طباعة

المجر تتوعد باستعادة السلطة من بروكسل

الإثنين 03/10/2016 04:54 م

وكالات

رئيس الوزراء المجري

توعد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الاثنين بان تواصل بلاده رفضها خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين رغم أن انخفاض نسبة المشاركة في الاستفتاء حول تلك الخطة جعله لا قيمة له قانونيا.

وبعد يوم من الاستفتاء الذي أيد فيه 98,3% من المقترعين موقف أوربان المتشدد من المهاجرين، أشاد رئيس الوزراء بالنتيجة واعتبرها تخويلا غير مسبوق لوقف تعدي بروكسل على سيادة بلاده، حسب قوله.

وقال أوربان إنه سيطرح خلال الأيام المقبلة مشروع قانون لتعديل الدستور يعكس "إرادة الشعب بروح من الاستفتاء".

وقال أمام البرلمان وسط التصفيق "في تاريخ الديموقراطية المجرية، لم يحصل أي حزب أو تحالف احزاب مطلقا على تخويل بهذا الحجم (..) لن نسمح بان ينخدع هؤلاء ال3,3 مليون شخص أو التقليل من أهمية أرائهم".

وفي ضربة أخرى للاتحاد الأوروبي بعد اربعة اشهر من تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد، دعم المجريون - او على الاقل من شاركوا في الاستفتاء - بشبه اجماع موقف اوربان برفض اقتراح بروكسل لتقاسم المهاجرين بين دول الاتحاد ال28 من خلال حصص اجبارية.

ولكن بعد حملة استخدمت فيها الحكومة اللافتات على الطرق والاعلانات التلفزيونية التي تربط بين المهاجرين وبين "الارهاب" والجريمة، اعتبر الاستفتاء غير قائم قانونيا نظرا لتدني المشاركة فيه عن نسبة الخمسين بالمئة المطلوبة، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركين 40,1%.

ومن بين أسباب ذلك تلبية المجريين لدعوة من أحزاب المعارضة والمنظمات غير الحكومية والنشطاء لمقاطعة الاستفتاء. وأحصي أكثر من 230 ألف صوت لاغ، وهو رقم قياسي لاستفتاء مجري.

- لا حل سحري

بمقارنته بين الهجرة و"السم" جسد أوربان المعارضين لسياسة "الباب المفتوح" التي تتبناها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تجاه المهاجرين، وسط اسوأ ازمة مهاجرين يواجهها الاتحاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وزاد استفتاء أوربان الضغوط على الاتحاد الاوروبي الذي يشهد خلافات بين أعضائه، والذي أضعفه التصويت على خروج بريطانيا منه، وهو القرار الذي قال أوربان أن السبب فيه هو تعامل بروكسل مع ازمة المهاجرين.

وحذر رئيس برلمان الاتحاد الاوروبي مارتن شولتز الاحد من ان اوربان يلعب "لعبة خطيرة" من خلال مهاجمته لمعاهدات الاتحاد الاوروبي، بهدف ترسيخ سلطته في بلاده.

وقال في تغريدة الاثنين إن المجريين "لم يلبوا دعوة أوربان. ما يحتاجه الاتحاد الأوروبي الأن هو حوار للوصول الى حلول وليس توترات مصطنعة".

وقالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، إنه "لا يوجد حل سحري" لازمة اللاجئين، إلا أنها أقرت بالحاجة إلى "مقاربة متكاملة".

- تقدم بطيء

يهدف اقتراح الاتحاد الاوروبي بشان الهجرة - الذي تزعمته ميركل ووافقت عليه معظم دول الاتحاد الاوروبي العام الماضي - الى تخفيف الضغوط عن ايطاليا واليونان اللتين تعتبران بوابتين لاستقبال المهاجرين واللاجئين.

إلا أنه عمليا، بقيت خطة توزيع 160 الف طالب لجوء بين الدول الاعضاء ال 28 التي اقرت قبل سنة، حبرا على ورق، وقد اعيد فقط "توزيع" 5651 لاجئا. وتبلغ حصة المجر من هذه الخطة 1294 مهاجرا.

وتعارض دول وسط أوروبا وشرقها بشكل خاص استقبال اللاجئين.

وحذر وزير خارجية النمسا سيباستيان كورز انه "من الخطأ" تجاهل الاستفتاء المجري.

وصرح للاعلام الالماني مساء الاحد "هناك العديد من دول اوروبا التي تفكر بنفس طريقة المجر وغير سعيدة بسياسات بروكسل".

واضاف "قلت من البداية ان خطة توزيع اللاجئين لن تنجح".

وفي 2015، اجتاز 400 الف طالب لجوء إلى أوروبا الاراضي المجرية، ومعظمهم قبل اقامة شريط شائك على طول الحدود الصربية الكرواتية.

وحذت دول أخرى تقع على ما يسمى طريق البلقان حذو المجر، ما أدى إلى احتجاز نحو 60 الف مهاجر في اليونان.

وقال الاتحاد الاوروبي الأسبوع الماضي أنه يأمل في نقل نصفهم بنهاية 2017 إلى دول أخرى.

ويبدو الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع أنقرة في مارس الماضي مهتزا عقب المحاولة الانقلابية في تركيا في يوليو الماضي.

وقال محللون لوكالة فرانس برس، إن التعديل الدستوري المقرر يرجح أن يسعى الى تضمين حق المجر في تقرير سياستها الخاصة بالهجرة.

وقال بولكسو هونيادي الخبير في مركز "بوليتيكال كابيتال" في بودابست "يبدو ان اوربان يرغب في مواصلة معركته مع الاتحاد الاوروبي وسياستها بشان الهجرة والتعديل الدستوري هو طريقته للقيام بذلك لانه يمكن ان يشعل معركة قانونية" مع بروكسل.