طباعة

"زوزو" المثيرة للجدل.. و"السندريلا" التي هزت عرش الوسط الفني بموتها

الإثنين 12/12/2016 03:27 م

منار ابراهيم

زوزو

الفتاة المدللة، والساحرة الصغيرة، "زوزو" التي أثارت قضية موتها عام 2001 غموضًا كبيرًا لم يحل حتى الآن، قيل أنها انتحرت، بينما تعترض عائلتها والمقربين منها ويصرون: "لقد قتلت سعاد"، ولا يزال السؤال حول سبب الوفاة موجودًا وهو "هل انتحرت أم قتلت؟".

توفيت "السندريلا" إثر سقوطها من شرفة شقتها بمبني ستوارت تاور في لندن في 21 يونيو 2001، وأثارت حادثة وفاتها جدلًا لم يهدأ حتى الآن، فالوفاة لم تكن أبدًا طبيعية بل كانت عملية اغتيال احترافية، أذهلت جميع أجهزة التحقيق وما زالت القضية مقيدة "ضد مجهول"، ورغم مرور عدة سنوات على ارتكابها إلا أنها تزداد تعقيدًا يومًا تلو الآخر وتكشف عن مفاجآت جديدة بين الحين والحين.

ظهر تسجيل لإحدى المكالمات التي استقبلتها السندريلا قبل اغتيالها بأيام قليلة تحديدًا قبل تنفيذ العملية بـ 72 ساعة، وبعد تفريغ المكالمة، جاء في نص الرسالة أو المكالمة القاتلة الآتي:
المتصل: مساء الخير يا سوسو.
سعاد: مين؟
المتصل: أنا من عند الحبايب.
سعاد: الحبايب مين؟
المتصل: الحبايب في مصر، عاملين لك حفلة تشريف، أحسن لك ماترجعيش.
الطرف الآخر أغلق الخط.

وأكدت صديقة مقربة من "سعاد" في لندن، أن السندريلا حكت لها عن المكالمة، ونصحتها بالبقاء في لندن بعض الوقت وتأجيل عودتها لمصر، وهذا ما كان يبتغيه المخططون للعملية، رسالة تهديد تضمن بقاء "سعاد" في مسرح الجريمة الذي تم اختياره ليكون خارج مصر، حتى تبتعد كل الشبهات عن أي جهات سيادية في مصر، ولضمان عدم توريط أي أسماء كبيرة في العملية.

طلب الرئيس المصري آنذاك "مبارك"، من سفير مصر في لندن عادل الجزار، سرعة إنهاء الترتيبات الخاصة بعودتها إلى القاهرة، وكان في استقبال الجثمان بمطار القاهرة وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية وممثل عن رئيس الجمهورية ومجلس نقابة الممثلين والسينمائيين وأصدقاء وأقاربها.

أدى تضارب الآراء حول مقتلها إلى بلبلة صحفية، لكن بعد وفاتها بمدة، بدأت الحقائق شيئًا فشيئًا بالانجلاء، بعد أن بدأت تضعف مزاعم أصحاب الرأي الأوّل المباشر، والذي ما أن أعلن عن وفاتها، وقبل بدء التحقيقات، بدأوا بنشر تقارير ومقالات صحفية تزعم فيها انتحار سعاد نتيجة الأمراض التي كانت تعاني منها.

لكن هذا الرأي تم رده، حيث أنّ هناك من قام بقطع شبكة تحيط بالنافذة لمنع دخول الطيور، بآلة حادة رفيعة جدًا يرجح أنها "مقص" حاد وقاموا بتقييد السندريلا وتكميم وجهها وبعد عمل قطع طولي وعرضي بشبكة الحماية من الطيور تم وضع سعاد علي سور النافذة وحرص الجناة علي إلقائها بشكل رأسي قوي لتسقط أمام العمارة مباشرة ويتخيل المحققون أن القضية مجرد انتحار فقط، إلا أن هدفهم لم يتحقق وطارت جثة السندريلا في الهواء لمسافة أبعد من العمارة بفعل الرياح حيث سجلت الأرصاد الجوية في ويوم الجريمة ارتفاعًا ملحوظًا في سرعة الرياح.

المفاجأة المذهلة والتي كشفت عنها تقارير المعمل الجنائي النهائية أن سعاد حسني توفيت بسكتة قلبية وهي مازالت في شرفة منزلها وقبل ارتطام جسدها بالأرض أي أنها توفيت من شدة الخوف حيث ثبت من التقارير أن تاريخ توقف القلب حدث قبل حدوث الارتطام بوقت كاف أي في الوقت الذي كانت سعاد مغشيا عليها فيه وكان الجناة يقطعون شبكة الطيور الموجودة بشقتها.

كل هذه التناقضات صبّت في اتجاه واحد، وهو أن جهة أمنية قتلتها عن الطريق العمد، إضافة إلى اتهامات عائلتها بأن هنالك جهة أمنية كانت وراء قتل سعاد حسني، سبق لـ"اعتماد خورشيد" كذلك أن اتهمت خلاله صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري الأسبق، بقتل الفنانة سعاد حسني وعمر خورشيد، ذلك بعد أن استأجر مجرمون لقتل "السندريلا"، حيث قتلت في شقتها وألقيت من الشرفة في لندن، وتابعت "خورشيد" قائلة، إن سعاد حسني لم تنتحر، بل تم قتلها في لندن.

ويذكر أن التقرير الطبي تأخر من تشريح جثمانها لأن الإجازة الأسبوعية للأطباء الشرعيين في لندن وهي السبت والأحد وشُرح الجثمان، ثم تنهي سفارة مصر بلندن الأوراق الخاصة بنقل الجثمان إلى القاهرة يوم الأربعاء.

وقد سافر إلى لندن لمتابعة ترتيبات الجنازة ونقل الجثمان شقيقها وهو موسيقي أيضًا، وكذلك زوجها ماهر عواد السيناريست وعدد من أصدقائها المقربين.

وما زال اللغز غامض والجاني مجهول، ويستمر التساؤل حتى الآن بعد مرور15 عامًا، "هل قتلت السندريلا أم انتحرت؟ ومن الجاني إن كانت الإجابة الأولى أرجح؟".