طباعة

"مجدي".. استغنى عن "الشقة" واختار "الكارو": استرزق منها بدل ذل الإيجار

الأحد 20/11/2016 05:34 م

فاطمة أبو الوفا

مجدي" استغني عن "الشقة" واختار"الكارو".

لا يملك من حطام الدنيا شيء سوى عربة كارو صغيرة استأجرها من أحد التجار لتكون مصدر رزقه، يقضي يومه بجوارها لعلها تؤنسه في وحدته بعد أن صار بلا مأوي، يستقر بها في محيط منطقة الحلمية، متكأ على كرسيه الخشبي الذي لا يفارقه سوى للضرورة بعد أن أصيب بالغضروف، في كل موسم تتلون عربته بلون فاكهة أو خضرة يختارها بناءً على إقبال زبائنه ليضمن رزق وفير يكفي قوت يومه.

صدمة كبري تلقاها عم "مجدي" عندما أخبره صاحب المنزل برغبته الصارمة في رفع الإيجار، فسريعًا ما اتخذ قراره بمغادر الشقة، توجهت زوجته لبيت أسرتها وعاشت معهم وظل زوجها "متطلم" بين رصيف وآخر:"بنام في المحلات شويه وع الرصيف كمان وممكن عند واحد صاحبي، وبقالي 10 سنين على الحال ده ومتبهدل، وبدفع 50 جنيه إيجار العربية والبضاعة باخدها من التاجر والمكسب اللى بيطلع باخده أكل منه والعربية بتفضل في مكانها لأني مش بقدر أتحرك وأجرها لأن معنديش حمار، وربنا ما أردش أني أبقي أب، وعايش لوحدي من غير سند".

رغم إصابة الرجل الخمسيني بالغضروف وتحذيرات الطبيب المتكررة بإبتعاده عن بذل أي مجهود بدني، ألا أنه محب لعمله الذي أعتاده منذ 17 عام:" الورث اللى طلعلي من أبويا أتجوزت بيه، وبعد ما المرض هدني مبقتش أكسب زى الأول، لدرجة أن الدكتور كتب ليا على علاج مجبتهوش، والعربية حطيتها جنب صناديق الزبالة علشان أبعد عن المشاكل ومبقاش مخالف"، 30 جنيه ما يجنيه عم "مجدي" يوميًا عندما تزدهر حركة البيع، رغم ضيق حالته المادية ألا أنه أعتاد على أن يبدو مظهره لائقًا.

ويضيف: "الزمن بهدلني اه بس لازم البس كويس حتى لو هشحت الهدوم وعليا ديون بـ5 ألاف جنيه وبستلف علشان أعيش بدل ما اتسول في الشارع، وربنا بيرزقنى واللى بيكافح ربنا بيديله،أمنية حياتي معاش أكل منه لأني مش ضامن إني اقدر اشتغل ع طول أنا باجى ع نفسي رغم التعب وبفضل قاعد على كرسي مش بتحرك غير لما زبون يجي".