طباعة

"روحية" 20 عام في ظلام دامس.. "عايشة على لمبة جاز"

الأحد 13/11/2016 08:08 م

فاطمة أبو الوفا

النهار والليل في عالمها سيان لا يفرق بينهما شيء، يخيم الظلام على غرفتها طوال اليوم، تجلس داخل صومعتها لا يؤنسها شيء سوى "اللمبة الجاز" المحبوب الأثير لديها، الذي كان خير رفيق لها لمدة 20 عام، تقضي يومها وحيدة تتأمل ضوء اللمبة، كونه الشيء المتعارف عليه أمامها، أما باقي أرجاء الغرفة فلا تتجه إليها سوى للضرورة بإرشاد ضوء اللمبة.

تعيش "روحية سيد" في منطقة "كوتسيكا" بمحافظة القاهرة بمفردها بعد أن تركها زوجها وتزوج من أخرى:" ربنا مكتبليش الخلفة، وجوزي أول ما عرف سابني وراح أتجوز، ملقتش مكان أقعد فيه غير أوضة أمي الله يرحمها، تحت بير السلم ومفهاش لا كهربا ولا في حمام ولا مروحة ولا حتى شباك أتنفس منه".

تعمل المرأة الأربعينية عاملة نظافة بمدرسة ابتدائي ويتبخر راتبها الذي يبلغ 500 جنيه في مصاريف العلاج، تقول: "عندي السكر والقلب وجالي حساسية على الرئة من ريحة الأوضة، وبتيجي عليا أيام مبقدرش أتحرك فيها من الأوضة وبخاف روحي تطلع وأموت ومحدش يعرف عنى حاجة".

تعيش "روحية" على مساعدات جيرانها الذين يمدوها بالأطعمة بين الحين والآخر، تتلخص أحلامها في توصيل الكهرباء لغرفتها كي تستطيع رؤية الأشياء بوضوح:" 20 سنة عايشة لوحدي لا ليا أهل ولا أي حد في الدنيا ومن كتر ما أتعودت على نور اللمبة نظري بيتسحب مني وبيضعف ولما بخرج في النهار عيني بتوجعني مش بستحمل الشمس".