بالقرب من مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي استولت عليه القوات الحكومية من مقاتلي المعارضة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقا للتلفزيون الرسمي. تقع التلة على الحافة الشمالية لحلب، أكبر مدينة في سوريا ومركزها التجاري السابق.

وقالت جماعة أحرار الشام إن مقاتلي المعارضة استعادوا السيطرة اليوم السبت على العديد من المواقع التي كانوا قد فقدوها في حلب في حي بستان الباشا.

وذكرت وسائل الإعلام الحكومية إن 13 شخصا أصيبوا عندما قصفت قوات المعارضة حي الميدان في وسط المدينة الذي تسيطر عليه الحكومة.

وأصابت الضربات الجوية في حلب مستشفى في حي الصاخور شرقي المدينة الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة ما عطله عن العمل، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن وللجان التنسيق المحلية. وقالوا إن شخصا واحدا قتل في الغارة الجوية.

واتهم نشطاء المعارضة قوات الرئيس بشار الأسد وروسيا بتنفيذ الغارات الجوية التي ضربت وحدات الدفاع المدني والمستشفيات في المدينة حيث الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة تحاصرها القوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة.

وأمس الجمعة طالبت منظمة أطباء بلا حدود بأن توقف الحكومة السورية وحلفاؤها "القصف العشوائي الذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين، الكثير منهم من الأطفال" على مدار الأسبوع الماضي في حلب.

وقال خيسكو فيلالونغا مدير عمليات المنظمة "القنابل تهطل كالمطر، وشرق حلب كله اصبح صندوقا كبيرا للقتل. على الحكومة السورية ان توقف القصف العشوائي وروسيا كحليف سياسي وعسكري لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لسوريا عليها مسؤولية ممارسة الضغوط لوقف ذلك".

وقالت المنظمة إنه من 21 إلى 26 سبتمبر أيلول أفادت المستشفيات التي لا زالت تعمل في حلب بسقوط 822 جريحا بينهم 221 طفلا وأكثر من 278 قتيلا من بينهم 96 طفلا وفقا لمديرية الصحة في شرق حلب.

وانتقدت وزيرة الخارجية السويدية مارغو فالستروم الهجمات على أهداف مدنية حيث كتبت على حسابها على موقع تويتر "من غير المقبول قصف المدنيين والأطفال والمستشفيات في حلب بالقنابل. لا إنسانية. الأسد وروسيا يبتعدان عن السلام".

وفي منطقة دير الزور شرقي البلاد دمرت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عدة جسور على نهر الفرات، وفقا لوكالة الأنباء السورية "سانا" ولـ "ديرالزور 24"، وهي جماعة إعلامية ناشطة. والمحافظة هي معقل لتنظيم الدولة الاسلامية.

وقالت سانا إن من بين الجسور التي دمرت جسر الطريف الذي يربط مدينة دير الزور شرقي البلاد بمدينة الرقة شماليها، وهي عاصمة الأمر الواقع للمتطرفين.