طباعة

مابين دمعة رايحة ودمعة جاية.. تعرف على "وردة" كل العرب

الأربعاء 21/12/2016 10:57 م

اية محمد

وردة كل العرب

هي وردة كل العرب فالجزائر وطنها وبيروت شهدت مولدها وباريس احتضنتها واكتشافها في القاهرة كان الموعد مع المجد والألم والسعادة والشجن، نعم مابين المجد والألم رحلة الإشاعات والصراعات وأحيانا الحروب، ومابين السعادة والشجن حفر صوتها مكانه لها في قلوب الملايين من عشاقها.

أبدا لا تمحوها السنين وردة تربعت على عرش الغناء بعد رحيل "كوكب الشرق"، أم كلثوم لتدفع ثمنا لهذا النجاح في كل يوم وكل ليلة فما بين دمعة رايحة ودمعة جاية كانت حياتها، أجبرت على ترك أبنائها لعشق الفن وبحثت عن الحب وتوهمت أنها وجدته لكنه السراب دوما كان نصيبها، نعم ماتت وردة، ولكنه يظل السؤال هل حقا تموت الورود؟

ولدت وردة محمد فتوكي في 22 يوليو 1939 بفرنسا لأب جزائري ينحدر من ولاية سوق أهراس بلدية سدراته وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت ورحلت في 17 مايو 2012.

مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.,كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا, ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها. كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ولعبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا.

قدمت لمصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، وطلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر".

" علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر"

في مطلع الستينيات وأيام الوحدة بين مصر وسوريا كان المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية وقتها عائدا لدمشق بعد رحلة إلى مصيف بلودان.

وفي الطريق، كانت وردة الجزائرية في طريقها إلى دمشق ولكن سيارتها تعطلت فأمر المشير بتوصيل السيدة إلى المكان الذي تريده، وكانت حينئذ غير معروفة في مصر ولكنها عرفته بنفسها أثناء الحديث وألحت أن تنقل للمشير رغبتها في مقابلته لتقدم له الشكر، حضرت وردة الجزائرية بالفعل إلى استراحة المشير عبد الحكيم عامر في منطقة أبو رمانة بدمشق.

وبعد عدة شائعات دارت بين "وردة" و المشير عبد الحكيم عامر، قررت السلطات المصرية إبعاد الفنانة الجزائرية خارج البلاد ومنعها من دخول مصر، ولم ترجع إلى القاهرة إلا في مطلع السبعينيات خلال حكم الرئيس السادات.

" اعتزالها وزواجها "

اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979.

"أعمالها"

قدمت العديد من الأغنيات والإعمال الفنية منها: "حكايتي مع الزمان" مع رشدي أباظة، و"صوت الحب" مع حسن يوسف وغيرها...ومن المسلسلات قدمت "أوراق الورد" مع عمر الحريري، "أن الأوان" من تأليف يوسف معاطي، إخراج أحمد صقر.تزوجت "وردة".. ومن أشهر أغانيها اللي تربى عليها أجيال وأجيال حيث تسكن بداخلهم معاني وأحاسيس بصوت مليء بالمشاعر لإمبراطورة الطرب العربي "وردة" ومنها: "حكايتي مع الزمان"، "خليك هنا"، "اسمعوني"، "في يوم وليلة"، "لولا الملامة"، "بتونس بيك"، "الوداع" وغيرها الكثير من الأغنيات.

وفاتها
توفيت في منزلها في القاهرة في 17 مايو 2012 إثر أزمة قلبية ودفنت في الجزائر ووصلت في طائرة عسكرية بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية ليتم دفنها في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة وكانت قبل وفاتها قالت "أريد العودة إلى الجزائر فورًا".