طباعة

"فاطمة" فقدت بصرها.. والسبب: الدكتور كان في إجازة

الإثنين 07/11/2016 01:35 م

فاطمة أبو الوفا

فاطمة

خرجت كعادتها متجه صوب السوق كي تشتري احتياجات منزلها، اصطدمت بعاصفة ترابية رافقتها منذ اللحظة التي وطأت فيها أقدامها خارج المنزل وحتى اللحظة التى عادت فيها، فنالت عينيها قدر كاف من الأتربة والغبار، خلدت إلى النوم عازمة على زيارة الطبيب صباحًا، أتجهت بالفعل في اليوم التالي صوب الوحدة الصحية بمنطقة كوبري القبة، كونها الأنسب لظروفها المادية حيث تبلغ قيمة التذكرة بها "جنيه وربع"، صعدت "فاطمة عبد النعيم" إلى الطابق الثاني، تبحث عن غرفة طبيب العيون، لكنها وجدت إحدى الممرضات تجلس بمفردها وتتولي الكشف على المرضى وتدون الأدوية لهم في "روشتة".

اندهشت "فاطمة" من الوضع وسألت الممرضة "أمال فين الدكتور" فأجبتها": في إجازة ومفيش دكاترة في الوحدة، كل اللي هنا ممرضين"، جلست فاطمة منتظرة دورها غير مطمئنة لما يحدث، تقول: "أول ما شافت عيني قالتلي دي شوية إلتهابات بسيطة، وكتبت ليا على نقط من غير ما تكشف عليا ولا تسالني حاسة بإيه، أشتريت النقط من الصيدلية وكل مرة كنت بحط منها كانت عينى بتوجعني أكتر، ونظري بدأ يضعف لحد ما أتعميت".

حالة من البؤس الشديد صارت تعيشها المرأة الثلاثينية عقبما فقدت نظرها، فكيف ترى أبناءها الثلاثة يكبرون أمام عينها، كيف تتأمل ملامحهم وتختار لهم الملابس التي يرتدوها بأناقة كما أعتادت أن تفعل، تقول: "روحت لدكتور وخدت العلاج معايا وصدمني أنه غلط وهو السبب في إني أتعمي، وكرهت حياتي لما قالي إني مش هشوف تاني، حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كتبت ليا علاج غلط وهي مش فاهمة حاجة، إزاى يسيبوا ممرضين مش فاهمين حاجة يكشفوا علينا والدكاترة واخدة إجازات ومريحة دماغها"، تعيش "فاطمة" في غرفة بـ"منشية الصدر" برفقة زوجها الذي يعمل أزراقي وبناتها الثلاثة وتضيف: "حقي عند ربنا لأن الغلابة اللي زينا مش بيعرفوا ياخدوا لا حق ولا باطل من حد".