طباعة

"عم سعداوي" الخفير المتطوع..."عندما يساعد الفقير الغني"

الأربعاء 16/11/2016 12:40 ص

فاطمة أبو الوفا

عم سعداوي وزوجته

بحذر شديد ينتقل بعصاه الغليظة متكأٍ عليها ينظر يمنة ويسرة ليطمئن على سلامة "الأراضي" التي تركها أصاحبها عهده في رقبته، بعد أن سافر بعضهم والبعض الآخر وافته المنية، وجد كثيرون في عم "سعداوي" وزوجته "زيناهم" خير أمين لهم على أراضيهم الزراعية بعد انتشار سماسرة رغبوا في أخذها بوضع اليد، كل هذا دون مقابل مادي.

"الخفير المتطوع" اللقب الذي لاصق عم سعداوي على مدار الـ70 عامًا الذين قضاهم بعزبة صلاح الدين التابعة لمركز الخانكة: "أنا كنت أول واحد سكن هنا في العزبة والناس كلها تعرفني أنا والحاجة، كل اللى كان عنده أرض جنبي كنت بحرسها ليه ومش باخد فلوس لأن معظمهم عندهم عيال كتير وأنا عمري ما هطلب حاجة منهم لأن دي عهدة في رقبتي وأصحابها قبل ما يموتوا وصوني عليها".

يؤكد الرجل الثمنيني أنه تلك الأراضي تعرضت للاعتداء مراتً عديدة وكان يتصدى لهم هو وزوجته، ورغم تقديمه المساعدة لغيره ألا إنه لم يجد مقابل:"أنا على قد حالي أنا والحاجة والأوضة سقفها واقع ورغم كده بخدم الناس، أنا نفسي حد يساعدني أعمل سقف الأوضة لأنه وقع علينا والمطرة غرقتنا وأنا بناتي كلهم اتجوزوا وعايش لوحدي أنا ومراتي"

تلتقط منه أطراف الحديث زوجته "زيناهم" وتقول أنهم محبين للخير ويريدون مساعدة غيرهم "الأصول بتقول كده" وفق قولها، وتتابع المرأة السبعينية:"الناس كلها عارفة إننا مش صحاب الأرض وحتى اسم صاحب الأرض مكتوب على الحيطة، ممكن نزرع لينا حبة فجل أو جرجير أو برسيم للحمار وخلاص، ونفضل حارسين الأرض لحد ما أصحابها يجوا ويبنوها أو يشوفوا هيتصرفوا فيها ازاي".