طباعة

عم "حسني" والقطط 15 سنة سويًا "علي الحلوة والمرة"

الإثنين 05/12/2016 08:05 ص

فاطمة أبو الوفا

عم حسنى

"أحبال غسيل" بعرض الغرفة وشنط رثة أشبه بـ "شنط القمامة"، وأرضية لزجة حالكة السواد تلتصق بها قدماه وهو يتجول بالغرفة، تبدو غرفة "عم حسنى" للوهلة الأولي بأنها مهجورة، لكن بمجرد أن تطأ قدماه بالغرفة تظهر العديد من القطط، ينظرون إليه وكأنهم يخبرونه بأن وقت الطعام قد حان، فُيخرج "حلته البيضاء" التي أدخر بها اللانشون والجبنه ويبدأ في تناول الطعام برفقتهم.

يقطن الرجل الخمسينى بمفرده، تؤنسه القطط وتملأ عليه عالمه الفارغ، فتهون عليه ألم المرض ووحشة الغربة التي ظل يشعر بها 15 عامًا بعدما تركته زوجته:" عندي السكر وجاتلى جلطة ومش بشوف غير بعين واحدة"، يؤكد عم حسني أن اشقائه يقطنون بالقرب منه ولكن لم يشفق عليه أحداً منهم، فيخرج بين الحين والآخر ليجلب المساعدة من "أهل الخير".

يبدأ يوم عم حسنى في الـ7 صباحًا، توقظه القطط فيبدأ بإحضارهم حوله قائلاً "تعالي يا بوسي تعالي يا فلة، وانت يا عنتر تعالوا نأكل"، يتحدث إليهم وكأنهم بشر يشعرون به، يشاركونه حزنه وفرحه:" بقالهم كتير أوى معايا اللى ماتت واللى عاشت واللى خلفت وعددهم كبير أوى مش بعدهم من كترهم".