طباعة

بين "سي سيد وأمينة".. الحب والله "حنان وطيبة"

الثلاثاء 13/12/2016 06:35 م

داليا محمد

سي سيد وأمينة

بين سي سيد وأمينة..
مفهوم "الحب" هو حالة من الانجذاب والإعجاب والود، وتتنوع المشاعر التي يشعر بها الإنسان خلال حياته، وتؤثر عليه ليصبح أكثر إيجابية.

يعتبر الحب أجمل المشاعر التي يمر الإنسان، وتغير نظرته للعالم من حوله، والحب ليس فقط العلاقات العاطفية التي تجمع بين الرجل والمرأة، لكن هناك أنواع مختلفة من العلاقات التي تجمع بين الأشخاص، وكذلك أنواع مختلفة من المشاعر التي تجلبها.

ولا يمكن أن ننكر تأثير التربية والنشأة في تشكيل معنى أو مفهوم الحب، فشوه بعض الآباء والأمهات معنى الحب أمام أبنائهم، بمعنى "أفعل كذا لأحبك، وإن لم تفعله فلن أحبك"، وتبدأ هنا معرفة معنى الحب أن تكون كما أريد، هذا هو شرط حبي لك.
بين سي سيد وأمينة..
وبسبب هذه النشأة نرى في علاقات الزواج ما هو اغرب، إن الزوج هو "سي السيد" وزوجته هي "الخادمة"، لا تعمل، لا نخرج، لا أصحاب، لاحياه، لا سفر، وكل هذا التحكم تحت مسمى "باسم الحب"، وهناك من يرتكب جرائم نفسيه تحت شعار الحب.

لو نظرنا إلى العاشقين والمحبوبين والمخطوبين، نجدهم دائما مستخدمين عبارات "أنتَ الوحيد في الكون، وأنتِ كل الحياة، أنتَ كل شيء وأنتِ الدنيا وما عليها، مزيج من المبالغة والتقديس، وعدم الرؤية، لا تخاطب أحدًا غيري، لا تخرجي مع أصحابك إلا بإذني، قومي بتغيير صورتك على الفيس بوك، اقطع علاقتك بكل البنات، اقطعي علاقتك بكل الأولاد، وغيره الكثير"، وكل هذا بسبب النشأة الخاطئة، والشروط تحت كلمه "باسم الحب"، ولكن هذا رغبة مريضة في الامتلاك والتحكم والسيطرة.


بين سي سيد وأمينة..
والزوجة التي تراقب زوجها وتشك فيه وتحسب عليه أنفاسه باسم الحب، تمنعه عن عائلته، وتقطعه من أهله وتحرمه من أصدقائه، وكأن الحب قد تحول إلى شيء حبل خانق، يلتف حول رقبتهما معا، هل هذا هو الحب؟
بين سي سيد وأمينة..
هناك جرائم نفسية تتعدى في كثرتها وترتكب تحت مسمى "الحب" واستخدامه كأداة للضغط أو للتلاعب، أو حتى للإقناع، ونعلم جميعًا ما يتم من ترويع وقتل وإرهاب باسم "حب الدين".
بين سي سيد وأمينة..
الحب هو أن تكون نفسك، وتسمح لغيرك أن يكون نفسه، أن تقبل الآخر كما هو، بكله وبكامله، بعيوبه ومميزاته، دون شروط أو تعجيزات أو تهديدات، وتتخلى عن كل أحكامك المسبقة، وتكون مستعدًا دائمًا للمراجعة وإعادة النظر، الحب هو أن تكون حاضرًا مع من معك بكل ما فيك، ولست حاضرًا بجسدك، وغائبًا بعقلك أو تفكيرك أو مشاعرك.

تضع نفسك مكان غيرك، وتشعر به كما يشعر، وتفكر كما يفكر، تكون مهتمًا ومصغيًا ومتفاعلًا، يمتلئ صدرك بالسماح، وروحك بالبراح، وقلبك بالحياة.

الحب هو أن تكون حرًا، وفي نفس الوقت منتميًا لعلاقة أكبر تستوعبك وتستوعب غيرك.

أن تحيا، وتسمح لغيرك بالحياة، أن ترضى وتسمح لغيرك بالرضا.

أن تحتفظ بتفردك وذاتيتك واستقلالك، ويحتفظ شريكك في العلاقة بتفرده وذاتيته واستقلاليته، مع بعض خطوط التوازي والتلاقي والتماس.

الحب هو أن تنمو وتنضج وتكبر من خلال العلاقة، وليس فوق شريكك فيها، الذي يفتر ويذبل ويذوب، يكون حولكما أهل وأحباب وأصحاب، وألا تنغلق عليكما الدنيا والعالم والكون، وتتخلصا من كل الناس. 

كل هذا، وليس هو كل الحب، بل هو نفحة منه، ولمحة على طريقه، فالحب مصدره الحقيقي هو خالقه، وطريقه الصادق لا يستنير إلا بنوره.