أقر الكونجرس فى كولومبيا، اتفاق سلام جديدًا مع جماعة القوات المسلحة الثورية (فارك) في وقت متأخر الأربعاء، رغم اعتراضات من الرئيس السابق وعضو المجلس الحالي ألفارو أوريبى الذي قال إنه ما زال متساهلاً بشكل كبير مع المتمردين الذين قاتلوا الحكومة لمدة 52 عامًا.
وأقر الاتفاق 130 عضوا دون رفض أى عضو وذلك بعد يوم من تصديق مجلس الشيوخ عليه بموافقة 75 عضوا. وغادر مشرعون من حزب الوسط الديمقراطى الذى ينتمى له أوريبى احتجاجا قبل بدء التصويت.
ويمثل التصديق والتوقيع على الاتفاق بداية العد التنازلى -الذى يستمر ستة أشهر لجماعة فارك التى تضم 7000 فرد والتى بدأت كحركة تمرد لمكافحة الفقر فى المناطق الريفية- للتخلى عن أسلحتهم وتشكيل حزب سياسي.
وكان الرئيس خوان مانويل سانتوس وزعيم جماعة فارك رودريجو لوندونو وقعا على اتفاق معدل الأسبوع الماضى فى مراسم أقل صخبا من تلك التى شهدت توقيع الاتفاق الأول الذى رفضه الملايين فى استفتاء جرى الشهر الماضي.
ويريد سانتوس الذى حصل على جائزة نوبل للسلام الشهر الماضى لجهوده من أجل السلام تطبيق الاتفاق فى أسرع وقت ممكن للحفاظ على وقف ثنائى هش لإطلاق النار.
ويقول أنصار أوريبى إن الاتفاق يقدم تنازلات كثيرة لجماعة فارك ولا يصلح كرادع لجماعات أخرى ضالعة فى الجريمة.
وقال المفاوض الحكومى سيرجيو جاراميلو "دعونا لا ننسى ما نفعله يوم فنحن نحاول إنهاء أكثر من 50 عاما من الحرب."
وتم إعداد الاتفاق الجديد لإنهاء حرب مستمرة منذ 52 عاما فى رابع أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية فيما يزيد قليلا على شهر بعد أن رُفض الاتفاق الأول بفارق ضئيل وعلى غير المتوقع فى الاستفتاء الذى أجرى فى الثانى من أكتوبر تشرين الأول لأن بنوده متساهلة للغاية تجاه المتمردين إذ تسمح لهم بتولى مناصب سياسية كما لا تنص على سجن زعماء فارك الذين ارتكبوا جرائم حرب مثل الخطف والذبح.
