طباعة

الدكان اللي بيتسرق 4 مرات.."بيجيب النحس لأصحابه"

الأربعاء 30/11/2016 11:10 م

فاطمة أبو الوفا

تتعالي أصوات آذان الفجر في المساجد لتدق مسامع "الحاجة نوال"، تستيقظ من نومها وتصلي، ثم تتجه صوب باب الغرفة، تهبط درجات السلم المتعرج في حذر، حتى تبلغ باب المنزل وصولًا إلى دكانها الخشبي الصغير، قائلة: "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، توكلنا عليك يا رب"، فإذا عيناها تقع على باب الدكان لتراه مكسورًا، لتدخل في غارة بكاء لا تتوقف.

"البضاعة والفلوس اتسرقوا كلهم، حتى البوتاجاز الصغير اللي كنت بعمل الأكل عليه والحلل الاولومنيوم سرقهم الحرامي، ربنا ينتقم منه"، نبرة حزينة تنُم عن ألم مكبوت بداخل الحاجة نوال، لكن علتها التي لازمتها 20 عامًا كانت العائق: "البابور هب في وشي من 20 سنة وبتكلم بالعافية لأن جلدي مهري، ولما المحل أتسرق مقدرتش، أصرخ عشان الناس تلحقني، وبعد ما وشي باظ جوزي طفش وأتجوز وساب العيال، وبقيت شايلاهم وشايلة أبويا اللي عنده 105 سنة بعد ما أمي ماتت".

تؤكد المرأة الستينية، أن سرقة الدكان تكررت 4 مرات متتالية: "كنت كل مرة أقول ربنا هيسترها، أفضل أدعي أنه ميتسرقش، وأنزل حاطة أيدي على قلبي وأنا نازلة أفتح، تاني مرة سرقوا البضاعة كلها وتالت مرة كسروا الأرفف الخشب وخدوها، آخر ما زهقت جبت كام كارتونة أبيع منهم وبقيت أبيتهم معايا في الأوضة، ومن ساعة ما أتسرقت كذا مرة واتنحست، لا قادرين نجيب بضاعة ولا حد بيشتري من اللي موجود".

وتضيف: " أبويا كبر ومبقاش يتشغل قولنا نعمل دكانة خشب محندقة على قدنا ناكل ونشرب منها، ولما اتحرقت مكنتش قادرة اسيبهم وتعالج، ومفيش فلوس نجيب باب حديد، لما حرمت أسيب حاجة هنا، بعد ما المحل أتسرق 4 مرات مقدرتش أقفل لأنه لقمة عيشنا، بحمد ربنا واشكره انه إداني عيني بعد ما وشي أتحرق عشان أخدم أبويا وأصرف عليه هو وعيالي".