طباعة

حكاية أب وجد و5 عيال عايشين بـ350 جنيه

الأحد 27/11/2016 02:05 ص

فاطمة أبو الوفا

فؤاد السيد

غرفة صغيرة في الطابق الأرضي، يشير بابها الخشبي القديم إلى تفاصيل كثيرة توارت خلفه يحجبها عن العالم الخارجي، يجلس الأب علي أريكته وتتولى الإبنة الكبرى أعمال الغرفة، بينما يلهو الصغار بالقرب من والدهم، يطرق أحدهم باب الغرفة فيظهر رجل يبدو عليه الكِبر، حاملًا معه عدة حقائب، تشير إلى طعام الإفطار الذي أحضره لابنه المريض وأحفاده، يطمئن الجد على صحة ابنه قائلًا "خدت يا ابنى علاجك ولا لسه؟".

تبدو الحياة في غرفة فؤاد السيد عكس الواقع، فالجد من يتولى مصاريف الابن والأحفاد وليس العكس، لكن المرض الذى زحف إلى جسد "فؤاد" جعل الحياة أكثر مرارة: "والدي هو اللي بيصرف عليا أنا وعيالي بعد ما جت ليا جلطة في مخي والنص الشمال أصبح ميت عندي، وبنتي الكبيرة حسيت بالظروف وقعدت من المدرسة تخدمني أنا وأخواتها، ومراتي الله يرحمها ماتت من 6 سنين".

الصدمة التي أصابت الرجل الخمسيني جعلته يفقد الأمل في كل ما حوله ويضيف: "نفسي أعمل معاش بس مش عارف الإجراءات وحتى العلاج على نفقة الدولة معرفتش اعمله، والإبرة الواحدة بشتريها بـ 750 جنيه ومعاش أبويا 350 جنيه بناكل منه وبندفع الإيجار، وعلشان أجيب العلاج بستلف من الناس ومتكوم عليا ديون كبيرة".

لدي فؤاد 5 أولاد تتراوح أعمارهم ما بين 18 و4 أعوام، يتولى الجد رعايتهم يتابع: "أنا عمري كله في عزبة العسال وبدفع إيجار 60 جنيه والبيت بقاله حوالي 100 سنة، كنت شغال في لحام الضغط العالي وفقدت شغلي بسبب المرض، وأبويا راجل عنده 76 سنة وشغال ارزاقي علشان يساعدني، وبخاف أروح مستشفيات الحكومة لأنهم بيشخصوا غلط وأنا مش مستحمل، وبقول الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا".