طباعة

2016 .. عام الإعتقالات الأمنية في تركيا

الأحد 01/01/2017 08:09 م

يستحق عام 2016 أن يطلق عليه عام الإعتقالات الأمنية في تركيا خلال 2016، والتي شهدت عشرات الإعتقالات الأمنية التي قامت بها السلطات التركية ضد المواطنين إضافة إلى وقف عشرات الآلاف من المواطنين عن عملهم، بتهمة كونهم أتباعًا لجولن بتهمة تسهيل الاتصال المشفر بين أنصار الداعية الإسلامي" فتح الله جولن"، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء الانقلاب الذي شهدته البلاد في 15 يوليو الماضي للإطاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .

وداهمت قوات الأمن التركية الثلاثاء الماضي، مقر أفراد القوات البحرية لصلتهم المزعومة بالانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا في 15 يوليو الماضي، وأسفرت الحملة عن إلقاء القبض على 45 عنصرًا من القوات البحرية.

وتم اعتقال 7 عناصر من القوات البحرية، بينهم خمسة اعتقلوا في اسطنبول، وعنصر في كوجالي وآخر في هاتاي، ووُجهت الي تلك العناصر تهمة استخدام تطبيق "باي لوك" للرسائل النصية الخاص بالهواتف الذكية؛ لتسهيل الاتصال المشفر بين أنصار الداعية الإسلامي" فتح الله جولن"، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء الانقلاب.

كما قامت السلطات التركية باعتقال ووقف عشرات الآلاف من أفراد الشرطة والجيش والقضاة والمدرسين والموظفين الحكوميين عن عملهم، بتهمة كونهم أتباعًا لجولن، وتمت محاكمة نحو 30 شرطيًا في أول جلسة تنظم في اسطنبول ضد المشتبه فيهم بالمشاركة في تحركات الجيش في 15 يوليو لإطاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبعد خمسة أشهر من تحركات الجيش، سبق وجرت محاكمات في مدن تركية عدة، كتلك التي جرت الاثنين في دينيزلى في جنوب غرب البلاد، حيث تم استدعاء 60 شخصًا للإدلاء بالشهادة، ومن بين المتهمين الـ29، 21 يواجهون ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد، خصوصا لـ"محاولة قلب النظام الدستوري" و"محاولة قلب نظام الحكم أو منعه من أداء واجباته"، أما الثمانية الآخرون، فينظرهم أحكامًا بالسجن تصل إلى 15 عاما بتهمة "الانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة".

وأسفرت تحركات الجيش فى 15 يوليو عن 270 قتيلا و2000 جريح، كما اتهمت النيابة العامة التركية، الصحفي أحمد شيك، بـ"الدعاية للإرهاب"، وذلك بعد عدة اعتقالات بين الصحفيين أثارت قلقا على مصير حرية التعبير بتركيا.

وفى سياق أخر، ألقت الشرطة القبض على 30 شخصًا يشتبه أنهم على صلة بتنظيم داعش في إقليم أضنة بجنوب البلاد، و تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجنود الأتراك والتنظيم المتشدد في شمال سوريا، ونفذت شرطة مكافحة الإرهاب 40 مداهمة متزامنة بالمنطقة في عملية تدعمها طائرات الهليكوبتر، وتم نقل المشتبه بهم الي مقر شرطة أضنه بعد فحوص معتادة على الصحة.

وقطعت الحكومة التركية الإنترنت في خطوة ليست الأولى من نوعها ليست المرة الأولى عن مواطنيها، على خلفية اغتيال السفير الروسي، أندريه كارلوف، بأنقرة، حيث وجد الناس في تركيا أنهم غير قادرين على الوصول لخدمات مثل "فيس بوك" و"تويتر" و"واتساب" وبعض المواقع والتطبيقات الأخرى، بداية من اليوم التالي للهجوم.

وقامت الحكومة بحجب الإنترنت بداية نوفمبر الماضي بعد اعتقال 11 من الشخصيات المؤيِّدة للأكراد، معللة قيامها بذلك على أنه نوع من الإجراءات الأمنية المشددة.

الأزمة بين تركيا وداعش في حلب
على جانب آخر، أعلنت القوات المسلحة التركية الثلاثاء الماضي عن تدمير 158 هدفًا لتنظيم "داعش" في منطقة الباب بريف حلب شمالي سوريا، ومن بين الأهداف المدمرة للتنظيم مخابئ ومواقع دفاعية واسلحة وعربات، و مقتل عنصر من المعارضة المدعومة من تركيا وأصيب آخر، خلال الاشتباكات مع عناصر تنظيم داعش، فيما قتل 13 آخرين، وأصيب 33 بجروح .

جاءت الاشتباكات على خلفية نشر تنظيم "داعش" مقطع فيديو يصور إحراق جنديين تركيين في سوريا وهما على قيد الحياة وقامت السلطات التركية بحجب مواقع التواصل الاجتماعي ومنعت الوصول إلى تطبيق الرسائل "واتساب"، بالإضافة إلى "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"سكايب" و"إنستجرام" في جميع أنحاء تركيا بعدها.